قد يختار بعض الأشخاص عدم تلقي لقاح كورونا بشكل قاطع. غيرهم يقف محايدًا ليراقب أثر التطعيم على من سبقوه.
والجميع سمع بالتأكيد عن واحدة على الأقل من الشائعات المخيفة حول لقاحات كورونا المختلفة. هنا نعرض أهم 8 مخاوف متكررة حول اللقاح، وأهم إجابات خبراء الأمراض المعدية حولها.
س/ج في دقائق
لماذا نحتاج أصلًا إلى لقاح كورونا طالما الخطر على الشباب أقل؟
الأشخاص أكبر من 65 عامًا أكثر عرضة للإصابة بأعراض أشد حال العدوى بفيروس كورونا. لكن الشباب كذلك قد يحتاجون المستشفى. انظر في دوائر معارفك وستتأكد بنفسك.
ووفق المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يصاب الشباب خصوصًا بأعراض كورونا طويلة المدى التي يمكن أن تستمر لأسابيع أو شهور.
أنت كذلك أكثر قابلية لنقل الفيروس. حتى لو أصبت دون أعراض، فيمكن أن تنقله بسهولة لشخص ضعيف في عائلتك، فيصاب بأعراض شديدة أو ربما الوفاة.
تحتاج لقاح كورونا خصوصًا إذا كانت مناعتك أضعف لأي سبب.
نسمع أن لقاحات كورونا تترك آثارًا جانبية شديدة الخطوة مستقبلاً.. ما صحة ذلك؟
من ناحية الأمان، تأكد أن اللجان المستقلة المشرفة على الإذن باستخدام اللقاحات في البلدان المختلفة لن تسمح باستعمال لقاح على نطاق واسع إن كانت تشك أن له آثارًا جانبية ضارة طويلة المدى.
لنكن واضحين: فنيًا، لا أحد على وجه الأرض يعرف ما سيحدث حرفيًا في غضون عام. لكن الآثار الجانبية عمومًا تظهر في وقت مبكر نسبيًا بعد التطعيم. وتاريخيًا، لم تتأخر عن أول شهرين بعد أي تطعيم.
توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في كلية جاكوبس للطب والعلوم الطبية الحيوية بجامعة بافالو، يؤكد أن العواقب الصحية طويلة المدى المعروفة لفيروس كورونا نفسه، والتي لا نعلم عنها بشكل كامل بعد، تشكل خطرًا مستقبليًا أكبر بكثير من التأثير الجانبي الافتراضي الطويل الأجل للقاح ، والذي لم يتم تحديده بعد.
إذا كان اللقاح لا يوفر حماية من كورونا .. فما فائدة التطعيم؟
نعم، لا يزال من الممكن إصابة أعداد محدودة بعد تلقي لقاح كورونا. لكن الأعداد أقل بكثير من إصابات غير المطعمين، وكذلك الأعراض أقل بكثير إن حدث.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، اعتبارًا من 26 أبريل، تم تطعيم أكثر من 95 مليون أمريكي بشكل كامل، الإصابات المبلغ عنها بين هؤلاء الملقحين لم تتعد 9,245، وهو ما يمثل 0.0000097%. عد الأصفار لتكتشف بنفسك.
قد تكون هذه الإصابات مرتبطة بكمية الفيروس التي تعرض لها الشخص، أو الأدوية التي يتناولها الأفراد، أو مجموعة من العوامل التي لا تزال غير معروفة.
فينس سيلينزيو، أستاذ الطب في كلية روتجرز للصحة العامة يقول: “لا شيء على الإطلاق فعال بنسبة 100%. لكن لقاحات كورونا فعالة بشكل مذهل في الوقاية من العدوى”.
والأهم، أن تطعيم فئات واسعة يعني انحسار العدوى إلى أدنى درجة ممكنة: إذا أصاب الفيروس بعض الأشخاص، فليس له مكان للانتشار بين جدار متماسك من الملقحين. هذا ما يسمى “مناعة القطيع”، والتي تحد أو تقضي على انتشار الأمراض بين السكان.
بعض أنواع لقاح كورونا تحتوى على فيروس.. ألا يكون معديًا؟
انتشرت على الإنترنت خرافة تقول إن الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا من النوع الذي يحوي فيروس مضعف أو ميت يمكنهم بطريقة ما نقل العدوى، خصوصًا إلى النساء الحوامل.
هذا الكلام غير صحيح مطلقًا، لأن البروتينات الصغيرة التي ينتجها اللقاح لتحفيز الاستجابة المناعية بطريقة ما لا يمكن أن تتسرب خارج الجسم، وتبقى بأعجوبة سليمة ومستقرة، ومن ثم لا تؤثر بشكل سلبي على الآخرين.
