الإمارات والسعودية | بلومبرج: التنافس مسموح.. فض أهم تحالف إقليمي مستحيل | ترجمة في دقائق

الإمارات والسعودية | بلومبرج: التنافس مسموح.. فض أهم تحالف إقليمي مستحيل | ترجمة في دقائق

8 Jul 2021
إيران الإمارات الخليج السعودية الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال بوبي جوش المنشور في بلومبرج: الإمارات والسعودية.. الانفصال صعب


الإمارات والسعودية شريكان في أكثر تحالفات الشرق الأوسط أهمية.

هذا التحالف مر بالفعل بالعديد من النزاعات الإقليمية وضغوط الحرب في الجوار. لكن شراكة الإمارات والسعودية الآن تخضع للاختبار من خلال تحدٍ وجودي أكبر: الاقتصاد.

وبينما ترسم الإمارات والسعودية مساراتهما الاقتصادية لمستقبل ما بعد عصر النفط، ستجدان نفسيهما في تنافس مفتوح.. هذا طبيعي ومتكرر في كثير من الأحيان.

تماسكت ملكيات الشرق الأوسط بينما اهتزت جمهوريات | س/ج في دقائق

طريق مختلف لعصر ما بعد النفط

في خلافهما الأخير، كانت الإمارات والسعودية منفتحتين بشكل غير عادي في انتقاداتهما لبعضهما البعض. يدور الخلاف حول حصص إنتاج النفط في جذوره حول الأولويات الاقتصادية الوطنية.

السعودية “أكبر منتج نفط في العالم” والإمارات “رابع أكبر منتجي أوبك” يدركان جيدًا الاتجاهات العالمية للابتعاد عن الوقود الأحفوري. كلتاهما قلقة بشأن استمرار انخفاض الأسعار على المدى الطويل. وكلتاهما تحاول فصل اقتصادها عن الاعتماد على النفط. لكنهما في مراحل مختلفة جدًا من هذه العملية.

الإماراتيون يتمتعون بالفعل باقتصاد غير نفطي، بعدما استثمروا لعدة عقود في السياحة والنقل وقطاعات أخرى.

يرون الوقت مناسبا تمامًا لجمع عائدات النفط. لهذا أنفقوا المليارات على البنية التحتية النفطية، حتى يتمكنوا من تعظيم الإنتاج وكذلك الإيرادات، باعتبار أن من الأفضل استثمار العائدات في مزيد من جهود تنويع الاقتصاد.

بالمقابل، بدأت السعودية جهود التحرر من سطوة النفط على الاقتصاد متأخرة. أطلقت جهود تنمية القطاعات غير النفطية في الاقتصاد السعودي أبطأ مما فعلت جارتها.

ترى الآن أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتقليل اعتمادها على الاقتصاد النفطي؛ باعتبار أن خططها لتنويع الاقتصاد تعتمد بشكل كبير على استثمارات صندوق الثروة السيادية الوطني “صندوق الاستثمارات العامة” الذي يحتاج بدوره إلى استقرار أسعار النفط وعائداته.

وتعتقد الرياض أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي ترك النفط في الأرض لأطول فترة ممكنة.

لن يكون الاختلاف الوحيد

وفق هذا التباين في المسارات، ظهرت أزمة أوبك الأخيرة.

في هذه الحالة، كان لاختلاف الإمارات والسعودية فيها عواقب عالمية تهدد بتضخم أسعار البنزين في كل مكان.

في أوقات أخرى، ستكون تداعيات تنافسهما الاقتصادي محلية في الغالب، مثل محاولة الرياض إغراء الشركات متعددة الجنسيات بنقل مقراتها إلى السعودية بعيدًا عن دبي وأبو ظبي.

في كل الأحوال، التنافس الاقتصادي بين الإمارات والسعودية سيستمر في التصاعد؛ لأن خطط التنويع الخاصة بهما تحتاج إلى جذب استثمارات ومواهب أجنبية، وكلاهما سلع محدودة. خصوصًا أنهما تتطلعان إلى نفس القطاعات، مثل السياحة والنقل.

في خضم نزاع أوبك، أعلن السعوديون عن خطط لاستثمار 147 مليار دولار في النقل والخدمات اللوجستية لتحويل السعودية إلى مركز طيران عالمي. وسيشمل ذلك إنشاء شركة طيران دولية جديدة، بالإضافة إلى شركة الطيران الحكومية السعودية. لن يمر هذا دون أن يلاحظه أحد في الإمارات، التي لديها مراكز طيران رئيسية في دبي وأبو ظبي، وشركات طيران مثل طيران الإمارات والاتحاد.

قصة مدينتين: التنافس بين دبي ونيوم “قوي لكن إيجابي” على الإمارات والسعودية| س/ج في دقائق

لكن التحالف سيبقى

في ملف النفط، الإمارات والسعودية على دراية تامة بالعوامل الخارجة عن سيطرتهما.. وبعضها يحمل بعدًا اقتصاديًا كذلك: يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حريصة على عقد صفقة مع طهران من شأنها تخفيف القيود على إنتاج النفط الإيراني.

طهران منافس رئيسي في إنتاج النفط والغاز. وصفقة مماثلة قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات قد تزعج حتى الإماراتيين.

هذا الاحتمال حافز لإنهاء مأزق أوبك.

لكن في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الأهمية، سيجد الجانبان دائمًا تسوية حتى عندما لا يكونان متفقين تمامًا.. ولدينا مؤشرات على ذلك:

لم تظهر السعودية أي علامة على الغضب عندما قلصت الإمارات مشاركتها في حملتهم العسكرية المشتركة في اليمن. ولم يقم الإماراتيون بأي احتجاج رسمي عندما أنهى السعوديون حظرهم على قطر.

وفي مواجهة تحديات السياسة الخارجية المزدوجة المتمثلة في التهديد الإيراني المتصاعد للشرق الأوسط وتراجع الولايات المتحدة عن المنطقة، يعلم حكام الإمارات والسعودية أنهم لا يستطيعون السماح لاختلافاتهم بأن تخرج عن السيطرة.

ومع تطور إجماع من الحزبين في واشنطن للسماح للدول العربية بالتوصل إلى تسوية خاصة بها مع طهران، يحتاج الإماراتيون والسعوديون إلى السير معًا.

الشراكة ستبقى لأن الدولتين الخليجيتين لديهما العديد من المصالح المشتركة، لا سيما في مجالات الجغرافيا السياسية والأمن: كلاهما مهدد من إيران ووكلائها. كلاهما يخشى من نفوذ تركيا المتنامي في المنطقة، وكلاهما يواجه الإسلام السياسي الذي ينشره تنظيم الإخوان وتفرعاته. وتربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، صداقة شخصية وثيقة.

سيكون هناك بلا شك العديد من نقاط الاحتكاك هذه في السنوات المقبلة. أما التحالف نفسه، فالدولتان تدركان جيدًا أن فضه صعب للغاية.. يفهمان أنه ليس بمقدورهما إلا أن يكونا أصدقاء.

نفوذ الإمارات المتزايد.. هل تخشاه السعودية أم تستخدمه لدعم أهداف التحالف؟| س/ج في دقائق


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك