صفقة الماء | الأردن يشتري المياه من إسرائيل.. هل هذا مؤشر أزمة أم مؤشر انفراج؟ | س/ج في دقائق

صفقة الماء | الأردن يشتري المياه من إسرائيل.. هل هذا مؤشر أزمة أم مؤشر انفراج؟ | س/ج في دقائق

12 Jul 2021
إسرائيل
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الأردن يشتري المياه من إسرائيل وفق صفقة الماء التي أبرمها الطرفان في 8 يوليو 2021 وتشتري المملكة الأردنية بمقتضاها 50 مليون متر مكعب إضافية من إسرائيل في أكبر صفقة من نوعها منذ توقيع اتفاق السلام في 1994.

المنطقة تضم 12 دولة من أكثر دول العالم ندرة في المياه: يقطنها 6% من سكان العالم، لكن حصتها من المياه العذبة أقل من 2%.

الأردن تحديدًا من أكثر دول العالم معاناة من نقص المياه؛ حيث تتدهور معظم طبقات المياه الجوفية بسرعة، في حين تعتبر إسرائيل الدولة الأكثر كفاءة في استخدام المياه عالميًا ورائدة في تكنولوجيا تحلية المياه.

فلماذا يشترى الأردن المياه من إسرائيل الآن تحديدًا؟

س/ج في دقائق


الأردن يشتري-المياه من إسرائيل.. ما تفاصيل الصفقة؟

في 8 يوليو 2021، وقع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد والأردني أيمن الصفدي صفقة بمقتضاها يشتري الأردن 50 مليون مليون متر مكعب إضافية من المياه من إسرائيل مقابل 40 سنتًا للمتر المكعب.

بالمقابل، وافقت إسرائيل على زيادة صادرات الأردن إلى الضفة الغربية من 160 مليون دولار إلى 700 مليون دولار سنويًا، تحت بروتوكول باريس، وهو اتفاق اقتصادي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.


لماذا احتاج الأردن لتوقيع الصفقة؟

يحتاج الأردن سنويًا إلى قرابة 1,3 مليار متر مكعب من المياه للاستخدامات المختلفة. هذا الصيف، يواجه الأردن وضعًا مائيًا حرجًا، مع عجز متوقع في مياه الشرب بمقدار 40 مليون متر مكعب إثر تراجع محصول مياه الأمطار.

في السنوات الأخيرة، زاد الطلب على المياه في الأردن بسبب:

1- تدفق اللاجئين، خاصة من سوريا، على مدى عقد كامل، ما زاد احتياجات الأردن.

2- تفشي كورونا، الذي رفع الشكاوى بشأن نقص المياه. ووفق أرقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2020، فإن ما يقرب من 40% من الأردنيين قلقون بشأن الحصول على مياه نظيفة.

3- تغير المناخ، من المرجح أن يتقلص توافر المياه العذبة في الأردن، حيث يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة وتقل كمية الأمطار، مما يؤدي لفترات جفاف طويلة في الأردن.

ويتخوف الأردن من أن يؤدي نقص المياه لاضطرابات اجتماعية مثل التي شهدتها المنطقة في 2011.

ليس كامب ديفيد | ماذا يميز اتفاق إسرائيل والإمارات عن معاهدات مصر والأردن؟ | س/ج في دقائق


ما الذي يحكم إمدادات المياه إلى الأردن؟

حتى قيام إسرائيل 1948، لم يواجه الأردن مشكلات مائية. لكن الصراعات التالية خلقت محاولات لتقسيم مياه نهري اليرموك والأردن.

في 1953، أرسلت واشنطن مبعوثًا خاصًا لمفاوضات استمرت عامين لتقسيم المياه بين العرب وإسرائيل. لكن الجامعة العربية رفضت الخطة – ليس اعتراضا على عدالتها – باعتبار التوقيع يعني اعترافًا بإسرائيل.

بقيت المشكلة حتى 1967 حين ضمت إسرائيل محيط نهر اليرموك، فضطر الأردن للتفاوض في السبعينيات، وصولا لاتفاق 1994، الذي منح إسرائيل 35% من مياه نهر الأردن، وأعطى الأردن 75% من مياه اليرموك، مع تخزين 20 مليون متر مكعب سنويًا في بحيرة طبريا، لاستخدام الأردن عند الحاجة. واقترض الأردن 11 مليون متر مكعب فعلًا بين 2007 و2008 حين عجز عن تخزين الكمية المطلوبة.

في 2013، وقع الأردن وإسرائيل اتفاق قناة البحرين لنقل مياه البحر الأحمر للبحر الميت حتى لا يجف.

وفي 2015، اتفقا على إقامة محطة تحيلة مياه في العقبة الأردنية تغذي الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.


أين المشكلة إذن؟

لم يستمر التعاون نتيجة للأزمات السياسية على مدى السنوات الماضية:

1- اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017 كثف الضغط الداخلي على إدارة الحكم في الأردن باعتبارها الوصية على المقدسات الإسلامية في القدس.

2- انسحاب إسرائيل من مشروع “قناة البحرين” بسبب التكاليف المرتفعة وضغوط نشطاء حماية البيئة، ودراسة إسرائيل لتدشين قناة إسرائيلية خالصة دون مشاركة الأردن.

3 رفض الأردن تجديد بند معاهدة يسمح للمزارعين الإسرائيليين باستئجار الأراضي المزروعة بطول الحدود “الباقورة والغمر” والتهديد الإسرائيلي غير المسبوق بتقليص إمدادات المياه للأردن من 4 أيام إلى يومين أسبوعيًا.

4- تدهور العلاقات في أكتوبر 2019، عندما مرت الذكرى السنوية 25 لاتفاقية السلام دون احتفال في الدولتين.

5- خطة سلام ترامب 2020، تضمنت سيطرة إسرائيل على وادي الأردن، ما يعني التخلي عن حقوق النهر لإسرائيل.

6- إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى القدس في مارس 2021 بسبب الخلاف حول الترتيبات الأمنية. ورد الأردن بإعاقة رحلة نتنياهو إلى الإمارات، ليرد بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الرحلات الأردنية.


كيف عاد الجانبين للاتفاق؟

برحيل نتنياهو، أزيل جزء من الأسباب التي قوضت العلاقة مؤخرًا، وخصوصًا أن وزير الخارجية الجديد يائير لابيد وعد أن يكون تحسين العلاقة مع الأردن هدفًا رئيسيًا.

وقال مصدر دبلوماسي لهاآرتس إن إسرائيل تستكشف حاليًا مجموعة متنوعة من الحلول البديلة لتخفيف محنة الأردن، وأن موافقة لابيد على بيع 50 مليون متر مكعب إضافية مجرد إشارة لنية المساعدة.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد المعرفة؟

إسرائيل والأردن يوقعان اتفاقيات المياه والتجارة في اجتماع وزراء الخارجية (هاآرتس)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك