في الحوار قال القذافي الابن إن مجموعة من المسلحين اعترضوا موكبًا صغيرًا له قرب مدينة أوباري الليبية في 2011 حيث كان يحاول الفرار إلى النيجر في الوقت الذي كان مطلوبًا فيه للمحكمة الجنائية الدولية،
قال إنهم اعتبروه رهينة ثمينة؛ إذ ظل لديهم حتى بعد انتخابات 2012، ثم أطلقوا سراحه بعد أن “تحرروا من وهم الثورة وأدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفًا قويًّا لهم”.
سيف الإسلام القذافي أكد أنه الآن رجل حر وأنه يرتب لعودته إلى الساحة السياسية الليبية، بعدما استغل غيابه عن الساحة في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه والمعروفة باسم الحركة الخضراء.
ورغم تحفظه بشأن الحديث عن احتمالية ترشحه للرئاسة في ليبيا، إلا أنه يعتقد أن الحركة التي يقودها بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة.
صراع الشرعيات في ليبيا.. من سقوط القذافي إلى معركة طرابلس | دقائق.نت
سيف الإسلام القذافي يعتقد أنه يمكنه الترشح بغض النظر عن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، مبديًا ثقته في أن القضية ستُحفظ.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه من المعارضين المحليين، بما في ذلك السياسيين الذين يحاولون تغيير نظام الانتخابات للسماح للبرلمان باختيار الرئيس، لتجنب التصويت المباشر الذي قد يجلب سيف الإسلام.
إذا قرر سيف الإسلام الترشح للرئاسة، فإنه سيواجه منافسة شديدة من المنافسين على القيادة الوطنية، ومن ضمنهم: خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي الذي يسيطر على جزء كبير من شرق ليبيا، والذي تدعمه روسيا والإمارات، وفتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق من مدينة مصراتة، الذي تفضله تركيا والعديد من الحكومات الغربية.
بيتر ميليت، السفير البريطاني السابق في ليبيا يقول: من المثير للاهتمام أن نؤكد أنه على قيد الحياة بالفعل، لكني أعتقد أن التحليل القائل بأن الليبيين سيرحبون بعودة القذافي مبالغ فيه.
ليبيا | هل هي مقبلة على صراع روسي تركي .. أم على توازنات بينهما على نمط سوريا | س/ج في دقائق
ولد سيف الإسلام معمر القذافي في 5 يونيو 1972، كأول أبناء العقيد من زوجته الثانية صفية فركاش، بعد 3 سنوات من توليه حكم ليبيا.
تعلم في المدارس الحكومية الليبية، ثم تخرج في كلية الهندسة بجامعة الفاتح بطرابلس 1994، ليلتحق في 1998 بكلية الاقتصاد بجامعة إمادك النمساوية التي منحته درجة الماجستير عام 2000، ثم يحصل على الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد.
يملك سيف الإسلام القذافي اهتمامات فنية، حيث اهتم بالرسم، وأقام العديد من المعارض الفنية في مختلف دول العالم.
عمل بعد تخرجه بمركز البحوث الصناعية في طرابلس، كما عمل في 1996 في المكتب الاستشاري الوطني، وأنشأ مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية سنة 1998.
كان يُنظر إلى سيف الإسلام باعتباره شخصية عصرية في ظل حكم والده، ونسب إليه البعض الفضل في عدد من الإصلاحات المتأخرة في عهد والده، وكان ينظر إليه باعتباره رئيس وزراء ليبيا بحكم الواقع.
انقلبت السمعة والشعبية للنقيض عندما دعم حملة الحكومة ضد احتجاجات 2011، وخرج ليحذر الليبيين من أنهار من الدماء إذا لم يتراجعوا عن الثورة.
ألقي القبض عليه في جنوب ليبيا بعد انهيار نظام والده في وقت لاحق من ذلك العام، واحتجزته مجموعة من الميليشيات في مدينة الزنتان.
تمزقت عائلة سيف الإسلام القذافي في أعقاب الثورة، فقُتل والده وأخوته الثلاثة في 2011، بيما سجن أخواه في ليبيا ولبنان، وتعيش شقيقته عائشة في المنفى في عمان، وأما أخته بالتبني هناء، التي أعلن أنها قتلت في غارة جوية أمريكية عام 1986، فتعيش في القاهرة ومتزوجة من أحد مساعدي سيف الإسلام الرئيسيين.
في 27 يونيو 2011، صدرت مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية: القتل والاضطهاد.
رفضت قبيلة الزنتان تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لكنهم سمحوا له بالمثول أمام محاكمة محلية عبر مكالمة فيديو، ورفضوا تسليمه إلى السلطات الليبية عندما أدين وحُكم عليه بالإعدام.
تسريبات خيمة القذافي | حلقة جديدة أبطالها إسلامجية كويتيون.. وتبقى السعودية الهدف | الحكاية في دقائق
لاحقًا، أطلق سراحه، لكنه لم يظهر على الملأ مطلقًا وانتشرت الشائعات منذ ذلك الحين بأنه مات أو يخطط لعودة سياسية.
في 2018، أعلن حزب الجبهة الشعبية الليبية أنه سيرشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة كمرشح له في انتخابات ذلك العام، لكن الوعود بالظهور العام لم يتحقق.
في 2020، أفادت بلومبرج باعتقال اثنين من الروس في ليبيا بزعم تورطهما في مؤامرة لتنصيب سيف الإسلام القذافي كرئيس موالٍ لموسكو.
نجل معمر القذافي “يعود من الموت” ويخطط لعودة سياسية (التلجراف)
قضية القذافي (المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي)