أردوغان القابع تحت قدمي “جزار كابول”.. كيف تخطط تركيا لمستقبل أفغانستان؟ | ترجمة في دقائق

أردوغان القابع تحت قدمي “جزار كابول”.. كيف تخطط تركيا لمستقبل أفغانستان؟ | ترجمة في دقائق

19 Sep 2021
أفغانستان تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال بوراك بكديل في منتدى الشرق الأوسط: خطط أردوغان لمستقبل أفغانستان


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسوق للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنه قادر على أن يكون رجل الغرب في المحيط الإسلامي شرقًا وغربًا باعتباره عضوًا في الناتو، ومناهضًا للراديكالية.

لكن هذا الموقف لا يجب أن ينطلي على الغرب.. لماذا؟!

لأن الرجل يغازل الإرهابيين في أفغانستان علنًا من ناحية، ولأن استراتيجيته في أفغانستان تنطلق بالأساس من تعزيز خطط روسيا والصين.

طالبان 2.0 | من هم؟ من يقودهم؟ وكيف سيحكمون أفغانستان؟ | س/ج في دقائق

أردوغان وحكمتيار

عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان في ديسمبر 1979، لدعم الحكومة الشيوعية، ثم دخل الصراع مع المقاتلين الإسلاميين الراديكاليين، كانت تركيا تخوض حربها الأهلية الخاصة بين فصائل اليسار المتطرف واليمين المتطرف.

في سبتمبر 1980، قام الجيش التركي بانقلاب وحظر جميع الأحزاب السياسية، بما في ذلك الأحزاب الإسلامية.

أسس الإسلاميون الأتراك حزب الرفاه.

وبحلول 1985 – في منتصف فترة غزو السوفييت أفغانستان – كان أردوغان- 31 عامًا- الرئيس الإقليمي الديناميكي للحزب في إسطنبول.

في أحد الفعاليات المناهضة للولايات المتحدة والغرب التي نظمها أردوغان حينها، دعا شخصا مهما في صراع أفغانستان إلى إسطنبول.. قلب الدين حكمتيار.

حكمتيار كان إرهابيًا بتصنيف الأمم المتحدة والولايات المتحدة رسميًا. مجاهدًا سابقًا. زعيم الحزب الإسلامي في أفغانستان. وصفه المواطنون الأفغان العاديون بـ “جزار كابول” لقصفه المدينة مرارًا وتكرارًا دون سبب واضح.

لكن صورة واحدة التقطت في هذه الفعالية ظلت تطارد الزعيم التركي: أردوغان جالسًا عند أقدام حكمتيار.

Erdoğan Designates Acquaintance as Terrorist - Anadolu Türk Haber

مصادر تمويل طالبان | الأفيون أحد 5 كنوز تمنح “المجاهدين” 1.6 مليار دولار سنويًا | قوائم في دقائق

أردوغان يحن لطالبان

بعد انهيار حكومة أفغانستان مع الانسحاب الأمريكي في أغسطس 2021، ظهر قلب الدين حكمتيار مجددًا في الدوحة، حيث التقى الساعين لتشكيل حكومة ما بعد أشرف غني.

بالتزامن، كان أردوغات يعيد علاقة الحب الأيديولوجي التي تجمعه بإرهابيي أفغانستان إلى العلن مجددًا، حين صدم الملايين من العالمانيين الأتراك بقوله إن: “تفسير طالبان للإسلام لا يتعارض معنا“.

النائبة المعارضة في البرلمان التركي، غامز تاشجير، التقطت الخيط. سألت أردوغان إن كان فهمه للإسلام يتعلق بالاغتصاب الجماعي، وقتل النساء، وحبسهن في بيوتهن، وبيع الفتيات كإماء، وحظر مدارس الفتيات.

علاوة على ذلك، لم تقتصر مبادرات أردوغان الخاصة بطالبان على إبراز تسامحه مع نظام متطرف فحسب، بل قال: إن المؤسسات التركية تعمل على إقامة محادثات مع طالبان، وأنه قد يستقبل زعيم طالبان مستقبلًا.

