الإمبريالية التركية | ماذا تفعل تركيا حين تحتل بلدًا؟ شمال سوريا نموذجًا | س/ج في دقائق

الإمبريالية التركية | ماذا تفعل تركيا حين تحتل بلدًا؟ شمال سوريا نموذجًا | س/ج في دقائق

7 Sep 2021
تركيا سوريا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

أربع عمليات عسكرية شنتها ما يصفها منتدى الشرق الأوسط بـ “الإمبريالية التركية” في سوريا.

اعتبرت غرضها “نصرة المستضعفين”.. هكذا قال رجب طيب أردوغان.

محصلة العمليات:

– السيطرة على 4 مناطق حدودية.

– انتشار عسكري مكثف يشمل 15,000 جندي تركي + 100,000 مسلح من “العناصر المحلية الداعمة”.

– سياسات “تتريك” ممنهجة في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا بأشكال مختلفة:  ديموغرافية – اقتصادية – تعليمية.

في نهاية المطاف، تركيا “غير الطامعة” فرضت أمرًا واقعًا جديدًا يتوقع المنتدى أن يسهل في النهاية إعادة ترسيم الحدود في مرحلة مستقبلية لتمند حدود “الإمبريالية التركية العثمانية الجديدة” إلى أجزاء من سوريا.

كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟

س/ج في دقائق


إلى أي مدى مدت “الإمبريالية التركية” احتلالها في سوريا؟

الإنفوجرافيك التالي يبسط لك الإجابة بالأرقام:

تسيطر تركيا الآن على أكثر من 8,000 كيلومتر مربع في سوريا.

هذه المساحة تمثل نحو  4.9% من مساحة سوريا بالكامل.

على هذه الأرض، يتمركز ما بين 12,000 – 15,000 جندي تركي.

بالإضافة، شكلت تركيا ميليشيات من “العناصر المحلية الداعمة تضم ما بين 80 – 100 ألف مقاتل، معظمها يحمل أسماء عثمانية، أبرزها “السلطان مراد”، “محمد الفاتح”، “لواء سمرقند”، و “سليمان شاه”، والذي انبثق عنه في أبريل 2019 تنظيم مسلح لضم الشباب الجدد يسمى “أحفاد أرطغرل”.

ممر الفئران.. كيف نقلت تركيا المتشددين والسلاح إلى سوريا | س/ج في دقائق


كيف تلاعبت “الإمبريالية التركية” بديموغرافيا سوريا؟

سارت عمليات التلاعب بالديموغرافيا في سوريا على محورين: التفريغ والتوطين.

1- التفريغ: 

أدت العمليات العسكرية لنزوح مئات الآلاف من السكان الأصليين “غالبًا من الكرد”.

هؤلاء منعتهم تركيا من العودة لمناطقهم بعد توقف المعارك على الأرض.

من تبقوا منهم، تعمدت تركيا تضييق سبل العيش عبر: تعطيل الخدمات – قطع مصادر الدخل – المضايقة بقوة السلاح.

محدش هيسكن هنا أردوغان

2- التوطين:

أحلت تركيا المقاتلين التابعين لها وعائلاتهم من غير السوريين في قرى نموذجية أسستها في المناطق المخلاة، ومنحتهم هويات محلية، من هؤلاء مقاتلون من الأويغور (الحزب الإسلامي التركستاني).

كما أعادت توطين العرب والتركمان النازحين من مناطق أخرى في ظروف تشير إلى خطط توطين دائم لا مؤقت.

1- التفريغ:

بعدما أدت العمليات العسكرية التركية لنزوح نحو 350 ألف مدني كردي من مناطقهم الأصلية، منعتهم تركيا من العودة.. هذا لمن نزحوا تحت القصف.

من فضلوا البقاء تحت القصف، تعاملت معهم تركيا بسلاح آخر: قطع العيش والمضايقة بقوة السلاح.

وثق تقرير حقوقي، قطعت تركيا أكثر من 314,400 شجرة زيتون من أجل “تجارة الحطب” في عفرين.

وفق نفس التقرير “احترقت” أكثر من ثلث المساحة المخصصة للزراعة خلال السنوات الثلاث الماضية “فترة تدخل تركيا”.

محاصيل المساحة المتبقية لم تسلم من التعقب: منعت تركيا المزارعين الكرد من بيع منتجاتهم خارج المنطقة الخاضعة للسيطرة التركية دون إذن مسبق، مما تسبب في انخفاض الأسعار.

ثم استولت ميليشيات الجماعات المدعومة من تركيا على جزء كبير من محصول زيتون الأكراد بقوة السلاح وباعته للتجار الأتراك.

في نوفمبر 2018، قال وزير الزراعة التركي بكر باكدميرلي للبرلمان إن 600 طن من الزيتون دخلت البلاد، مبررًا ذلك بأن تركيا تريد أن “تصل عائدات عفرين إلى أنقرة بدلًا من السقوط في أيدي حزب العمال الكردستاني”.

وكشفت تقارير أن الأتراك يصدرون زيت الزيتون التركي إلى إسبانيا عبر شركات وسيطة، بعد خلطه بالزيت التركي، تحت أسماء تجارية مخترعة.

كما تستخدم تركيا التجويع القسري للسكان المحللين،

منذ بداية 2021، عمدت تركيا إلى تجويع المنطقة عبر طريق تقليص حصة سوريا من نهر الفرات، المصدر الرئيسي لمياه الشرب والزراعة وإنتاج الكهرباء، لتخرج العديد من محطات المياه والكهرباء من الخدمة بسبب هذه الإجراءات،

في الوقت نفسه، تدفع تركيا والجماعات الموالية لها آخر الأكراد المتبقين إلى الفرار من خلال مضايقتهم  عبر عمليات الخطف ومطالب الفدية.

تركيا تعاني اقتصاديًا.. مواطنو سوريا وليبيا وشرق المتوسط سيدفعون الثمن.. كيف؟| س/ج في دقائق

في المناطق المخلاة، استقدمت تركيا مئات الآلاف من النازحين العرب والتركمان النازحين من ريف دمشق وحمص وحماة ودرعا وإدلب.

إعادة التوطين ليست مؤقتة.

في عفرين مثلًا، بنى الأتراك قرى نموذجية على الأراضي التي استولوا عليها في الريف؛ استعدادًا لتوطين عائلات إضافية من الفصائل الموالية، خاصة التركمان.

في إدلب وريفها، تخطط هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة لإنشاء دائرة سجل مدني ومجالس محلية مرتبطة بتركيا.

في نفس المنطقة، كافأت تركيا مسلحي الحزب الإسلامي التركستاني – فصيل من الأويغور – على محاربة الكرد بتوطينهم وعائلاتهم في سوريا.

وفي ريف حلب، صدرت تعليمات للسكان باستخراج بطاقات هوية جديدة برمز خاص مرتبط بدوائر السجل المدني في هاتاي وكلس وغازي عنتاب جنوب تركيا، حتى أن لوحات تسجيل السيارات ورخص القيادة مرتبطة الآن بالسيستم التركي.



أليست كلها إجراءات “إدارية” ضرورية لتسهيل إدارة المناطق السورية؟

لا. في كل المناطق التي تسيطر عليها “الإمبريالية” التركية في سوريا، باتت الخدمات مربوطة كليًا بأنقرة.

ثم بدأت عمليات تتريك التعليم، وتغيير الهوية.

أ- الخدمات والاقتصاد:

1- العملة المعتمدة في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة هي الليرة التركية المستخدمة في تعاملات البنوك، والتحويلات المالية، وعمليات الشحن، وصرف الرواتب.

2- المديرية العامة للبريد التركي مدت خدماتها إلى تلك المناطق.

3- افتتحت تركيا مستشفيات وأبراجا خلوية وتبني محطات وشبكات كهرباء مرتبطة بالكامل بأنظمتها.

4- لافتتاح شركة هناك، يتعين على السوريين تسجيل شركاتهم في تركيا.

ب- تتريك التعليم:

1- عدلت “الإمبرالية التركية” المناهج في الأراضي السورية المحتلة لتحذف عبارة “الاحتلال العثماني”.

2- فرضت تعلم اللغة التركية إجباريًا في 500 مدرسة تضم مئات آلاف الطلاب.

3- أعادت تسمية المدارس لتحمل أسماء القادة العثمانيين وقتلى الجيش التركي في سوريا.

4- افتتحت +200 مدرسة دينية في المناطق التي تسيطر عليها.

5- أسست فروعًا لجامعة غازي عنتاب في المناطق المحتلة، بخلاف المعاهد العليا، وبينها معهد للغة التركية.

6- دشنت مركز الأناضول الثقافي الذي يروج للثقافة الأناضولية في عفرين وأعزاز.

ج- تغيير الهوية:

1- ترفع الدوائر الحكومية والرسمية العلم التركي فوق مبانيها. وتزين الجدران بصور أردوغان، وفي حين أن أسماء المؤسسات مكتوبة بالتركية والعربية، فإن النسخ التركية بحجم خط أكبر من العربية.

2- أعادت تسمية العديد من المواقع والساحات والحدائق لتحمل أسماء أردوغان والأمة العثمانية.

3- غيرت أسماء المدن والقرى لتصبح من عينة: “سولجوك أوباسي – ظافر أوباسي” كما أعادت استخدام الأسماء العثمانية القديمة للمناطق التي سيطرت عليها.



لماذا كل ذلك؟ ما خطورة تحركات “الإمبريالية التركية” حاليًا؟

وفق منتدى الشرق الأوسط، فالهدف النهائي لاستراتيجية التغيير الديموغرافي هو تحويل المناطق المحتلة في سوريا إلى امتداد طبيعي لجنوب تركيا.. هذا يعني:

1- سيخلق المواطنون الجدد – من العرب السنة والتركمان – توازنًا ديموغرافيًا مع الكرد الذين كانوا المجموعة العرقية المهيمنة في منطقة الحدود بين سوريا وجنوب شرق تركيا.

2- قد تحل أنقرة المشكلات التي أوجدتها بنفسها، عبر كبح التطرف الإسلامي المفترض، مع وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وتوطينهم من جنوب تركيا إلى شمال سوريا.

3- تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن تركيا قد تفكر في توطين المغتربين الأتراك من دول آسيا الوسطى، والأويغور الصينيين، واللاجئين الأفغان في تركيا وباكستان، وربما المواطنين الأتراك في شمال سوريا.

3- المنطقة المشكلة حديثًا في شمال سوريا ستذوب في تركيا عاجلًا أم آجلًا، إما بقوة الأمر الواقع، أو عبر تفاهمات، أو بالوصول إلى مرحلة “تقرير المصير” حيث سيكون لمئات الآلاف من المجنسين الجدد حق التصويت، ليختاروا أن يصبحوا جزءًا من تركيا.

رؤوف بيكر، الباحث في شؤون أوروبا والشرق الأوسط، يقول إن السؤال لم يعد ما إذا كانت الدولة التركية تسعى لضم شمال سوريا أم لا، بل متى.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الإمبريالية التركية: متى ستضم تركيا شمال سوريا؟ (منتدى الشرق الأوسط)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك