معركة ترامب وتويتر كشفت المتحكمين في خيوط السوشال ميديا | س/ج في دقائق

معركة ترامب وتويتر كشفت المتحكمين في خيوط السوشال ميديا | س/ج في دقائق

4 Jun 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* تغريدة للرئيس الأمريكي قالت تويتر إنها مضللة لتفتح الباب على الحرب ضد انحياز السوشال ميديا.

* 3 متهمين في مسألة الانحياز على السوشيال ميديا: أدمغتنا، والمجتمع، والخوارزميات.

* اتهامات “ذات أرضية” تطال السوشال ميديا بالتلاعب بالخوارزميات لتحديد اتجاهات المستخدمين.

* السوشال ميديا متهمة بالانحياز إلى اليسار صراحةً

س/ج في دقائق


لماذا بدأ ترامب الحرب على “انحياز السوشال ميديا”؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر تغريدة حول خطورة توسيع التصويت البريدي. وربط ذلك بزيادة احتمال التزوير.

تويتر ذيل التغريدة بعلامة تحقق باعتبارها “مضللة”. وأضاف روابط تحقق من سي إن إن وواشنطن بوست، المعروفتين بموقفهما السلبي من ترامب. ليطلق الرئيس حملة هجوم على منصات السوشال ميديا باعتبارها منحازة للديمقراط واليسار على حساب الجمهوريين واليمين المحافظ.

ترامب اتهم تويتر بالتدخل في الانتخابات، ومحاولة خنق حرية التعبير.

متحدث باسم تويتر أقر في “فوكس نيوز”، المؤيدة لترامب عادة، بأن التغريدة لم تخرق قواعد النظام الأساسي.

تحذيرات ترامب من التصويت البريدي تجد أرضية في تقرير لجنة الإصلاح الانتخابي الفيدرالية المشتركة بين الديمقراط والجمهوريين برئاسة جيمي كارتر وجيمس بيكر، في 2005، الذي وصفه بـ “أكبر مصدر للاحتيال المحتمل”.

ترامب يتوعد بإغلاق السوشال ميدياتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "تنظيم أو إغلاق" منصات السوشال ميديا التي قال إن…

Posted by ‎دقائق‎ on Wednesday, May 27, 2020

بعد الأزمة، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يلغي بعض جوانب الحماية القانونية الممنوحة لمنصات السوشال ميديا بما يتيح ملاحقتها قضائيًا.

القرار استند إلى أن الحماية مصدرها القسم 230 من قانون آداب الاتصالات، والذي لا يعتبر السوشال ميديا مسؤولة بشكل عام عن محتوى نشره مستخدموها.

لكن تدخل المنصات لتحرير المحتوى؛ بالحذف لغير الشروط القانونية، أو حجب بعض المشاركات، أو إضافة توصيف بحاجة لمراجعة الحقائق، يغير صفتها إلى ناشر يمارس دورًا تحريريًا، بما يسقط شروط الحماية التي لم تعد تنطبق عليها، بحسب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو.


متي ظهرت مشكلة انحيازات السوشال ميديا؟

المشكلة قديمة، لكنها لم تكن ملحوظة. في الولايات المتحدة بالذات تصاعد الحديث عن انحيازات السوشال ميديا بعد انتخابات 2016، حيث أجريت أبحاث حول كيفية عملها، لتثبت أنها تتلاعب بالمستخدمين بطرق غير مباشرة عبر تفضيل مجموعات وأشخاص بعينهم.

وفي 2016 أيضًا، وجدت عالمة الاجتماع مونيكا لي، علامات على وجود الاستقطاب على فيسبوك. لاحظت أن المحتوى المتطرف والعنصري في ألمانيا مزدهر عبر المنصة، معظمه في مجموعات خاصة أو سرية، تضم مجتمعات كبيرة من المستخدمين.

لي قالت إن 64% من المنضمين إلى تلك المجموعات وصلوا إليها عبر خوارزمية فيسبوك التي ترشح المجموعات للمستخدمين. عرضت المشكلة على فيسبوك حينها، لكنها لم تتلق أي تعليق.

ما أثارته مونيكا لي، يتوافق مع طلب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتوضيح الخوارزميات التي تستخدمها وتوظفها منصات السوشال ميديا التي تتهمها بتشويه إدراك الأفراد للحقائق عبر نشر معلومات معينة دون غيرها.

بعد اتهامات 2016، رفض مارك زوكربيرج تحميل السوشال ميديا مسؤولية الانقسام. شكل فريق “نزاهة” بالتعاون مع مهندسين وباحثين مكلفين قضائيًا لإجراء أبحاث حول السلوك المثير للانقسام وفهم كيفية تأثير المنصة. الفريق توصل إلى أن هناك استقطابًا من الصعب إصلاحه؛ باعتباره قائما على استراتيجيات تفاعل المستخدمين، والتي تقوم عليها بنية تلك المواقع في الأساس.

وتماشيًا مع مبدأ الحياد الذي أعلنه، قال فيسبوك إنه لا يجب مراقبة آراء الناس أو اتخاذ إجراءات من شأنها منع تكوين مجتمعات حتى لو كانت تشوه صورة خصومها، وفقًا لوثيقة داخلية سربت من داخل الشركة، لكن من الممكن التركيز على الاستراتيجيات التي تزيد من التعاطف والتفهم وإضفاء الطابع الإنساني.


كيف تتلاعب السوشال ميديا بميول مستخدميها؟

جزء من تحيزات منصات السوشال ميديا يرجع إلى طبيعتنا نحن كبشر، والآخر تتحمل مسؤوليته المنصات نفسها. أبحاث أجرتها “ذا كونفرزيشن” بالتعاون مع أكاديميين وباحثين، كشفت ثلاثة جوانب:

1/ قابلية الدماغ البشرية للتحيز

أدمغتنا تنشئ تحيزات معرفية بشكل طبيعي عبر الطريقة التي تعالج بها المعلومات. حيث تتعمد تجاهل معظم المعلومات المتلقاة، والتعامل مع كم محدود منها.

وفي ظل كم المعلومات عبر السوشال ميديا تصبح هناك مشكلة. لحلها، تلجأ الدماغ لمجموعة من الحيل التي تؤثر على جودة المعلومات المتداولة.

إحدى الحيل استخدام ما يسمى بـ “الدلالات العاطفية” لتداول معلومة ما؛ أي تداول المعلومة التي ينجذب لها الشخص حتى لو كانت غير موثوقة، وهو ما يفسر انتشار بعض الأفكار منخفضة الجودة أكثر من المعلومات الموثوق فيها.

2/ الانحياز المجتمعي

العلاقات الاجتماعية كالصداقة أو القرابة على سبيل المثال تؤثر بشكل ما على جودة المعلومات المتداولة عبر منصات السوشال ميديا. وجد الباحثون أن من الممكن تحديد الميول السياسية والحزبية لمستخدم تويتر بناءً على تفضيلات أصدقائه؛ إذ يميل الفرد لتقييم المعلومات المتداولة بشكل إيجابي أكثر إذا تداولها أقرانهم. وهو ما يفسر أيضا تحول العديد من محادثات السوشال ميديا إلى مواجهات “نحن ضدهم”.

ما يؤكد تلك الحقيقة، هو أن معظم الحسابات التي أغلقها تويتر والتي شاركت معلومات مضللة حول الانتخابات الأمريكية 2016، كانت تنقل من بعضها البعض بشكل تلقائي، بعهضها روبوتات، لكن آخرين كانوا أشخاصا حقيقيين.

3/ لعبة الخوارزميات

وجد الباحثون أن منصات السوشال ميديا تعرض مصادر أقل تنوعا من المواقع الإعلامية غير الاجتماعية، وتميل في معظمها إلى التجانس. الأمر يؤثر على جودة المعلومات التي تعتمد في تداولها على تلك الطريقة. والمتهم الأول هنا هو الخوارزميات.

الخوارزميات تستخدم لتحديد ما يراه الناس عبر الإنترنت، وتستخدمها كل محركات البحث ومنصات السوشيال ميديا، وصممت خصيصًا لتحديد المحتوى الأكثر جاذبية وملائمة لكل مستخدم فردي، وهو ما تلاحظه بنفسك إذا تفاعلت مع محتوى إخباري معين، سيطرح لك فيسبوك محتوى الموقع باستمرار، أو حتى الأصدقاء المقترحين والإعلانات. وهو ما يسمى بـ “تأثير فقاعة التصفية”.

ما يساهم في نهاية الأمر بتعزيز التحيزات المعرفية والاجتماعية للمستخدمين، ويجعلهم أكثر عرضة للتلاعب.


منصات السوشال ميديا لا تتدخل في الخوازميات.. ما علاقتها باتهامات التلاعب؟ 

اعتماد الخوازميات على معادلات إلكترونية فتح الطريق أمام جهات متعددة لاستخدام برامج الروبوتات والتفاعل الإلكتروني مع البشر غبر منصات السوشال ميديا. هذه البرامج – ومعظمها غير ضار – قادر على توجيه الانتباه والتفاعل إلى موضوع بعينه أو تشويه سمعة الخصوم بتكثيف النشر من مصادر منخفضة المصداقية باستخدام ما يسمى بـ التحيز الشائع” لتعززه المنصات بإظهار المحتوى الذي يحصل على أكبر عدد من النقرات، بما يؤثر سلبًا على الجودة الإجمالية للمعلومات المتداولة”.

بحسب وول ستريت جورنال، أدرك فيسبوك هذه المشكلة في 2018، بعدما كشف عرض تقديمي لفريق من موظفيه أن الخوارزميات التي يعتمد عليها الموقع تستغل جاذبية الدماغ البشرية للانقسام، وحذروا من أنه إذا لم تعالج المسألة، فسيروج فيسبوك للمزيد من المحتوى المثير للانقسام، في محاولة لجعلهم يقضون وقتًا أطول على المنصة.

فيسبوك بدأ محاولات لمعالجة المشكلة والأضرار المحتملة، مارك زوكربيرج أعرب عن قلقه. لكن القلق كان عابرًا وأغلق الموضوع.

وفقًا لمسؤول سياسات فيسبوك جويل كابلان، لم تكن الجهود كافية أو فاعلة، إذا كانت النقاشات أشبه بـ “محادثات أبوية” قبل أن ينصرف الفريق للاهتمام بأمور أخرى.

تقول وول ستريت جورنال إن التغيير حول منصات السوشال ميديا التي أعلنت أن هدفها الأساسي في بداية انطلاقها هو تجميع الناس معًا إلى ساحة انقسام. إحصائية مركز جالوب الأمريكي تقول إن 60% من المستخدمين الأمريكيين يعتقدون أن فيسبوك يساعد على الانقسام، بينما يرى 11% فقط أنه يوحدهم.


إلى من تنحاز السوشيال ميديا؟

في مقال نشرته التايمز لجيرارد بيكر، اعتبر أن اسم مسؤول التدقيق في صلاحيات تغريدات تويتر للنشر سيكشف لمن تنحاز السوشال ميديا. إنه يوئيل روث، رئيس سلامة الموقع في تويتر والمشرف على تنفيذ سياسة تويتر الجديدة بشأن التدقيق في المعلومات التي تنشر على المنصة.

يوئيل روث” رئيس قسم الموثوقية في تويتر منحاز ضد ترامب. وصفه بالعنصري في تغريدة تعود لعام 2016، قبل أن يقارن مستشاره كيليان كونواي بجوزيف جوبلز، وزير دعاية هتلر في 2017.

بجانب روث، أثار بيكر أسئلة عن اختيار وسائل إعلام بعينها، مثل واشنطن بوست وسي إن إن كمصادر لروابط التحقق من موثوقية التغريدات. وكأنه يمنحها وسام المصداقية.

المهندس السابق في “جوجل” جريج كوبولا، اتهم أيضا شركته بالانحياز الواضح إلى اليسار. قال إن بحثًا روتينيًا سريعًا عن مصادر الأخبار التي تمنحها السوشال ميديا أولية سيكشف أن نصيب الأسد يذهب للمصادر اليسارية، وفي مقدمتها سي إن إن في الولايات المتحدة والجارديان وبي بي سي في بريطانيا..

وفي انتخابات 2016، شهد أستاذ علم النفس والباحث في المعهد الأمريكي لأبحاث وتكنولوجيا السلوك روبرت إيبستين، أمام مجلس الشيوخ، بأن محرك جوجل كان يميل إلى إظهار المواد المؤيدة لهيلاري كلينتون أعلى من ترامب. وأضيفت ويكيبيديا إلى القائمة.


هل من مصادر لمزيد من المعرفة؟

المعلومات الخاطئة والانحياز على وسائل التواصل الاجتماعي (ذا كونفرزيشن)

حروب الجيل الخامس: أساليب “التفجير من الداخل” على الساحة الدولية (كتاب شادي منصور)

 التحيزات على الشوشيال ميديا تجعلنا عرضة للتضليل (ساينتفيك أمريكان)

مسؤولو فيسبوك التنفيذيون وجهود جعل المنصة أقل انقساما (وول ستريت جورنال)

أنجيلا ميركل: محركات البحث تشوه الحقائق (الجارديان)

عقد المراهقين.. كيف خطف الجيل الجديد صناعة الحدث؟ وهل كان هذا إيجابيا؟ (دقائق)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك