بينما ترتكب أغلب الجرائم بدافع الكراهية، تظهر جرائم ترتكب بدافع الحب، تسمى ” جرائم العاشق المهجور”.

حادث مقتل طالبة جامعة المنصورة في مصر لم يكن فريدًا. تكرر مرات حول العالم.

فلماذا تحدث جرائم العاشق المهجور ؟

وكيف يفسر العلم قتل حبيب لمن أحب؟

وكيف يمكنك تحديد أن أحدهم قد يقتلك لو عرف أنك لا تحبه؟

وماذا تفعل حينها؟

س/ج في دقائق

جرائم العاشق المجهور.. كيف يفسرها الباحثون؟

في دراسة نشرتها مجلة Advances in Psychiatric Treatment عام 2004، وجد العلماء أن متلازمة الحب المهجور – أو الغيرة المرضية – لها أسباب بينها:

-النرجسية:

ينظر الفرد لنفسه نظرة نرجسية، ويتصرف بأنانية، ويرفض قبول الواقع، ويعتبر أن الطرف الآخر يحبه، حتى وإن كان يرفضه. فإذا تعرض لصدمة شديدة من رد فعل الطرف الآخر، يظهر السلوك الإجرامي.

– الغيرة الوهمية:

تتطور الهواجس عند الفرد فيعتقد أن الطرف الآخر ملكه، وإذا تحدث مع أحد آخر فهو يخونه.

– الهوس:

في هذه الحالة يرى الشخص أن حبيبه جزء منه، حتى وإن كان لا يقبله، ولذلك عندما يبتعد عنه يهدده بالقتل، ويتعقبه في كل مكان، لأنه يرى أن حبيبه امتداد له وليس شخصًا آخر.

– المبالغة:

يضع هؤلاء الأشخاص أنفسهم فوق الجميع، ولذلك يتوقعون أن يقدم لهم غيرهم الكثير.

كما يعتقدون أن لديهم صفات استثنائية أكثر من غيرهم، لذا فهم يستحقون الحب، وبعضهم لا يهتم إذا كان الطرف الآخر مرتبطا بغيره، فهو يرى أنه أولى.

أحدهم فينسنت فان جوخ | 5 رسامين صنعوا ذورة أمجادهم الفنية بسبب الاضطراب العقلي! | قوائم في دقائق

هل لمرتبكي جرائم العاشق المهجور سمات مشتركة؟

لا يمكن تصنيف مرتكبي جرائم العاشق المهجور في طبقة أو فئة معينة. لا يعني أبدًا أن أحدهم “متربي أحسن تربية” أنه بعيد عن ارتكابعم. لكن سمات مشتركة تجمعهم، مثل:

– محاولة جذب الاهتمام أمام من يحبون بطريقة فجة.

– محاولة التأكيد على أن هناك الكثير من أوجه التشابه في شخصياتهم مع من يحبون.

– إخبار الضحية أنهم يعرفون الكثير عنها إما من خلال مطاردتها على السوشال ميديا أو بوسائل مختلفة.

–  محاولة الالتقاء بالضحية وجعل الأمر يبدو مصادفة.

– قطع الطريق فجأة وفعل أمر ما يبدو سخيفًا باعتباره “إظهارًا للمودة”.

وهل يجدي الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص؟

لن يساعد قطع العلاقات مع مثل هذا الشخص؛ لأن ذلك يؤجج أفكاره المدمرة، ويدفعه لارتكاب الجريمة التي خطط لها في ذهنه بالفعل.

المشكلة هنا أن الشخص الذي أصبح مهووسًا بالحب لن يطلب المساعدة النفسية أبدًا، بسبب نفس السمات التي دفعته إلى تصنيف “العاشق المهجور”: الوهم والهوس والمبالغة في تقديم الذات.

الحل يكون بإخبار أفراد عائلة الحبيب المهووس لسرعة تقديم المشورة النفسية، والخضوع للعلاج إذا لزم الأمر.

ولماذا لا يهتم مرتكبو جرائم “العاشق المهجور” بمصيرهم بعد الجريمة؟

هناك عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية مسؤولة عن هذا التفكير:

 عندما لا يحظى الشخص باحترام المجتمع ويقع في الحب، يعتبرها تجربة مرضية لذاته. لكن عندما يرفض الحبيب عرضه يختفي أمله في الحياة، فيهد الحبيب وقد يقتله، ويرى أن الحياة انتهت فعلًا، بالتالي لا يهمه وقتها أن يدخل السجن أو أن ينتحر.

هذه الجرائم تحدث غالبًا في المجتمعات الهرمية التي تكون الغلبة فيها للمكانة الاجتماعية، لذلك يكون المنتمون للفئات المنخفضة الأكثر عرضة لاقتراف هذه الجرائم، أما المنتمون للفئات العليا، فلا يفكرون في القتل والانتحار، بل يفرغون هذه الطاقة في الإذلال والسيطرة على مرؤوسيهم.

أنفق أكثر تنفصل أسرع | لماذا ينفصل العشاق في عيد الحب أكثر من سواه من الأيام | الحكاية في دقائق

ما أشكال جرائم العاشق المهجور ؟

تنوعت الأشكال التي حدثت بالفعل عالميًا، بين الطعن أو الذبح أو الخنق في مكان عام، أو سكب المواد الحارقة والمشتعلة، أو إحراق المحبوب أو إحراق ممتلكات، أو القتل بالرصاص، أو تشويه الوجه بالأسلحة البيضاء، أو إفساد فرح الطرف الآخر وصولا إلى قتل الشخص الذي اختاروه بديلا.

لا تصدق عينيك كليًا فليس كل ما تراه حقيقيًا.. هل نصنع العالم بـ “مزاجنا”؟ | س/ج في دقائق

هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

سيكولوجية جرائم العاشق المهجور (thepatriot)

ما الذي يجعل الناس يقتلون باسم الحب؟ (thehealthsite)