المعلومة المؤكدة أن ريان سقط في بئر خارج منزله بقرية إغران في إقليم شفشاون الجبلي شمال المغرب مساء الثلاثاء 1 فبراير 2022.
إغران- التي يبلغ سكانها 500 نسمة فقط- تنتشر فيها الآبار العميقة، التي غالبًا ما تكون مغطاة، ويستخدم الكثير منها لري محصول القنب، الذي يمثل المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للكثيرين في المناطق الفقيرة والنائية والقاحلة في جبال الريف المغربية.
أما معلومة كيف سقط، ففيها روايتان. قالت والدته، وسيمة خرشش، في مقابلة بعد يومين من سقوطه، إنه كان يلعب في منطقة قريبة قبل أن يختفي لفترة وجيزة، ويسقط في البئر، ليكتشفوا ذلك بعدما سمع الأهالي بكاءه من داخل البئر،
والده خالد أورام يقول إنه اصطحب طفله خلال إصلاحه للبئر، ليغفل عنه قليلًا، فيختفي الطفل، ولما تقفى أثره وجده عالقًا في الأسفل.
بدأت عمليات الإنقاذ مساء الثلاثاء. وهنا بدأت المعضلة الهندسية.
استدعى منقذو مديرية الحماية المدنية المغربية، في بلدة تاموروت الشمالية الصغيرة، خبراء الهندسة الطبوغرافية في محاولة لتحديد الطريقة الأمثل لإخراج الطفل،
فوجدوا أنهم إذا حفروا البئر رأسيًا لتوسعة قطره الضيق البالغ 45 سم حتى الوصول لعمق 32 مترًا، وهو العمق الموجود فيه ريان، فإن ذلك قد يؤدي لانهيارات كبيرة بسبب مزيج التربة الصخرية والرملية، مما سيعقد عملية الإنقاذ.
لذلك، قرر رجال الإنقاذ الحفر رأسيًا بجوار البئر على بعد ثلاثة أمتار حتى الوصول لعمق قريب من ريان، ومن ثم استكمال الحفر من النقطة الأخيرة أفقيًا.
لكن حتى ذلك لم يكن سهلاً، حيث إن المنطقة يكسوها البرد الجليدي لارتفاعها حوالي 700 متر عن سطح البحر، فكانت الأجواء لا تساعد عمال الإنقاذ.
سريعًا، وصلت قصة ريان لوسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، ومنها إلى العالم كله، عبر هاشتاج #SaveRayan.
ومع الوقت أصبحت قرية إغران مقرًا للتخييم، حيث أتى كثيرون من خارجها لمتابعة جهود الإنقاذ خطوة بخطوة.
منذ ذلك الحين، استحوذت كل تفاصيل المهمة المعقدة والخطيرة للوصول إليه على عناوين الصحف الدولية، وتدفق التعاطف عبر الإنترنت.
مد رجال الإنقاذ أنبوبين للماء والهواء إلى داخل البئر لريان، لكنهم لم يستطيعوا تمييز قدرته على الوصول إليهما.
وصلوا إليه لاحقًا عبر إنزال كاميرا بحبل، فوجدوه لا يزال يتحرك، وهو ما أعطى أملاً كبيرًا في محاولة إنقاذه حيًا.
بعد بث الفيديو، ازداد عدد المتواجدين من المدنيين في المكان للمتابعة، وبدأوا يطلقون الصافرات ويتغنون بالهتافات من أجل تحميس رجال الإنقاذ.
بعدما وصلت الجرافات الخمس للعمق المطلوب يوم الجمعة، استُكمِلت عملية الحفر الأفقي بدونها خوفًا من حدوث انهيارات.
لكن الحفارين واجهوا صخرة صلبة في طريقهم، مما عقد عمليات الحفر اليدوي، حيث استغرق التخلص من الصخرة حوالي خمس ساعات، لأن الحفر كان بطيئًا وتم إجراؤه بطريقة دقيقة لتجنب إحداث شقوق في الحفرة من الأسفل، والتي يمكن أن تهدد حياة الطفل وكذلك عمال الإنقاذ.
أحضر المنقذون كذلك أنابيب خرسانية مستديرة كبيرة لإنشاء نفق أفقي أكثر أمانًا حتى الوصول لريان.
بحلول صباح السبت، قال رئيس لجنة الإنقاذ عبد الهادي التمراني إنه لا يمكن تحديد حالة الطفل إطلاقًا في هذا الوقت، وإن رجال الإنقاذ لم يتبق لهم سوى مترين حفر للوصول إلى الحفرة التي حوصر فيها الصبي.
وقال أحد أعضاء فريق الإنقاذ لوكالة المغرب العربي للأنباء إن عملية الإنقاذ وصلت إلى مرحلة معقدة، وأنها تتوقف بشكل دوري من أجل السماح لعمال الطوارئ بالتدخلات اللازمة لتجنب انهيار الأرض.
مساء السبت، وصل رجال الإنقاذ أخيرًا إلى الصبي.
دخل متخصصو الإنعاش النفق إلى جانب طواقم الإنقاذ، محاولين إنقاذ حياة ريان، لكنهم وجدوا صعوبة في ذلك، فأخذوه في بطانية لمحاولة إسعافه على نقالة في سيارة إسعاف، لكنه كان قد فارق الحياة بالفعل.
وبينما انتشر الابتهاج على وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد وخارجها بمجرد ذيوع خبر خروجه، تحول كل ذلك إلى حزن بعد دقائق عندما أعلن الديوان الملكي وفاة ريان.
ريان: وفاة فتى مغربي عالق في بئر أربعة أيام (بي بي سي)
انتهاء عملية الإنقاذ في بئر المغرب بمأساة (الديلي ميل)
وفاة فتى مغربي عالق في بئر لمدة أربعة أيام (الجارديان)
يتسابق رجال الإنقاذ لإنقاذ فتى عالق في بئر مغربي (سي إن إن)