لماذا أحصل على لقاح كورونا إن كان ممكنًا ترك جهاز المناعة يتعامل مع المرض؟
أنظمتنا المناعية مثيرة للإعجاب في تحديد الأمراض وبناء الحماية – لكن الأمراض مثل كورونا يمكن أن تسبب ضررًا شديدًا أو لا يمكن إصلاحه لأعضاء مثل الرئتين وغيرها قبل وقت طويل من اكتساب بعض المناعة.
علاوة على ذلك، فإن مرض كوفيد-١٩ يتسبب حتمًا في إصابة بعض الناس بأعراض شديدة. داخل الأجسام المريضة، يزدهر الفيروس ويتكاثر، مما يسمح له بالتحول إلى أشكال جديدة أكثر قابلية للانتقال.
كما أن المجموعات الكبيرة من الأشخاص غير المحصنين لن تؤدي إلا إلى إطالة الجائحة، بما يعنيه من احتمال حدوث طفرات أكثر قدرة على هزيمة الأجهزة المناعية.
لماذا يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية للقاح أكثر من غيرهم؟
تعمل لقاحات كورونا واللقاحات عمومًا على تعريف الجسم على صورة جرثومية للفيروس، ما يشبه تمرينًا مناعيًا ضد الكائن الجديد، ليتيح لجسمك الاستجابة بشكل أسرع وأفضل حال الإصابة فعلًا.
هذه الاستجابة المناعية قد تسبب بعض الآثار الجانبية. وتختلف باختلاف جهاز المناعة من شخص لآخر، اعتمادًا على عوامل متعددة بينها العوامل الوراثية والعمر والجنس والتاريخ المرضي.
كذلك، تمتلك الإناث كروموسومين X مقارنة بواحد للذكور، ومن المعروف أن عديد الجينات الموجودة على الكروموسوم X تلعب دورًا في المناعة. هذا يترجم إلى المزيد من الآثار الجانبية لدى النساء بعد تلقي اللقاح.
كما ترتبط الآثار الجانبية باضافة مواد مساعدة إلى بعض اللقاحات لزيادة تنشيط الجهاز المناعي.
تشمل العوامل الأخرى: زاوية التلقيح وحجم الإبرة والموقع، وسرعة التطعيم.
أصبت بكورونا فعلًا من قبل.. ما الداعي للقاح؟
أجرى فيليب فيلجنر، خبير الأمراض المعدية ومدير مركز أبحاث وتطوير اللقاحات في جامعة كاليفورنيا، دراسة مع باحثين آخرين، وقاموا بتقييم آلاف عينات الدم من الأشخاص المصابين بكورونا بشكل طبيعي، مقابل أولئك الذين حصلوا على لقاح مرخص من إدارة الغذاء والدواء (فايزر وموديرنا).
أوضح فيلجنر أنهم وجدوا استجابة الجهاز المناعي “أقوى بكثير” مع اللقاحات، وبعد الجرعة الثانية، كان لدى الأشخاص أجسامًا مضادة أكثر بعشر مرات من الأشخاص الذين تعافوا من كورونا بشكل طبيعي.
لماذا تقدم لقاحات كورونا استجابة مناعية أقوى من الإصابة العادية؟
لقاحات كورونا تنتج مناعة أفضل لهذه الأسباب:
– منع الالتصاق:
تعمل لقاحات كورونا – خصوصًا المعتمدة على تقنية mRNA خصوصًا على تعريف الجسم على البروتين الشائك الذي يسمح للفيروس بالدخول وإصابة خلايانا، مما يمنع الفيروس من الالتصاق بخلايانا إن حاول لاحقًا.
هذا يؤهل جهاز المناعة لمنع التصاق الفيروس بالخلايا أفضل بكثير مما تفعل العدوى، خصوصًا مع تطور الفيروس لإخفاء بعض أجزاء بروتيناته الشوكية.
– لا تداخل مناعيا:
لقاحات كورونا لا تهاجم جهاز المناعة. لكن الإصابة الفعلية قد تفعل.
– الجرعة الفعالة:
جرعة الممرض حال الإصابة نفسها ليست واحدة. قد يتعرض مصاب لجرعة منخفضة فتولد استجابة مناعية أضعف، وبالتالي لا يملك الجسم أجسام مضادة كافية، ليبقى المصاب عرضة لتكرار الإصابة. أما جرعات لقاح كورونا فقد أكد الباحثون أنها محسوبة لتضمن استجابة مناعية قوية.
موضوعات متعلقة
