مسؤولة استخباراتية أمريكية تكشف “فخ خاشقجي” الذي نجا منه ترامب بأعجوبة | ترجمة في دقائق

مسؤولة استخباراتية أمريكية تكشف “فخ خاشقجي” الذي نجا منه ترامب بأعجوبة | ترجمة في دقائق

9 Mar 2021
السعودية الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال إيلي لاك، كبير المراسلين السابق لشؤون الأمن القومي في ديلي بيست ونيوزويك – منشور في مجلة تابلت: “تقرير مقتل خاشقجي عديم القيمة“.


في 26 فبراير، كشفت إدارة بايدن أسوأ سر فشلت واشنطن في حفظه: المخابرات الأمريكية تلقي بالمسؤولية على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بالعملية التي انتهت بمقتل جمال خاشقجي.

تضمنت الورقة الجملة التالية: “نحن نقدر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”. وبناءً على ذلك، زحفت الدعوات إلى معاقبة ولي العهد في جميع أنحاء واشنطن.

آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، شعر بالسعادة؛ لأن التقرير خرج أخيرًا. وقال: “لا مفر من تلك الحقيقة الصارخة التي ظهرت في التقييم العام الذي طال انتظاره من قبل مجتمع الاستخبارات”.

استند هذا التقييم العام تقريبًا إلى تقييم سري أعد بعد وقت قصير من مقتل خاشقجي في أوائل أكتوبر 2018 مستندًا إلى الاستنباط والافتراض، إذ لا تشير المتابعة التي صدرت مؤخرًا إلى أي عمليات اعتراض أو مصادر بشرية أو أي نوع آخر من التجسس من شأنه أن يعطي ثقلًا استدلاليًا للتحليل.

عودة إلى أكتوبر 2018

في أكتوبر 2018، تسربت أنباء عن مقتل جمال خاشقجي، كاتب واشنطن بوست والمساعد السابق لمدير المخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل.

كان مسرح الجريمة القنصلية السعودية في إسطنبول. وسرعان ما نشرت السلطات التركية شرائط فيديو وصورًا لجوازات السفر للمهاجمين المشتبه فيهم. وتحول الاختفاء المأساوي إلى فضيحة دولية.

الفضيحة أثارت غضب أعضاء الحزبين في واشنطن. بحلول كانون الأول 2018، أصدر الكونجرس قرارًا يلقي باللوم على ولي العهد في وفاة خاشقجي. في 2019، تم تضمين بند في مشروع قانون ميزانية الدفاع يتعلق بتقييم الدور الذي لعبه القادة السعوديون في عملية خاشقجي إلى الكونجرس.

على الرغم من الضغوط، قاومت إدارة ترامب الدعوات لرفع السرية عن التقييم الاستخباراتي. قصة إخبارية عن جريمة قتل مروّعة لـ “مقيم في أمريكا” في اسطنبول سرعان ما تحولت إلى معركة أخرى في حروب ترامب. قال الرئيس إنه لا دليل. لكن مجتمع الاستخبارات أصر على وجوده.

ترددت صيحات “التستر” في واشنطن، حيث أعيدت تسمية الشوارع تكريمًا لخاشقجي.

بالنسبة للمؤسسة الحاكمة في واشنطن، كانت قصة خاشقجي بمثابة مسرحية أخلاقية حول تسييس الاستخبارات: فالرؤساء السيئون مثل دونالد ترامب يختارون “الحقائق المصنفة” لدعم سياساتهم المفضلة، في حين أن قادة مجتمع الاستخبارات يتحدثون بلا خوف عن الحقيقة للسلطة.

ومع ذلك، في هذه الحالة، كان مجتمع الاستخبارات هو الذي سعى إلى تصوير الافتراض على أنه حقيقة، مدفوع من السلك الصحفي الذي رأى نفسه في صراع كوني بين الخير والشر مع الرئيس.

سر كيرستن فونتينروز

لكن شخصية وحيدة في مجتمع الاستخبارات اتخذت نهجًا مختلفًا. كانت كيرستن فونتينروز، وكانت تشغل حينها منصب مديرة شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي.

لم تكن فونتينروز معنية بلعبة السياسة، بل موظفة محترفة عملت تحت قيادة رؤساء من الحزبين في البنتاجون ووزارة الخارجية. وغادرت مجلس الأمن القومي في أواخر 2018 لأنها اشتبكت مع كبار مسؤولي البيت الأبيض في عهد ترامب.

قبل خروجها، كانت تعمل على صياغة الرد الأمريكي على مقتل خاشقجي، والذي تضمن فرض عقوبات على العديد من المسؤولين السعوديين أنفسهم الذين فرض بايدن للتو عقوبات عليهم لمشاركتهم في الجريمة.

أخبرتني فونتينروز، هذا الأسبوع، أن الوثيقة التي رفعت عنها السرية والتي صدرت الشهر الماضي استخدمت لغة مشابهة جدًا للتقرير السري الذي عبر مكتبها في 2018.

وقالت: الجزء الوحيد من هذه الوثيقة الذي يمكن البناء عليه بـ “ثقة عالية” كان الفقرة الأخيرة، مشيرة إلى أن هذه الفقرة تسرد أسماء الأتباع السعوديين الذين كشفتهم المخابرات التركية في ذلك الوقت، لكنها لم تتضمن ولي العهد السعودي.

عبارات مثل “ثقة عالية” مهمة لتقييم الاستخبارات؛ لأنها تنقل مدى ثقة المحلل في الاستنتاج. لا تذكر وثيقة 2021 درجة ثقة المحللين في الاستنتاجات حول دور ولي العهد محمد بن سلمان.

هذا التمييز مهم للغاية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية. أخبرني فونتنروز أن تقييم 2018 لم يقدم “دليلًا دامغًا” على دور ولي العهد في مؤامرة القتل.

“بدون هذا السلاح اللاذع، لا يوجد مبرر كاف لتخريب العلاقة الأمريكية السعودية عندما يقود محمد بن سلمان ذلك البلد لعقود ما لم ترغب الولايات المتحدة في العودة إلى العمليات الهادفة إلى تغيير الأنظمة”.

رفضت تقديمه لترامب

وفق هذا التصور، كانت كيرستن فونتينروز ترى أن التقرير يتضمن إساءة استخدام لسلطة مجتمع الاستخبارات. كانت قلقة للغاية حينها بالدرجة التي دفعتها لتحذير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من محاولة تضمين التقرير في الإحاطة الاستخباراتية اليومية للرئيس.

أخبرتهم أنهم إن فعلوا فسترفق مذكرة تحذيرية بالتقرير تحذر الرئيس من أن مجتمع الاستخبارات يمده بمعلومات تستند فقط على التخمين في محاولة لدفعه إلى اتخاذ قرارات في اتجاه محدد.

بعد مناقشة فونتنروز مع وكالة المخابرات المركزية، واصلت الوكالة إنتاج نسخة أقل سرية من التقرير، مما جعل من الممكن نشره على نطاق واسع. وقالت فونتنروز: “هذا يعني أن كل مستشار أمن قومي كبير يمكنه الآن الوصول إليه”.

توقيت النشر مثير للشكوك

تحدثت فونتنروز كذلك عن توقيت رفع السرية بالتزامن مع عودة الكونجرس إلى الانعقاد؛ رغبة في حدوث “الانفجار”.

لماذا ترغب إذن إدارة بايدن في تخريب العلاقات الأمريكية السعودية؟

أحد الإجابات هو أن الإدارة ترغب في إبعاد الولايات المتحدة عن السعودية. من الناحية الاستراتيجية، فإن نية الإدارة المعلنة للتقريب أكثر من إيران من خلال إعادة الانضمام لاتفاق 2015 النووي تعني بالضرورة توسيع الهوة بين أمريكا والسعوديين – الذين يخشون ويكرهون النظام الإيراني الذي يخوضون حاليًا حربًا مع وكلائه في اليمن.

جاء إصدار التقييم بعد أن أعلنت إدارة بايدن أنها ستتوقف عن إمداد الحلفاء السعوديين بالسلاح في اليمن، وسترفع الحوثيين من قائمة الإرهاب.

عقوبة خاشقجي | تقرير بلا دليل يرضي التقدميين .. لكن هل يحقق مصلحة أمريكا؟ | ترجمة في دقائق

محمد بن سلمان وشبكة السي آي إيه

من وجهة نظر وكالة المخابرات المركزية، وجه العاهل السعودي الملك سلمان إهانة إلى الوكالة في 2017 عندما عين محمد بن سلمان وليًا للعهد. هذا التعيين قلل إلى حد كبير من شبكات نفوذ وكالة المخابرات المركزية داخل المملكة.

كان القريبون من دائرة الأخبار يعرفون منذ البداية أن الأسس التي ترتكز عليها هذه المسرحية الأخلاقية قد تشققت. كما أفاد وارين ستروبل من صحيفة وول ستريت جورنال في 2018، فإن تقييم وكالة المخابرات المركزية يفتقر إلى “الإبلاغ المباشر عن إصدار ولي العهد لأمر القتل”.

القصة نفسها اعترفت بأن وكالة المخابرات المركزية كانت في الواقع عاجزة عن تقديم ما يفيد بـ اتصالات ولي العهد مع المستشار الذي أشرف على العملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي المروع. كان هذا النوع من القراءة الدقيقة نادرًا في سنوات ترامب. وإذا حكمنا من خلال رد فعل الكثيرين في وسائل الإعلام على التقرير الذي رفعت عنه السرية عن مقتل خاشقجي، فسيظل ذلك نادرًا في سنوات بايدن أيضًا.

وول ستريت جورنال: سياسة بايدن إزاء السعودية وإيران تأتي بنتائج عكسية | ترجمة في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك