تركيا تعود لأحضان إسرائيل.. تطور سياسي كبير في شرق المتوسط لا تعطيه الميديا حقه | ترجمة في دقائق

تركيا تعود لأحضان إسرائيل.. تطور سياسي كبير في شرق المتوسط لا تعطيه الميديا حقه | ترجمة في دقائق

14 Aug 2021
إسرائيل تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن تحليل لاري لوكسنر في تايمز أوف إسرائيل: بينما تعيد إسرائيل وتركيا إصلاح العلاقات.. يدرس الدبلوماسيون الفرص


بينما تهدد إيران مصالح الغرب في الخليج، ويتأرجح الاقتصاد اللبناني على حافة الانهيار، ويقتل كورونا الآلاف يوميًا في أنحاء الشرق الأوسط، تتجاهل الميديا تطورًا جيوسياسيًا رئيسيًا في المنطقة: تركيا تعود تدريجيًا إلى أحضان إسرائيل.

تطور ركزت مديرة مكتب المجلس الأطلسي في إسطنبول دفني أرسلان على دقة توقيته؛ إذ تستعيد تركيا، حليف الناتو الرئيسي في الشرق الأوسط، وإسرائيل، أقرب شركاء واشنطن، علاقتهما الجيدة، بينما تنسحب الولايات المتحدة من المنطقة تدريجيًا.

تطور يمكن أن يفتح فرصًا هائلة في مجالات الطاقة والتجارة وحتى الدفاع، كما تقول لجنة الخبراء التي اجتمعت في 4 أغسطس من خلال المجلس الأطلسي.

توتر لسنوات.. ثم عودة مفاجئة

ليس سرًا أن العلاقات بين تركيا – إسرائيل متوترة منذ سنوات. تحديدًا، منذ حادثة سفينة مرمرة 2010 – حيث حاولت القوات البحرية الإسرائيلية منع أسطول سفن كان متجهًا إلى قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك، لتدرج العلاقات في مسار هبوطي، عززه الخطاب المعادي “البغيض” من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

مؤخرًا، خلال حرب إسرائيل التي استمرت 11 يومًا مع حماس في غزة، قال إنه “يجب تعليم إسرائيل درسًا”، كما اتهم إدارة جو بايدن بأنها “تكتب التاريخ ويداك ملطخة بالدماء” بسبب استمرار تمويلها للجيش الإسرائيلي.

رغم ذلك، كانت المكالمة الهاتفية المفاجئة في 12 يوليو بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ، مؤشرًا واضحًا على أن العلاقات الثنائية تسير نحو التحسن.

ميثات ريندي، سفير تركيا السابق في قطر والرئيس السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يشير بوضوح إلى إعادة صياغة  مشهد جيوسياسي جديد في الشرق الأوسط عبر إعادة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، بينما تشهد المنطقة إدارة أمريكية جديدة، وحكومة إسرائيلية جديدة، ورئيس إيراني جديد، وصين صاعدة بكل تحدياتها، وروسيا أكثر حزمًا، واتفاقات أبراهام التي شهدت احتضان دولًا عربية لإسرائيل. كل هذا مع تفاقم جائحة كورونا، والتغير المناخي وآثاره المدمرة.

ملخص من فاينانشال تايمز.. كيف يستغل أردوغان ملف فلسطين؟ | س/ج في دقائق

ما للسياسة للسياسة.. وما للاقتصاد للاقتصاد

جوناثان فيرزيجر، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي في القدس، يقول إن العلاقات التركية الإسرائيلية تقلبت على نطاق واسع خلال الثلاثين عامًا الأخيرة.

في منتصف التسعينيات، كانت العلاقات تزدهر، وكان الإسرائيليون يغمرون جنوب تركيا مع لافتات عبرية في الشوارع ترحب بوجودهم.

لاحقًا، في 2007، كان من الواضح أن شيئًا ما يتغير، لتكون أزمة مرمرة مسمارًا في نعش العلاقات التركية الإسرائيلية بعدما ركز خطاب أردوغان على اكتساب الشعبية في قطاع غزة الفقير، عبر تحويل الأموال والمعلومات إلى حماس.

لكن، ووسط كل ذلك، كانت الخطوط الجوية التركية الناقل الأجنبي الأكثر ارتباطًا بمطار بن غوريون في تل أبيب، وكان الإسرائيليون بين الأجانب القلائل المسموح لهم بالسفر إلى تركيا دون تأشيرات أو رسوم دخول.

أما العلاقات التجارية التركية الإسرائيلية في السنوات الـ 12 الماضية، فتضاعفت من 3.4 مليار دولار في 2008 إلى 6.8 مليار دولار في 2020.

ولا تزال ذكريات الأوقات السعيدة في العلاقات التركية الإسرائيلية حاضرة. لذا، كانت المكالمة بين هرتسوغ وأردوغان – رغم أن منصب الرئاسة في إسرائيل شرفي – بمثابة تدشين رقعة شطرنج جديدة، يتبعها تحول لن يستغرق الكثير حتى يكتمل.

“لدينا تحالفات أهم” | لماذا إسرائيل مترددة في قبول عرض أردوغان للصلح؟| س/ج في دقائق

إعادة رسم خريطة شرق المتوسط

حاليًا، ربما هناك فجوة ثقة في العلاقات التركية الإسرائيلية.

لكن الأمر لا يحتاج إلا توقف التصريحات المعادية في الميديا، وإنشاء مجموعات عمل متخصصة ووضع جدول أعمال يتجاوز بهدوء نقاط اختلاف وجهات النظر في ما يتعلق بالفلسطينيين وسوريا والأكراد وبعض القضايا الإقليمية الأخرى، ويركز على المصالح المشتركة التي حققتها العلاقات التركية الإسرائيلية لعقود، في التجارة والسياحة والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المياه والدفاع.

هنا، قد يصبح مجال الطاقة الأهم في طريق استعادة العلاقات؛ باعتبار أن أفضل خيار للغاز الطبيعي الإسرائيلي هو السوق التركية.

وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس كشف في 2021 إن بلاده ستتعاون مع تركيا في خط أنابيب غاز شرق المتوسط ​​(إيست ميد)، الذي يمتد من إسرائيل إلى اليونان ثم إلى إيطاليا بطول 1900 كيلومتر، ليصبح عند اكتماله خلال خمس سنوات، الأطول والأعمق في العالم.

بريندا شافير، الزميلة غير المقيمة في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، تعتبر أن فرصة ستكون سانحة في 2025 أو 2026، عندما تنتهي معظم عقود الغاز التركية مع روسيا وإيران، لتقليل تلك الواردات واستبدال غاز شرق المتوسط بها.

بالمقابل، يمكن أن تساعد تركيا الفلسطينيين في استغلال حقل محتمل على بعد 36 كيلومترًا قبالة غزة، ويحتي 3 مليارات متر مكعب من الغاز.

شافير تقول إن هذا يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة لقطاع غزة الذي يستورد كل طاقته من إسرائيل. تضيف أن الحقل ليس كبيرًا بما يكفي لجذب الشركات الأجنبية، ولكن إذا أرادت تركيا أن تلعب دورًا رئيسيًا تدعمه إسرائيل، فسيكون تطوير حقل الغاز البحري في غزة.

في البدء كانت المصلحة | كيف فتح أردوغان أبواب العرب أمام إسرائيل؟ ولماذا تعثر؟ | الحكاية في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك