الجزائر – المغرب | لماذا إسرائيل متهمة في الحرب الباردة بين جارتي شمال أفريقيا؟ | ترجمة في دقائق

الجزائر – المغرب | لماذا إسرائيل متهمة في الحرب الباردة بين جارتي شمال أفريقيا؟ | ترجمة في دقائق

31 Aug 2021
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن:

حرب باردة جديدة في شمال أفريقيا (أوراسيا ريفيو)

توتر المغرب والجزائر ينذر بعواقب وخيمة (تحليل أفريكا نيوز)

لماذا قطعت الجزائر العلاقات السياسية مع المغرب؟ (المستقبل للدراسات)


 

الخلاف الحالي بين الجزائر والمغرب – وهو مصطلح يبدو معتدلًا في توصيف حقيقة ما يحدث – مرشح للاستمرار طويلًا، في اشتعال لتضارب مواقف البلدين من قضايا ظلت تغلي لعقود بين جارين كتبت عليهما ظروف الجغرافيا والثقافة والتاريخ والمجتمع أن يظلا متشابكين.

نيران جديدة في حريق قديم

في ما وصفته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بـ “أعمال غير ودية وعدائية وحقيرة دأب المغرب على ارتكابها منذ استقلال الجزائر 1962″، عدد وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة سلسلة من المظالم التي تعود إلى عقود، والتي تشمل الدعم المغربي المدعى للانفصاليين في الجزائر والنزاع حول منطقة الصحراء الغربية، بجانب أسباب أحدث، بما في ذلك مزاعم التجسس وعلاقات المغرب الجديدة مع إسرائيل.

1- دعم وتمويل الانفصال:

تتهم الجزائر المغرب بمحاولة زعزعة استقرارها الداخلي عبر دعم مطالب حركة تقرير المصير للأقلية الأمازيغية في منطقة القبائل (MAK) والتي تصنفها الجزائر منظمة إرهابية وتتهمها بتلقي أموال من المغرب وإسرائيل.

الجزائر تستند على تصريح مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي قال في يوليو 2021 إن منطقة القبائل “خاضعة للاستعمار الجزائري منذ 1963″، في إشارة إلى محاولات الجزائر لخنق استقلالها في 1980، ثم 2001 وأخيرًا في 2019.

في المقابل وبشكل تبادلي، يتهم المغرب الجزائر بدعم وتمويل جبهة تحرير البوليساريو التي تطالب بدولة مستقلة في الصحراء الغربية الخاضغة لسيادة الرباط.

علاوة على ذلك، تدعم الجزائر مسلحي البوليساريو ماديًا وعسكريًا وتستضيفهم في معسكرات في تندوف جنوب الجزائر.

ويرى المغرب أن الحل ممكن من خلال منح الصحراء الغربية الحكم الذاتي تحت سيادته، بينما تدعم الجزائر رؤية البوليساريو لإجراء استفتاء شعبي والحصول على حق تقرير المصير وإقامة جمهورية صحراوية مستقلة عن المغرب.

2- التجسس:

تتهم الجزائر السلطات المغربية باستخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على المسؤولين والصحفيين الجزائريين. وأعلنت الخارجية الجزائرية حق بلادها في الرد على هذه الأعمال العدائية من قبل المغرب.

المغرب نفى، وطالب الجزائر منذ يوليو بتقديم أدلة، أو تحمل تبعات الافتراء الكاذب أمام القضاء.

3- إشعال حرائق الجزائر:

تتهم الجزائر المغرب بالتواطؤ في إشعال حرائق غابات الجزائر. الرئيس عبد المجيد تبون نفسه قال إن معظم الحرائق كانت نتيجة أعمال إجرامية تورطت فيهما حركتا تقرير المصير في منطقة القبائل والرشاد بتمويل من المغرب.

واعتقلت السلطات الجزائرية عشرات المواطنين بتهمة الانتماء للحركتين، والتورط في إشعال تلك الحرائق التي أسفرت عن حرق آلاف الهكتارات، ومقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا بينهم 33 جنديًا.

كما أن الجزائر كانت غاضبة بشكل خاص في الآونة الأخيرة، لا سيما عندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل توقيع الرباط لاتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل.

