جانب من أسباب فشل استطلاعات الرأي في 2016 كان يعود إلى تجاهل هامش الخطأ، وتزويد أجهزة الكمبيوتر ببيانات غير دقيقة بما يكفي أنتجت من خلالها خوارزميات التنبؤ التي توقعت فوز كلينتون، بينها مثلًا تقليص احتمالات تراجع الناخبين عن تأييدهم لمرشح بعينه، وتعميم هوامش الخطأ أو احتمالات التراجع في ولايات حرجة، لكن أخطاء أخرى كانت تتعلق مباشرة بأعضاء حزب الكنبة.
بعض الاستطلاعات فشلت في الاتصال بالناخبين البيض الأقل تعليمًا (كتلة تصوت غالبًا لترامب)، كما رفض بعض أنصار ترامب الإعلان عن مرشحهم في الاستطلاعات.
خوارزميات التنبؤ فشلت كذلك في تحديد العدد الحقيقي للناخبين الذين لم يقرروا بعد، حيث أظهر عديدون حيادهم حتى يوم الانتخاب ثم دعموا ترامب. تجاهلت كذلك احتمالات زيادة معدلات التصويت في المقاطعات الريفية الأكثر ميلًا للجمهوريين عما تفترضه الاستطلاعات، مما جعل قاعدة ترامب تبدو أصغر مما كانت عليه في الواقع. لينتصر ترامب بدعم حزب الكنبة في النهاية.
الآن، وبعد أربع سنوات، يصدر خبراء التنبؤ تنبؤات مبكرة حول نتيجة الانتخابات الأمريكية 2020 ربما تتجاهل تلك العوامل مجددًا. لكن بعض المؤشرات لا يمكن تجاهلها.
خبير استطلاعات الرأي جيف هورويت – ديمقراط – يقول إن نسبة الـ 13% الذين لم يحسموا قرارهم في استطلاع وول ستريت جورنال وإن بي سي نيوز تستحق المتابعة.
من بين من لم يحسموا قرارهم، 17% يفضلون ترامب مبدئيًا، مقابل 14% يفضلون بايدن مبدئيًا، بينما لم يحدد 53% أي قرار بعد. لكن أعضاء حزب الكنبة يفضلون الكونجرس بأغلبية جمهوري بدلًا من وضعه الحالي بمجلس نواب يهيمن عليه الديمقراط.
يقول موراي إن اليسار الأمريكي منح ترامب فرصة ضخمة من خلال رد الفعل العنيف على مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد؛ إذ لم يدم التعبير المشروع عن الغضب الذي أعقب عملية القتل في ولاية مينيسوتا طويلاً قبل أن تبدأ العناصر الأكثر جنونًا في الظهور. في غضون أيام، لينزلق السرد من “كانت هذه تصرفات شنيعة من قبل رجال شرطة معينين” إلى أن “الشرطة الأمريكية لديها مشكلة في مجملها”.
ومع ارتفاع معدل القتل في شيكاجو، تتضاعفت جرائم الأسلحة النارية في نيويورك أسبوعيًا، بينما تتواصل أعمال النهب وانعدام القانون الأخرى في المدن في جميع أنحاء البلاد، ليمنح اليسار الجمهور الأمريكي تجربة حية لما سيكون عليه المجتمع إذا غابت الشرطة.
وبالمثل، اختار اليسار أن يركض إلى أبعد مدى وبأسرع ما يمكن في تفسيره للتاريخ الأمريكي. في غضون أيام، انتقلت الحركة المناهضة للعنصرية من الاعتداء على تماثيل الكونفدرالية إلى الاعتداء على تماثيل كريستوفر كولومبوس. ثم الآباء المؤسسين.
ترامب استغل هذه الفرصة، وفي خطاب 4 يوليو، أعرب عن اعتزازه بأمريكا، وإيمانه بالقانون والنظام، واحترامه للجيش الأمريكي وإنفاذ القانون. في كل مرة يفعل ترامب ذلك يصبح اليسار أكثر جنونًا في ادعاءاته. وهو ما يفيد ترامب، بحسب موراي.
هل يعزز مقتل جورج فلويد فرص بقاء ترامب في الرئاسة الأمريكية؟ | س/ج في دقائق
عندما يتحرك مؤشر ستاندرد آند بورز إلى أعلى في الأشهر الثلاثة السابقة للانتخابات (بدءًا من أغسطس)، يفوز حزب الرئيس الحالي دائمًا بالسباق إلى البيت الأبيض. عندما ينخفض المؤشر خلال نفس المدة، عادة ما يخسر.
توقع عدد قليل جدًا من الناس أن يفوز ترامب على كلينتون في 2016، لكن مراقبة الحركة في سوق الأسهم الأمريكي رصدت سلسلة من الخسائر في الجزء الأخير من السباق. ساهم ذلك في انخفاض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.3% على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة. مما كشف أن حزب الديمقراط سيخسر الانتخابات.
كانت الانتخابات الأسهل للتنبؤ هي فوز باراك أوباما الأول في 2008. وقد جاء في أعقاب الانهيار المالي الكبير لعام 2008. وانخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة هائلة بلغت 24.8% في الأشهر الثلاثة التي سبقت يوم الاقتراع، وكما كان متوقعًا في السوق، تعرض جون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري، لهزيمة فادحة.
الدولة العميقة ضد ترامب في الولايات المتحدة.. الأكذوبة الحقيقية | محمد زكي الشيمي
لا تصدقوا الإجماع الساحق بأن دونالد ترامب سيخسر (التلجراف)
13 % من الناخبين لم يحددوا موقفهم من ترامب وبايدن (وول ستريت جورنال)
أخطأ المستطلعون في انتخابات 2016.. ماذا الآن؟ (إم آي تي تكنولوجي ريفيو)
هل تريد أن تعرف من سيفوز في الانتخابات الأمريكية؟ انظر إلى سوق الأسهم (التايمز)