نفوذ الإمارات المتزايد.. هل تخشاه السعودية أم تستخدمه لدعم أهداف التحالف؟| س/ج في دقائق

نفوذ الإمارات المتزايد.. هل تخشاه السعودية أم تستخدمه لدعم أهداف التحالف؟| س/ج في دقائق

27 Jun 2021
الإمارات السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نفوذ الإمارات يتزايد. تظهر كقوة إقليمة صاعدة بقوة. تبني نهجها الإقليمي الخاص كصورة مرآة لنموذج انفتاح دبي؛

حيث الإدارة التي تتميز بالكفاءة، والاقتصاد النابض بالحياة، والتركيز على التسامح الديني، بديلًا لنموذج الثورة السائد في المنطقة.

ترى التحدي الأكبر في الإسلامجية. تشارك السعودية القلق من إيران. لكن ترتيب الأولويات مختلف.

رغم اختلاف طريقة التعاطي، كانت السعودية ومصر سعيدتين بأن تسمحا للإمارات بحمل أدوار إقليمية خاصة ضمن تقسيم الأدوار بين دول التحالف.

الآن، قطع نفوذ الإمارات خطوته الأكبر عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والذي سلط الضوء عليها كقوة صاعدة.

س/ج في دقائق


كيف ومتى تصاعد نفوذ الإمارات؟ 

بحسب بي بي سي، كان مايو 1999 أول مؤشر على طموح زيادة نفوذ الإمارات عندما أقامت جمعية الهلال الأحمر الإماراتي مخيمًا للاجئي كوسوفوا، مع مجموعة كاملة من الطهاة والجزارين ومهندسي الاتصالات وإمام وفرقة من القوات المسلحة.

مخيم اللاجئين الإماراتي في كوسوفو

مخيم اللاجئين الإماراتي في كوسوفو

هناك، أجرت بي بي سي الحوار الإعلامي الأول مع الرجل الذي سيصبح لاحقًا القوة الدافعة في رسم نفوذ الإمارات. كان محمد بن زايد، خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية.

قال حينها إن الإمارات دخلت في شراكة استراتيجية مع فرنسا. كجزء من صفقة لشراء 400 دبابة لوكلير. حينها، تبنى الفرنسيون لواءًا من القوات الإماراتية، قبل الانتشار إلى جانبهم في كوسوفو، على بعد أكثر من 3,200 كم من أبوظبي، في خطوة تصفها بي بي سي بـ “الجريئة” لدولة لم تحصل على استقلالها إلا قبل أقل من 30 عامًا من ذلك التاريخ،

لتوضح أن طموحات نفوذ الإمارات كانت أبعد من شواطئ الخليج؛ إذ أصبحت أول دولة عربية حديثة تنشر جيشها في أوروبا لدعم الناتو.


لماذا تعتبر بي بي سي تجربة أفغانستان تحديدًا معيارًا للقياس؟

بعد كوسوفو، جاء دور أفغانستان، فنشرت الإمارات قواتها لـ “العمل بهدوء” إلى جانب الناتو بعد وقت قصير من سقوط طالبان، في خطوة أقرها ولي عهد أبوظبي الحالي محمد بن زايد.

الإمارات كانت مختلفة عن بقية قوات الناتو، بحسب بي بي سي؛ لأن قواتها قاتلت بجانب بريطانيا في المعارك العنيفة، لكنها على جانب آخر، اعتادت التنقل إلى القرى الأفغانية النائية والفقيرة، لتوزيع المصاحف والحلوى، ثم الاجتماع بشيوخ تلك المناطق للاستفسار عما ينقصهم: مساجد، مدارس، آبار مياه. لتقدم الأموال اللازمة، ثم تعرض المشروعات في مناقصات محلية ليستفيد السكان المحليون بالتبعية.

تقول بي بي سي إن “بصمة الإماراتيين كانت صغيرة، لكن أينما ذهبوا استخدموا المال والدين للحد من الشكوك المحلية الواسعة الانتشار الناتجة عن قسوة قوات الناتو في كثير من الأحيان”.

وهناك، أطلق وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، جيم ماتيس، على الإمارات اسم “سبرطة الصغيرة”، في إشارة إلى الدولة الصغيرة التي يتجاوز وزنها مساحتها بكثير.

قوات إماراتية في أفغانستان

قوات إماراتية في أفغانستان


كيف تعزز نفوذ الإمارات الإقليمي؟

يقول محللون إن نفوذ الإمارات في الشرق الأوسط وخارجه كان واضحًا منذ حوالي عقد من الزمن، لكن الاستعدادات له استمرت لفترة أطول.

ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد منح دولته الصغيرة النفوذ بـ “القوة الناعمة”؛ مستخدًما دبي، مركز الأعمال في المنطقة، وشركاتها، مثل “موانئ دبي العالمية”، عملاق الشحن.

بالإضافة، منح جيش الإمارات الصغير لكن المتطور ميزة إضافية، كما كانت الأموال والميديا سلاحًا مهمًا.

كذلك، بدأت الإمارات في 2020 تشغيل محطة للطاقة النووية، وأطلقت مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، لتصبح أول دولة عربية تفعل الأمرين.

وفوق كل هذا تحركها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والذي سلط الضوء عليها كقوة صاعدة.

ستنافس الإمارات على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة من 2022 إلى 2023. في خطوة تقول زميلة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية سينزيا بيانكو إنها “تعزز حقيقة أنهم طموحون ومؤثرون”. واستعدادًا لذلك، تتوقع من الإمارات أن تكون “استباقية للغاية” لأنها تريد إظهار المكان الذي باتت تشغله في ميزان القوى.

ليس كامب ديفيد | ماذا يميز اتفاق إسرائيل والإمارات عن معاهدات مصر والأردن؟ | س/ج في دقائق


كيف توزعت المهام الإقليمية بين الإمارات والسعودية ومصر؟

الإمارات قد يكون لديها المزيد من التسامح الديني، وإن لم يكن التسامح السياسي. يراها سياسيو الغرب ليبرالية لوجود المزيد من النساء في حكومتها. استطاعت منذ 2011 خلق صورة إيجابية تجنبها الانتقاد كثيرًا.

ذلك، بجسب جين كينينمونت، مديرة قياس التأثير في شبكة القيادة الأوروبية، تشهد الإمارات تدقيقًا أقل في الغرب مقارنة بالقوى الإقليمية الأخرى، مثل مصر والسعودية.

هذه الطبيعة منحت نفوذ الإمارات دورًا أكثر فاعلية مع الدبلوماسية والعلاقات العامة؛ باعتبارها الأكثر قدرة على نقل صورة إيجابية عن دول التحالف عالميًا.


هل هناك خلاف بين الإمارات وشركاء التحالف؟

منذ 2011، ظهر اختلاف ترتيب الأولوليات. السعودية مثلًا ركزت جهودها على مواجهة إيران، بينما كان الإسلامجية الشاغل الرئيسي للإمارات.. اليمن مثلًا كان مؤشرًا على اختلاف الأولويات.

الإمارات كذلك كانت أول من اعترف بفشل جهود الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، وأعادت فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر 2018 رغم مخاوف الحلفاء.

تنظر السعودية إلى إيران كتهديد وجودي، الإمارات أيضًا تشاركها المخاوف بشأن إيران. لكنها تتخذ خطًا أكثر ليونة، حيث تقوم الشركات المرتبطة بإيران وحلفائها بأعمال تجارية في دبي.

الإمارات عمومًا تملك نهجًا مختلفًا في التعامل مع المنطقة، حيث تهدف في المقام الأول نشر “نموذج دبي” في الانفتاح – كفاءة الإدارة، والاقتصاد النابض بالحياة، والتركيز على التسامح الديني – عبر الشرق الأوسط، في مقابل النموذج والخطاب الثوريين المنتشرين في المنطقة.

ولذلك فإن أساس الكثير من سياستها الإقليمية هو تدعيم الحكام الذين يرغبوا في التحديث والمناهضين للإسلاميين، لتحقيق هدف الإمارات وهو التطور وليس الثورة كنهج لتحقيق النهضة الإقليمية.

قصة مدينتين: التنافس بين دبي ونيوم “قوي لكن إيجابي” على الإمارات والسعودية| س/ج في دقائق


نفوذ الإمارات: خروج عن الخط أم تنسيق أدوار؟

تقول الإيكونوميست أنه منذ 2017 وصعود الأمير محمد بن سلمان في السعودية، وإعلانه انشغاله بالتغيرات الاجتماعي والاقتصادية في الداخل، بخلاف انشغال القاهرة بقضاياها الخاصة، أصبح على الإمارات أن تتحمل مسؤولية أكبر في الشرق الأوسط، وأن الحلفاء الإقليميين كانوا سعداء بالسماح بذلك.

تقول وكالة الأنباء الألمانية إن الصعود الإماراتي كان مرتبطًا بعلاقتها بالسعودية، وبني على سياسات تخدم البلدين معًا.

ترى، أن الاثنين يرىان في بعضهما البعض دعمًا كبيرًا لتطلعاتهما. وحتى رغم اختلاف وجهات النظر في بعض الملفات، فقد وجدا دائمًا طرقًا للتعايش واستمرار التحالف.


هل هناك مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟

من محمد بن سلمان إلى محمد بن زايد.. التأثير الإماراتي المتزايد قد يكون نعمة للرياض (وكالة الأنباء الألمانية)

القوي الصامت.. الإمارات تصبح قوة في الشرق الأوسط (الإيكونوميست)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك