سبعة أشهر مرت على محاولة تشكيل حكومة جديدة في العراق. ثم؟!
زعيم كتلة الأغلبية النيابية مقتدى الصدر يقرر فجأة قلب الطاولة على الجميع باستقالة جميع نواب التيار الصدري “73 نائبًا”!
لماذا فعل الصدر ذلك؟
وماذا سيترتب على هذه الخطوة؟
س/ج في دقائق
لماذا قلب الصدر الطاولة على الجميع؟
بعد 7 أشهر من مفاوضات تشكيل الحكومة، انهارت المفاوضات وسط خلافات بين الأحزاب الشيعية حول من يرأس الحكومة.
الصدر كان قد اختار ابن عمه جعفر الصدر، السفير العراقي الحالي في لندن. لكنه لم ينجح في فرض الترشيح، فانسحب واصفًا الخطوة بـ “تضحية للوطن وإنقاذ للشعب من مصير مجهول”.
لتعتبر نهائية، ستحتاج الاستقالات النيابية لقبولها من رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، وهو سياسي سني يفترض أنه خاض الانتخابات الأخيرة بتفاهمات مع التيار الصدري نفسه.
وحتى الآن، لم يتضح ما إذا كانت الاستقالات مجرد تكتيك تفاوضي، أو انفصال حقيقي عن السياسة البرلمانية.
ما البديل إن لم يكن تكتيكًا تفاوضيًا؟
بالتزامن مع الانسحاب، أعلن مقتدى الصدر إغلاق معظم مكاتب التيار الصدري في جميع أنحاء العراق.
هذا أثار – منطقيًا – مخاوف من استبدال المفاوضات السياسية باحتجاجات “مزعزعة للاستقرار” في الشوارع، وهو تكتبك استخدمه من قبل بالفعل كورقة ضغط.
مدير مركز دراسات الشرق الأوسط فيصل الاسترابادي، يلخص المشهد في جملة “تاريخ التيار الصدري يقول إنهم حين لا ينخرطون في السياسة يخرجون إلى الشوارع”.
هل تعطي هذه الاستقالات فرصة لمنافسي التيار الصدري لتهميشه؟
الآليات الرسمية لإدارة السياسة جزء ضئيل من صراع السلطة في العراق. هذا ما أشارت إليه التصريحات الصادرة عن التيار حتى اللحظة، إذ حذر عبر منصاته الإعلامية منافسي الصدر من أن يعتبروا الاستقالات نهاية للعمل السياسي للتيار الصدري.
وقال في رسالة عبر تلجرام: “أن أبواب الجحيم ستفتح. التيار الصدري قادر على إسقاط أي حكومة في غضون ساعات”.
ماذا تكشف الخطوة عن حال العراق حاليًا؟
صحيح أن خطوة مقتدى الصدر وصفت بـ “أهم تطور يشهده العراق منذ التحول إلى نظام انتخابات الحكومات، والتي هيمنت عليها الأحزاب الشيعية منذ الإطاحة بصدام حسين، لكن زميل المجلس الأطلسي، عباس كاظم، يرى أنه حتى لو أدت خطوة الصدر إلى انتخابات جديدة، فإن أي انتخابات لن تغير بشكل جذري المشكلات المستمرة في النظام السياسي منذ 2003، القائم على تقسيم السلطة بين الجماعات العرقية والطائفية المختلفة.
مقتدى الصدر “حاليًا” يصف نفسه باعتباره قوميًا مناهضًا لنفوذ إيران. منافسوه الرئيسيون شيعة مرتبطون بميلشيات مدعومة إيرانيًا، باتت جزءًا رسميًا من قوات الأمن العراقية، لكنها لا تخضع لسيطرة الحكومة إلا على الورق.
محللون قالوا إن الانقسامات علامة على تراجع نفوذ إيران في السياسة العراقية، بعدما حاولت وفشلت في منع انقسامات الشيعة، في ما يعتبره معهد الشرق الأوسط “نحديًا حقيقيًا كبيرًا للنظام الشيعي”، خصوصًا وأن الجانبين هذه المرة مدججان بالسلاح، وأظهرا في الماضي استعدادًا لـ “فعل كل ما يلزم” للحفاظ على النظام القائم.
طالما أن مقتدى الصدر بهذه القوة. لماذا فشل في توحيد شيعة العراق؟
صحيح أن كتلته النيابية هي الأكبر في آخر انتخابات، وأنه كان لاعبًا مهمًا في مشهد العراق بعد 2003، لكن مقتدى الصدر لا يمتلك أيًا من المعايير الأكثر وضوحًا للنجاح السياسي، ويفقد الكثير من العوامل التي قد تفسر وجود قاعدته الاجتماعية ومرونتها.
لا يتمتع بشخصية جذابة، ولا يعتبر متحدثًا بارعًا، ولديه القليل من المؤهلات الدينية.
ووفقًا لمعظم الحسابات، حتى أصوله المادية شحيحة: وبشكل عام، هو مستبعد من الشبكات المالية التي تسيطر عليها طبقة رجال الدين الشيعة، وليس لديه راعٍ أجنبي واضح.
وبالمثل، فإن الصدريين ليسوا حركة سياسية نموذجية، ليس لديهم أجندة متماسكة ولا متسقة، ولا قادة ومستشارون ذوو خبرة يمكن تحديدهم.
باختصار، لا يملك مقتدى الصدر إلا كونه ينحدر من عائلة بارزة، وأنه وريث “الصدر”.
موضوعات متعلقة