الصحراء المغربية / الجمهورية الصحراوية: نعرف كيف بدأت الأزمة فكيف تنتهي؟ | محمد زكي الشيمي

الجزائر والمغرب.. صراع ممتد من 58 عامًا | ما جذوره؟ وهل يُمكن حله؟ | الحكاية في دقائق

ما دور إسرائيل؟

لطالما كانت الجزائر على خلاف مع المغرب. لكن التنافس اتخذ منعطفًا جديدًا بتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، والذي تضمن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء.

الجزائر اعتبرت أن الخطوة ترقى إلى مستوى “إدخال قوة عسكرية أجنبية إلى المنطقة المغاربية”. انتظرت تراجعًا من إدارة جو بايدن. لكن الإدارة الجديدة لم تظهر أي إشارة لاحتمال التراجع، ما اعتبرته الجزائر، الغارقة في العديد من الأزمات المحلية الكبرى والقليل من أدوات التأثير على الأحداث الخارجية، مخيبًا، بوصف جليل حرشاوي، الباحث في شؤون شمال أفريقيا في Global Initiative.

لذلك، عندما استغل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد زيارة الرباط للتعبير عن “مخاوفه” بشأن دور الجزائر الإقليمي و “تقاربها مع إيران”، كانت كل الظروف مهيئة لغضب الجزائر، التي قالت إنها “لم تسمع أبدًا عن عضو في حكومة إسرائيلية يحاكم ويرسل رسائل ضد دولة عربية من أراضي دولة عربية أخرى”.

إسرائيل ظهرت كذلك في كل الأزمات الأخرى: التجسس الذي وصفته الجزائر بـ “المنهجي والواسع” على مسؤوليتها وعسكرييها قالت إنه جرى باستخدام برنامج إسرائيلي، بعد وقت قصير من توقيع اتفاق تطبيع العلاقات في 2020، ودعم استقلال القبائل وإشعال الحرائق الذي تقول إنه جرى “بدعم وتمويل ومساعدة المغرب والكيان الصهيوني”.

من ناحية أخرى، يحاول المغرب – حكومة وملكًا – تقليل حدة التوترات، معتبرًا أن الجزائر تبالغ في رد الفعل ولا يوجد دليل على أي من “الأعمال العدائية” التي تفترض الجزائر أنها شاركت فيها ضدها.

من إثيوبيا وحتى المغرب .. ميليشيات إيران تتمدد في أفريقيا | قوائم في دقائق

أسرار 60 عامًا من العلاقة السرية بين المخابرات المغربية والموساد | الحكاية في دقائق

ماذا الآن؟

الآن، يخشى أن يستمر هذه “الشجار” بين البلدين كما كان منذ عقود.

لكن الأمور أخطر هذه المرة. تصعيد التوتر يتزامن مع حالة فوضى أغرقت المنطقة بالكامل. تونس في خضم صراع داخلي على السلطة السياسية، بينما تكافح ليبيا من أجل الاستقرار كجزء من مسعى تدعمه الأمم المتحدة لإنهاء ما يقرب من عقد من القتال في البلد العضو في أوبك.

قد يكون للخلاف بين حليفين رئيسيين للغرب تداعيات على الحرب الأوسع ضد الإرهاب في المنطقة. ويمكن أن يعقد اتفاقا يسمح للجزائر بنقل الغاز إلى أوروبا عبر المغرب مقابل المدخول الذي يغذي في الغالب محطات الطاقة المغربية التي تعمل بالغاز. ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية في أكتوبر.

الجزائر هنا مطالبة بألا تحاول تجميد العلاقات مع المغرب. حتى لو كانت ترى أن تقارب المغرب وإسرائيل خطر؛ فالمناورة السياسية والدبلوماسية مهمة لإبقائه نحت السيطرة من خلال مزيج من الإجراءات التي لا تتعلق فقط بتكتيكات العصا والجزرة ولكن أيضًا بالدبلوماسية الأساسية.

ربما تكون الجزائر قد بدأت بالفعل في فعل ذلك من خلال الاحتفاظ بـ “نافذة الفرص” عبر إبقاء العلاقات القنصلية، لكن معظم المراقبين لا يتوقعون الكثير في علاقات متوترة أصلًا.

صراع التسلح بين المغرب والجزائر … هل يكسب المغرب السباق أم تحتفظ الجزائر بتفوقها؟| س/ج في دقائق

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك