ذا إنترسبت: لا تنزع سلاحك أبدًا مهما أغراك الغرب.. حتى اسألوا أوكرانيا والقذافي | ترجمة في دقائق

ذا إنترسبت: لا تنزع سلاحك أبدًا مهما أغراك الغرب.. حتى اسألوا أوكرانيا والقذافي | ترجمة في دقائق

10 Mar 2022
أوكرانيا إيران ليبيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال مرتضى حسين في ذا انترسبت.


في عالم مليء بالأسلحة القادرة على إنهاء الحضارة الإنسانية، يعد حظر الانتشار النووي بحد ذاته هدفًا جديرًا بالاهتمام من الناحية الأخلاقية بل وحتى هدفًا ضروريًا.

لكن تجارب الدول التي نزعت سلاحها بالفعل مقابل ضمانات غربية، يوصل إلى استنتاج يخالف ذلك.

مأساة الخيانة في أوكرانيا

لا يمكن التقليل من خيانة الغرب لأوكرانيا على وجه الخصوص.

أوكرانيا – يوم كانت تحت الحكم السوفييتي – كانت موطنًا لآلاف الأسلحة النووية.

تفكك الاتحاد، وتحولت تلك الأسلحة إلى ملكية أوكرانيا بعد الاستقلال في نهاية الحرب الباردة. لتصبح ثالث أكبر ترسانة نووية على وجه الأرض.

قررت أوكرانيا التخلي عن كل تلك الأسلحة، فيما صوره الغرب حينها بأنها وسيلة لضمان أمن أوكرانيا مستقبلًا!

كيف؟ بتوقيع الغرب اتفاقيات لضمان أمن أوكرانيا إن تعرضت لطارئ!

في 1994، وقعت حكومة كييف مذكرة الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية العالمية، لتتخلى رسميًا عن وضعها كدولة نووية.

نص الاتفاق على أنه مقابل هذه الخطوة، فإن “الاتحاد الروسي والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية يعيدون تأكيد التزامهم بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أوكرانيا الإقليمية أو استقلالها السياسي”.

لكن سيادة أوكرانيا لم تحترم أبدًا، حتى من الضامنين أنفسهم!

 روسيا “أحد الموقعين” ضمت أراضي شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، ثم اعترفت باستقلال الأقاليم الانفصالية الموالية لها. أما بقية الموقعين، فلم يتدخلوا بجدية أبدًا لتطبيق الوعد

وهنا، اتضح كم كان قرار التخلي عن السلاح سيئًا، حيث أكدت المأساة الحالية أن الدول التي تضحي بردعها النووي مقابل وعود دولية تكتب نهايتها.

وزير الدفاع الأوكراني السابق أندري زاهورودنيوك، قال: “تخلينا عن القدرة النووية مقابل لا شيء”.

التهديد النووي الروسي | هل تندلع حرب نووية تقتل 6 مليارات شخص؟ | س/ج في دقائق

خطأ القذافي

الأوكرانيون ليسوا وحدهم الذين شعروا بالأسف للتخلي عن أسلحتهم النووية.

في 2003، أصدر الزعيم الليبي معمر القذافي إعلانًا مفاجئًا بتخلي بلاده عن برنامجها النووي وأسلحتها الكيماوية مقابل التطبيع مع الغرب.

كتبت الصحفية الأمريكية جوديث ميللر بعد بضع سنوات من القرار: “ليبيا واحدة من الدول القليلة التي تخلت طواعية عن برامج أسلحة الدمار الشامل. البيت الأبيض اختارها لتكون نموذجًا لدول المنطقة التي يطلب منها الغرب التخلي عن النووي”.

وقعت ليبيا على بروتوكول إضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية يسمح بمراقبة دولية مكثفة للاحتياطيات النووية، وفي مقابل ذلك رفعت العقوبات المفروضة على البلاد وأعيد تأسيس العلاقات بين واشنطن وطرابلس، التي قطعت خلال الحرب الباردة.

أمضى القذافي وعائلته بضع سنوات في بناء علاقات مع النخب الغربية، وبدا أن كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة للزعيم الليبي.

ثم جاءت انتفاضات 2011. ووجد القذافي أن نفس قادة العالم الذين أصبحوا ظاهريًا شركاء اقتصاديين وحلفاء دبلوماسيين يقدمون فجأة مساعدة عسكرية حاسمة لمعارضته – حتى أنهم قتلوه!

النقيض: إيران – كوريا الشمالية –  باكستان

حتى الآن، لم تواجه أي دولة مسلحة نوويًا غزوًا واسع النطاق من قبل قوة أجنبية، بغض النظر عن أفعالها.

هناك إيران التي تعرضت لعقوبات دولية ساحقة دمرت اقتصادها وتعرضت لحملة اغتيال استهدفت قيادتها العسكرية العليا. لكنها بقيت آمنة من الغزو.

كما تمكنت كوريا الشمالية من الحفاظ على نظامها السياسي المحكم لعقود، رغم التوترات مع المجتمع الدولي، حتى أن المسؤولين الكوريين الشماليين استشهدوا بمثال ليبيا في مناقشة أسلحتهم.

لكن التناقض الصارخ يظهر في باكستان، التي طورت أسلحة نووية منذ عقود في تحدٍ للولايات المتحدة، لكن على الرغم من تعرضها لانتقادات في ذلك الوقت للمساهمة في الانتشار النووي ومواجهة عقوبات دورية، تمكنت باكستان من حماية نفسها عن الهجوم من قبل الولايات المتحدة على الرغم من العديد من الاستفزازات الصارخة في العقود التي تلت ذلك.

اليوم باكستان شريك أمني للولايات المتحدة، وتلقت مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية على مدى العقود العديدة الماضية.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك