7.5 كيلومتر قطعها مركب خوفو أو “مركب الشمس” من موقعه القديم بجوار الهرم الأكبر إلى مقره الجديد في المتحف المصري الكبير.
استوردت مصر خصيصًا “مركبة ذكية” من بلجيكا لهذه المهمة التي استهدفت تحريك ما يوصف بـ”أكبر أثر عضوي” في التاريخ.
فما هو مركب خوفو؟ ولماذا كل هذه الأهمية؟
س/ج في دقائق
ما هو مركب خوفو؟
مركب خوفو هو سفينة شمسية بنيت على شرف الملك خوفو، حاكم مصر في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد، وباني الهرم الأكبر.
مصنوع من خشب الأرز. ولأن تلك الأشجار لم تنبت في مصر أبدًا، يتوقع الباحثون أنها مستوردة خصيصًا من لبنان.
طول المركب 43.67 مترًا وعرضه 5.9 مترًا. وهو أكبر وأفضل وأقدم السفن المحفوظة من العصور القديمة.
قطع إلى أجزاء صغيرة. ودفن بجوار الهرم الأكبر، بانتظار الاستدعاء للخدمة.
مركب خوفو
ما غرض مركب خوفو الأساسي؟
الغرض الأصلي غير مؤكد؛ لم يتوصل علماء الآثار لوظيفة المركب الطقسية بالكامل.
إلا أن أرجح الآراء تفترض أنه “سفينة شمسية” صُنعت ليستقلها الملك خوفو خلال رحلتيه اليوميتين مع إله الشمس “رع” في سماء الدنيا نهارًا، وسماء العالم الآخر ليلًا، في رحلة تحمل رمزية دينية في العقيدة المصرية القديمة؛ لأنها تستهدف تطهير العالم من الأرواح الشريرة.
لذلك كان من بين محتويات المركب مجاديف مُسننة لقتل الأرواح الشريرة التي ستحاول إعاقة الرحلة المقدسة.
هل استخدم مركب خوفو من قبل؟
افترض الباحثون أن مركب خوفو بني لغرض أخروي كجزء من الاستعداد الملكي للانتقال إلى الحياة ما بعد الموت.
مع ذلك، يعتقد الباحثون أن المركب استخدم مرة واحدة على الأقل؛ في رحلة حج خلال حياة الملك، أو لنقل جثمانه من ممفيس إلى مجمع الهرم الأكبر حيث دفن هناك، أو ربما استقلها أحد ملوك مصر القديمة من نسله.
وتستند النظرية على اكتشاف علامات على اتصال السفينة بالماء.
يعود اكتشاف السفينة إلى عام 1954. وينسب الفضل إلى عالم الآثار المصري كمال الملاخ الذي عثر عليها خلال رحلة استكشافية في منطقة الأهرام.
لكن روايات أخرى تنسب الفضل بالكامل لـ “الصدفة”.
وفق الرواية، بدأ تنظيف هضبة الأهرام في 1946، بنصيحة من ملك السعودية عبد العزيز آل سعود، الذي كان يزور الأهرامات لأول مرة.
الملك عبد العزيز في ضيافة الملك فاروق
خلال الزيارة، نصح الملك عبد العزيز، ملك مصر فاروق الأول، بإزالة تلة رملية بارتفاع 18 مترًا عند الجانب الجنوبي من الهرم الأكبر لأنها تعيق الرؤية.
وبناءً عليه، أمر الملك فاروق إجراء عمليات تنظيف مكثفة ومنتظمة لمنطقة هضبة الأهرام.
خلال إحداها، اكتشف العمال بالصدفة كتلة ضخمة مصنوعة من الحجر الجيري.
بدأوا الحفر تحتها فاكتشفوا 42 صخرة أدت إلى الحفرة التي تحوي 1,224 قطعة متفاوتة الحجم، تتراوح في الطول بين 23 مترًا و10 سنتيمترات، تكون في مجموعها مركب خوفو.
عثر بجوار السفينة على مجموعة حبال دون أي مسامير؛ لأن المصري القديم كان يعتمد على الحبال في ربط ألواح الخشب.
باكتشاف القطع، اهتمت مصر بإعادة بناء السفينة بصورتها الأولى، في مهمة أسندت لكبير المرممين المصريين أحمد يوسف.
استغرق يوسف 14 عامًا لجمع المعلومات اللازمة لإعادة البناء بما يناسب مجد المركب الأساسي.
وعبر مراقبة العمل في أحواض بناء السفن في القاهرة القديمة والمعادي والإسكندرية، ودراسة النقوش القديمة على جدران المقابر، وفحص نماذج السفن المصغرة في المقبرة، عاد المركب الملكي إلى شكله الأصلي، وأصبح قادرًا على الإبحار إن وُضع في الماء، ليصنف كأكبر وأقدم سفينة محفوظة بالعالم.
عمليات إعادة تجميع مركب خوفو
يقول باحثون إن الملك خوفو نفسه ساعد في إعادة تجميع مركبه؛ إذ تشير الرموز المنحوتة في كل قطعة إلى موقعها داخل الهيكل؛ بحيث يمكن إعادة تجميع السفينة بسهولة في العالم الآخر، وهو ما ساعد الباحثون في مهمة إعادة التركيب.