ظروف إسرائيل مثالية لتصبح “فأر تجارب” العالم في التعامل مع كورونا:
فرضت قيودًا مشددة. لكن تطبيقها كان مستحيلًا بالنظر لسطوة الحريديم الذين رفضوا الالتزام
متقدمة علميًا واقتصاديًا بما منحها أولوية الحصول على لقاحات كورونا
عدد سكانها محدود (9 ملايين تقريبًا)
كل تلك العوامل جعلتها أولى بلدان العالم إكمالًا لتطعيم سكانها. بالتالي كانت معمل اختبار مفتوحا لدراسة فعالية اللقاحات وجدواها على تقليص الإصابات، ثم تعاملها مع متغيرات كورونا المتتالية.
بحلول الربيع، كانت الحياة الطبيعية قد عادت إلى طبيعتها في إسرائيل، واستمرت الحالات في الانخفاض حتى وصلت مستويات صفرية تقريبًا، وبدا أن التطعيم نجح في القضاء على كورونا بشكل أو بآخر.
لكن الحالات عاودت الارتفاع في يوليو!
ومع الاستعدادات لإطلاق العام الدراسي، سجلت إسرائيل رقمًا قياسيًا جديدًا من الإصابات، نحو 11 ألف إصابة، مع انتشار متحور دلتا شديد العدوى بين البالغين غير الحاصلين على التطعيم وحتى الذين تلقوه.
وبينما أطلقت إسرائيل برنامج التطعيم المعزز – الذي يقدم جرعة ثالثة لمن هم فوق الأربعين – وأظهر علامات نجاح، ظهر الارتفاع الأخير في عدد المصابين، ليعود الجدل حول جدوى برامج التطعيم.
فماذا استفاد العالم من مراقبة التجربة الإسرائيلية؟ وما أبرز النتائج التي توصلوا إليها؟
س/ج في دقائق
لماذا عاودت حالات كورونا الارتفاع في إسرائيل رغم التطعيم؟
عيران سيغال، مستشار حكومة إسرائيل بخصوص كورونا، يقول إن مستوى حماية اللقاحات وصل 30-40% بحلول الشهر الخامس أو السادس بعد التطعيم، مقارنة بأكثر من 90% عندما تبدأ الحماية.
يقول العلماء الذين يراقبون بيانات كورونا في إسرائيل إن أحد العوامل الرئيسية كان تضاؤل المناعة من لقاح فايزر، الوحيد الذي اعتمدته البلاد في البداية.
يضيفون أن متغير دلتا الأكثر عدوى تمكن على ما يبدو من مراوغة مناعة اللقاحات ضد العدوى.
رغم ذلك، يؤكد الباحثون أن اللقاحات لا تزال فعالة للغاية في منع حالات الإمراض الشديدة.
للتعامل مع تراجع حماية اللقاحات، أطلقت إسرائيل برنامجًا معززًا لتقدم جرعة ثالثة أولاً لمن تجاوزوا الستين، ومؤخرًا لمن تجاوزوا الأربعين.
الآن، يقول الباحثون إن تقديم الجرعة المعززة لكبار السن بدأ يؤتي ثماره بعد أكثر من شهر بقليل، حيث ظهر استقرار في حالات الدخول إلى المستشفيات في تلك المراحل العمرية.. لم يمنع اللقاح الإصابة، لكنه تسبب في أعراض غير قاتلة.
تشير البيانات المبكرة إلى زيادة الحماية من العدوى والإمراض الشديد بمقدار عشرة أضعاف بعد الجرعة الثالثة، مقارنةً بالحال بعد الجرعة الثانية.
سيغال يتوقع أن تؤدي جرعة اللقاح الثالثة ضد فيروس كورونا في إسرائيل إلى توقف موجة دلتا.
عنات عكا زوهار، التي تقود دراسة البرنامج المعزز، تقول إن ثلاث جرعات “وقائية للغاية ضد العدوى والإمراض الشديد”، وإن الجرعة الثلاثية هي الحل للحد من تفشي العدوى الحالية.
علميًا، يجادل باحثون في احتمالية الحاجة للقاح كورونا كل ستة أشهر أو مرة سنويًا، مثل لقاح الأنفلونزا.
لكن الأكثر استقرارًا – حتى الآن – أن الحل قد يكون في 3 جرعات كما لقاح التهاب الكبد بي، حيث تؤدي ثلاث جرعات إلى حماية أكثر أو مدى الحياة لمعظم الناس، أو الاكتفاء بجرعتين بالإضافة إلى المناعة الطبيعية.
على جانب آخر، هناك نقاشات محتدمة حول مدى أخلاقية إطلاق برامج الجرعة المعززة بينما لا يملك كثيرون حول العالم الوصول للجرعة الأولى.
لماذا لا نكتفي بالاعتماد على التعافي بعد الإصابة؟ وما الفائدة من اللقاحات إن كان اللقاح لا يحمي كليًا؟
يمكن للناس الحصول على حماية طبيعية جيدة بعد الإصابة بالفيروس ثم التعافي. لكن، بدون لقاح، قد يصاحب ذلك خطر الإصابة بمرض شديد أو حدوث مضاعفات طويلة الأمد أو الوفاة حال تكرر الإصابة.
ولأن اللقاحات الآن تحمي من الأعراض الأسوأ، فقد يظل الناس مصابين بنسخ أخف من كورونا لأن مناعتهم قد تعززت في مواجهة المرض نتيجة اللقاح،
ولذلك يفترض العلماء أن التعرض المتكرر لعدوى كورونا، مع حماية اللقاح والمناعة الطبيعية من العدوى السابقة يجعله أقل خطورة، ومن الممكن أن يحول الفيروس بمرور الوقت إلى مرض متكرر ولكنه أقل إزعاجًا.
في كل الأحوال، فإن الجميع يتنظر نتائج برنامج التعزيز ضد فيروس كورونا في إسرائيل للإجابة عن المزيد من الإجابات لبعض هذه الأسئلة المتبقية.
موضوعات متعلقة