طالبان .. السياسة بالحبر السري .. لا تدع الإعلام يشتتك | خالد البري

تقدم طالبان والتسامح التركي اللاحق يحمل نتيجتين رئيسيتين:

أولاً، استيلاء طالبان على كابول أفسد خطة أردوغان لتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي عبر قوات تركية:

المهمة كانت مليئة بالمخاطر. لم تتطوع أي دولة أخرى للقيام بها. لكن أردوغان رآها فرصة لتسليط الضوء على أهمية تركيا الإستراتيجية للدول الغربية، وعلى الأخص الولايات المتحدة.

وبذلك، كان يأمل على الأرجح في أن يكون له نفوذ أكبر على إدارة بايدن عندما تتفاوض تركيا والولايات المتحدة على أصعب الاختلافات بينهما، بما في ذلك عقوبات جديدة محتملة على الحكومة التركية بسبب شراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع S-400.

باختصار، كان أردوغان يأمل على الأرجح في استخدام صفقة مطار كابول لإعادة العلاقات المشكوك فيها بشدة مع الولايات المتحدة من خلال وضع العلاقات الثنائية في إطار المساومات.

وبهذه الطريقة، ستحرز تركيا بقيادة أردوغان نقطة في تصوير نفسها على أنها حليف غربي موثوق.

قبل أسبوعين فقط من استيلاء طالبان على كابول، كانت أنقرة وواشنطن تحاولان تسوية خلافاتهما فيما يتعلق بشروط وأحكام السيطرة التركية على مطار كابول، وحتى 11 أغسطس، كانت تركيا لا تزال عازمة على إدارة مطار كابول وحراسته بعد انسحاب القوات الأجنبية الأخرى من أفغانستان.

أفغانستان صداع العالم | “محظوظة” بسجن الجغرافيا وموبوءة بـ “الحدود تراب” | الحكاية في دقائق

ثانيًا: تفعيل تحالف الخليفة – الجزار:

الباحث في شؤون الشرق الأوسط والمسؤول السابق في البنتاجون مايكل روبين يقول إن أردوغان ربما يسعى للاستفادة من علاقته مع قلب الدين حكمتيار لتعزيز الشراكة مع النظام السياسي الأفغاني في مرحلة ما بعد الحرب.

يوضح أن أردوغان مجرد جهادي يرتدي بدلة رسمية، بغض النظر عن عدد الدبلوماسيين الذين توقعوا أن يتغير.

والنتيحة باختصار، أن هذا الإرهابي المصنف – حكمتيار – يجري الآن محادثات مع كل من طالبان وأردوغان من أجل مستقبل أفغانستان. بينما يجري أردوغان محادثات مع طالبان وربما يحاول استنباط الأمور.

كان أردوغان يحاول استرضاء الولايات المتحدة من خلال حراسة مطار كابول. لكن هذه الخطة انهارت بعد تقدم طالبان. لذلك فقد أردوغان ورقة مساومة لتعاملاته المستقبلية مع بايدن والولايات المتحدة.

الآن، وبسبب إيديولوجية أردوغان المعادية للغرب على المدى الطويل، فمن المحتمل أن يميل إلى السعي إلى تحالف مع أي جماعة مؤيدة للشريعة ستحكم أفغانستان في المستقبل القريب.

غزوة البطاطس | كيف أسقطت طالبان “نسخة جيش أمريكا الملعوب في دفاتره”؟ | ترجمة في دقائق

إيران لديها ورقة

في هذه الأثناء، في 28 أغسطس، بعد تكهنات على السوشال ميديا بأن اليونان ستفتح حدودها أمام اللاجئين الأفغان حتى الأول من سبتمبر، غمر آلاف اللاجئين الأفغان الحدود البرية التركية مع اليونان.

من جانبها، يبدو أن إيران تأمل في إصابة عصفورين بحجر واحد: من خلال تسهيل رحلة اللاجئين الأفغان غير الشرعيين بشكل منهجي إلى تركيا ونحو اليونان، قد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار كل من تركيا وأوروبا.

لماذا تصاعدت كراهية اللاجئين السوريين في تركيا ؟ وما علاقة تطورات أفغانستان؟| س/ج في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك