عندما شنت الولايات المتحدة الحرب العالمية على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، كان التركيز على تنظيم القاعدة، وهي منظمة إرهابية سنية صغيرة نسبيًا، بقيادة أسامة بن لادن، ومقرها في أفغانستان مع بعض الخلايا في البلدان المجاورة
مع الوقت، وسعت الولايات المتحدة آفاقها في مكافحة الإرهاب لتشمل لاعبًا رئيسيًا آخر في الإرهاب الدولي: حزب الله الشيعي في لبنان، المدعوم من إيران.
في ذلك الوقت، كانت المجموعتان مسلحتين بأسلحة الحقبة السوفيتية الأساسية لحرب العصابات، مثل البنادق والرشاشات وقذائف آر بي جي وصواريخ الجيل الأول المضادة للدبابات الموجهة بالأسلاك، وصواريخ عيار 107 ملم و122 ملم، وبعض أنظمة الاتصالات اللاسلكية الأساسية.
خلال العقدين التاليين، توسعت منطقة عمليات حزب الله عبر إيفاد مدربين ومستشارين عسكريين إلى سوريا والعراق واليمن، ومساعدة إيران على تكوين الميليشيات هناك.
نمت كذلك قدراته في مجال الإنذار المبكر والاتصالات، مع ترسانة من الطائرات بدون طيار وأجهزة الراديو منخفضة النطاق وعالية النطاق وأحدث التقنيات.
في نفس التوقيت، انشقت عن تنظيم القاعدة تنظيمات مثل داعش استخدمت الطائرات بدون طيار، والاتصالات المشفرة وحتى السوشال ميديا للتجنيد والتخطيط ومحاربة الجيوش الأقوى في العالم،
كما تحولت حركة طالبان، مضيف القاعدة السابق في أفغانستان، من جماعة مسلحة تهيمن على بعض المناطق القبلية (بعد الضربات الأمريكية) إلى صاحبة السلطة في كابول.
وكيل وزارة الدفاع السابق في الإمارات، اللواء عبد الله سيد الهاشمي، قال إن الحرب التي تقودها أمريكا على الإرهاب افتقرت إلى استراتيجية واضحة، بما أدى إلى انخراطها في صراعات عسكرية غير مجدية أدت لظهور جماعات إرهابية جديدة وتمكين الآخرين بمساعدة جهات فاعلة مثل إيران.
ديفيد دي روش، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن، قال إن التكنولوجيا تقدمت أيضًا بالتوازي مع الحرب على الإرهاب،
وبينما أفادت الجيوش ووكالات إنفاذ القانون في العالم، فقد أفادت أيضًا الجماعات المتمردة والإرهابية التي استطاعت الوصول إليها بسهولة، بجانب دور إيران في تمرير الأسلحة الأكثر تقدمًا غير المتوفرة للجهات غير الحكومية، للتنظيمات الإرهابية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ثم هناك المعدات والتكنولوجيا التي قدمتها الولايات المتحدة عن غير قصد، وبينها ما حصلت عليه طالبان مؤخرًا.
حركة طالبان الأفغانية استغلت أن الولايات المتحدة لم تعتبرها رسميًا جماعة إرهابية، فلم تسع فقط إلى تصدير الأيديولوجيا، بل سعت إلى حكم أفغانستان.
كما نجح داعش، على سبيل المثال، في إقامة خلافته لفترة وجيزة في العراق وسوريا، قبل هزيمته.
المثال الأكثر تعقيدًا هو حزب الله، الذي كان كيانًا سياسيًا في لبنان منذ عقود، وأصبح المهيمن الآن على لبنان.
كما هيمنت جماعة الحوثي على اليمن، وكان قرار بايدن برفعها من قائمة الإرهاب، دفعة نوعية لتثبيت وضعها كقوة مهيمنة في اليمن.
تطور الجماعات الإرهابية منذ 11 سبتمبر: من التكنولوجيا إلى السياسة (breaking defense)