الجارديان البريطانية أثارت قلقًا بين الأوساط الصحية العالمية بتقرير عن انتشار فيروس نيباه من جديد. الصحيفة قالت إن الفيروس سيكون مصدر الجائحة العالمية المقبلة، وأن عدواه ستكون مقاومة للأدوية.
في دقائق سنشرح ماذا نعرف عن فيروس نيباه. متى ظهر لأول مرة. لماذا تجددت المخاوف الآن. وكيف تنتقل العدوى الناتجة عنه. علامات الإصابة، وكيفية العلاج.
القصة في دقيقة:
فيروس نيباه (NiV) حيواني المصدر. مضيفه الأساسي في الطبيعة هو خفافيش الفاكهة. يمكن أن ينتقل إلى البشر من الحيوانات (مثل الخفافيش أو الخنازير)، أو الأطعمة الملوثة، ويمكن أن ينتقل مباشرة من إنسان إلى إنسان.
عرفناه لأول مرة منذ 1991. يتفشى المرض سنويًا تقريبًا في أنحاء من آسيا. وترتبط عدوى فيروس نيباه بالتهاب الدماغ (تورم الدماغ) وتتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة والقاتلة.
يمكن الوقاية من عدوى فيروس نيباه بتجنب التعرض للخنازير والخفافيش المريضة في المناطق التي ينتشر بها الفيروس، وتجنب شرب عصارة النخيل الخام التي يمكن أن تكون معدية من خفاش مصاب. لا دواء يعالج إصابة فيروس نيباه حتى الآن. لكن الخبر السار أن تقنية mRNA المستخدمة في تصنيع بعض لقاحات فيروس كورونا أثبتت فعالية في التصدي لنيباه أيضا.
س/ج في دقائق:
ما هو فيروس نيباه ومتى ظهر؟
فيروس نيباه (NiV) هو فيروس حيواني المنشأ ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أيضًا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس.
تعرفت الهيئات الصحية على فيروس نيباه لأول مرة في 1999 أثناء تفشي المرض بين مربيي الخنازير في ماليزيا.
سجلت إصابات به أيضًا في بنجلاديش 2001. ومن وقتها يحدث تفشٍ سنوي تقريبًا. كما يظهر يشكل دوري في الهند.
قد تكون هناك مناطق أخرى معرضة للإصابة. عثر الباحثون على أدلة حول وجود فيروس نبياه في مستودعات خفاش الفاكهة والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى في عدد من البلدان، بينها كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.
فيروس نيباه تسبب في عدد قليل من حالات التفشي المعروفة في آسيا، لكنه قادر على إصابة مجموعة واسعة من الحيوانات، ويسبب أمراضًا خطيرة وموتًا للبشر، مما يجعله مصدر قلق لخبراء لصحة العامة.
في انتشار فيروس نيباه الأول في ماليزيا، نتجت معظم الإصابات البشرية عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو إفرازاتها الملوثة.
في التفشيات اللاحقة في بنجلاديش والهند، كان استهلاك الفاكهة أو منتجات الفاكهة الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة المصابة المصدر الأكثر احتمالًا للعدوى.
لكن الدراسات أبلغت عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر حال التعرض لإفرازات جسم المصاب.
علامات وأعراض عدوى فيروس نيباه الأولية غير محددة بدقة. وغالبًا لا يمكن التأكد من إصابة المريض به في البداية، هذا يعيق العلاج ويخلق تحديات في الكشف عن تفشي المرض وإجراءات مكافحة العدوى الفعالة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر جودة وكمية ونوع وتوقيت جمع العينات السريرية والوقت اللازم لنقل العينات إلى المختبر على دقة النتائج المختبرية.
يمكن تشخيص عدوى فيروس نيباه من خلال التاريخ السريري خلال المرحلة الحادة للإصابة، والاختبارات الرئيسية المستخدمة هي تحاليل (RT-PCR) من سوائل الجسم، وكذلك من خلال اختبار الأجسام المضادة (ELISA)، وعزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.
فيروس نيباه في المرتبة العاشرة على قائمة منظمة الصحة العالمية لمسببات الأمراض التي يمكن أن تتسبب في حالة طوارئ صحية عامة. ويعتبر بين أخطرها لأنه بلا لقاح:
1- انتشاره سهل؛ لأنه قادر على إصابة مجموعة واسعة من الحيوانات. كما يمكن التقاطه عبر تناول طعام ملوث أو الاتصال المباشر بالمصابين.
2- الاتصال الكبير بين السكان وخفافيش الفاكهة في مناطق آسيا المدارية، خصوصًا في الأسواق التي تستقبل الملايين سنويًا.
3- براز الخفافيش سماد شائع في ريف بعض دول آسيا. بعض السكان يشجعون الخفافيش على الاقتراب من منازلهم لجمع السماد.
4- نيباه “شرير جدًا” بوصف بي بي سي. فترة حضانة المرض الطويلة (تصل 45 يومًا) تعني أن هناك فرصة كبيرة لمضيف غير مدرك أنه مصاب لنشره.
5- معدل الوفيات من فيروس نيباه يصل في بعض المناطق إلى 75% (في فترات التفشي في بنجلاديش، اكتشفت السلطات 196 مصابًا توفي منهم 150).
6- نحو 20% من المتعافين أبلغوا عن حالات عصبية طويلة الأمد، مثل اضطراب النوبات وتغيرات الشخصية.
7- ينتكس بعض المتعافين لاحقًا أو يصابون بالتهاب الدماغ المتأخر.
هل نعرف أدوية قادرة على منع الإصابة/ علاج المصابين بفيروس نيباه؟
لا توجد حاليًا عقاقير أو لقاحات محددة لعدوى نيباه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية حددت نيباه كمرض ذي أولوية للبحث والتطوير.
لكن الخبر السار هنا أن شركة مودرنا تعمل بالفعل على تطوير لقاح جديد لفيروس نيباه اعتمادًا على تقنية mRNA التي استخدمتها لتطوير لقاح فيروس كورونا.
لقاح نيباه على المرتبة الثالثة بين أولويات مودرنا بعد الأنفلونزا الموسمية “التي ستبدأ تجاربها الأولية خلال العام الحالي” ثم فيروس نقص المناعة البشري. لكن انتشار الإصابات قد تشجع الشركة على تغيير الأولويات.