بحسب تقارير إسرائيلية، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يطلب فيها تسليم ممتلكات الكنيسة الروسية المتنازع عليها في البلدة القديمة في القدس.
فما هي هذه الممتلكات؟
وهل تسلمها إسرائيل لروسيا؟
س/ج في دقائق
ما الممتلكات الروسية في القدس التي طالب بوتين بإعادتها بتسليمها؟
تطلب روسيا استعادة كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي (صوفيا) الأرثوذكسية، التي تقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، على بعد حوالي 70 مترًا من مدخل فناء كنيسة القيامة.
يعود بناء الكنيسة إلى نهاية الحقبة العثمانية في فلسطين. وتغطي 1433 مترًا مربعًا. ولا تزال بقايا الكنيسة الأثرية باقية في طابقها السفلي حاليًا.
ما علاقة روسيا بالكنيسة المقدسية؟
انتقلت ملكية الموقع الذي بنيت عليه القديس ألكسندر نيفسكي، عام 1857، إلى الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية، وهي منظمة عامة تأسست لمساعدة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الأرض المقدسة.
كانت الفكرة الأصلية بناء قنصلية روسية ونزلًا للحجاج الذين كانوا يصلون بالآلاف إلى ميناء يافا وغالبًا ما يسيرون لمسافة 70 كيلومترًا للوصول إلى القدس.
عندما اكتشف العمال الذين كانوا يحفرون الأساسات بقايا تاريخية، توقف البناء، وانتقلت القنصلية والنزل إلى خارج حدود البلدة القديمة، في موقع يعرف حاليًا باسم المجمع الروسي.
في الموقع نفسه، بنتيت الكنيسة على أنقاض سوق الدباغة، وسميت تيمنًا بالقديس ألكسندر نيفسكي؛ باعتباره قائدا استثنائيا لروسيا في العصور الوسطى انتصر على الغزاة الألمان والسويد، وأعلن قديسًا للكنيسة الروسية الأرثوذكسية عام 1547.
بقيت الكنيسة تحت سيطرة الحكومة الإمبراطورية الروسية حتى اندلاع الثورة الروسية 1917، فسيطرت عليها جمعية فلسطين الأرثوذكسية في الأرض المقدسة، التي احتفظت بالإشراف عليها حتى 2020.
ولماذا عادت للمطالبة بها؟
في 2020، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بالاتحاد الروسي كخليفة الحكومة الإمبراطورية الروسية، مالكة الكنيسة خلال الحكم العثماني.
مثل الاعتراف بادرة حسن نية من إسرائيل بعد الإفراج الروسي عن نعمة يسخار، الشابة الإسرائيلية التي سُجنت بعد العثور على كمية من الماريجوانا في حقيبة ظهرها أثناء توقفها في موسكو.
طالما أن إسرائيل اعترفت بأحقية روسيا.. لماذا الأزمة الآن؟
في 2020، رفعت جمعية فلسطين دعوى قضائية ضد الاعتراف بحجة أن نقل الملكية كان سياسيًا.
نظرت الدعوى الحكومة الإسرائيلية المركزية، التي ألغت – في مارس 2022 – قرار الحكومة الإسرائيلية السابقة بالسيطرة الروسية على الكنيسة، وإن كانت أوكلت تقييم الوضع للحكومة الحالية، باعتبارها “الهيئة الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار بشأن الأمر، بالنظر إلى مختلف الاعتبارات الدينية والسياسية، وعليها اتخاذ قرار رسمي بوضعية الكنيسة باعتبارها مكانًا مقدسًا”.
بعد إصدار قرار المحكمة بأيام، اتهم وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد، روسيا، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، لترد روسيا بإعادة فتح الملف.
هل تمثل الأزمة سابقة تاريخية؟
لا. بعد نزاع مماثل، سلمت إسرائيل روسيا ملكية دار ضيافة سانت سرجيوس في القدس قبل 10 سنوات.
دار الضيافة تلك هي نفسها التي استضافت اجتماعات سيرجي ستيباشين، رئيس الوزراء الروسي الأسبق ورئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، التي تشرف على الممتلكات الروسية في المنطقة، والتي قال خلالها إن روسيا “قدمت جميع الأوراق اللازمة لإثبات أنها المالك الشرعي لكنيسة ألكسندر نيفسكي”.
وأعلن ستيباشين أن روسيا ستمارس “ضغوطًا دبلوماسية إذا لزم الأمر” للحصول على ما تريد.
طالما أن إسرائيل اتخذت خطوة مماثلة من قبل.. لماذا لا تكررها الآن؟
تخشى حكومة إسرائيل من الهروب من مشكلتها الدبلوماسية الحالية مع روسيا إلى مشكلات دبلوماسية أكبر مع الغرب.
وتحاول إسرائيل الموازنة بين علاقاتها، التي توصف بالطيبة، مع روسيا، واللازمة للعمليات الأمنية في سوريا، وبين القلق الدولي المتزايد من الصراع في أوكرانيا.