القصة في دقيقة:
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منح 3 مقاعد شاغرة في المحكمة العليا الأمريكية إلى قضاة محافظين خلال ولايته المنتتهية. هذا غير توازن القوى في المحكمة التي تتولى الفصل في قضايا مصيرية متعددة.
بعد وصولهم للسلطة، فكر الديمقراط في إعادة إمالة الكفة لصالحهم. لكن عضوية المحكمة لا تسقط إلا بالوفاة. هنا ظهرت فكرة توسيع عضوية المحكمة وتعيين الأعضاء الجدد فقط من القضاة التقدميين والليبراليين.
الرئيس جو بايدن قال سابقًا إنه “ليس من المعجبين” بتوسيع المحكمة العليا. لكنه لم يستبعد الخطوة خلال حملته الانتخابية، ومؤخرًا شكل لجنة لدراسة وضع المحكمة.
لجنة بايدن تدرس مقترحات تقدمية إلى حد ما، لكن من غير المرجح أن يدعم عدد كافٍ من الديمقراط في الكابيتول توسيع المحكمة العليا بشكل كبير.
س/ج في دقائق
ماذا يعني توسيع المحكمة العليا الأمريكية؟
المحكمة العليا هى أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة، ولها حق الفصل في القضايا المثيرة للجدل في الصراع المفتوح بين المحافظين والليبراليين، والنزاع بين الولايات والحكومة الفيدرالية.
أعضاء المحكمة تسعة. وعضويتها لا تسقط إلا بوفاة العضو أو قراره الشخصي بالتقاعد.
ترامب حصل على فرصة نادرة لتعيين قضاة جدد في المحكمة العليا بوفاة 3 من أعضائها، لتميل إلى المحافظين بشكل غير مسبوق (6-3).
لتغيير الواقع، يحاول اليسار توسيع عضوية المحكمة العليا بضم 4 أعضاء جدد من القضاة التقدميين والليبراليين؛ ما يعني تحويل مسار الأغلبية.
هل يحكم اليسار أمريكا؟ معركة بايدن الحقيقية تبدأ بوصوله للبيت الأبيض | س/ج في دقائق
متى ظهرت الفكرة؟
ظهرت فكرة توسيع المحكمة العليا خلال الحملة الانتخابية 2020، عبر مرشحين ديمقراط مثل كامالا هاريس، نائب الرئيس الآن، وبيت بوتيجيج، وزير النقل الآن، مما يشير إلى الانفتاح على زيادة عدد قضاة بالمحكمة.
أعاد جناح اليسار في حزب الديمقراط طرح الفكرة بعد السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب، عبر تشريع من شأنه أن يضيف أربعة مقاعد إلى المحكمة.
النائب موندير جونز، أحد مقدمي مشروع القانون، غرد على تويتر: “ديمقراطيتنا تتعرض لهجوم، والمحكمة العليا تتعامل مع أشد الضربات.. ولإعادة السلطة إلى الشعب، يجب توسيع المحكمة العليا”.
موت روث بادر جينسبيرج.. معركة جديدة تشتعل قبيل الانتخابات الأمريكية 2020| س/ج في دقائق
كيف يتعامل بايدن مع مشروع القانون؟
بايدن “السيناتور” قال إنه “ليس من المعجبين” بتوسيع المحكمة العليا.
بايدن “المرشح الرئاسي” لم يستبعد توسيع المحكمة.
بايدن “الرئيس” أصدر أمرًا تنفيذيًا بإنشاء لدراسة وضع المحكمة العليا ودراسة احتمالات توسيعها أو تحديد فترة ولاية للبقاء في المنصب بدلًا من عضويتها مدى الحياة.
اللجنة تضم 36 باحثًا قانونيًا، من القضاة الفيدراليين السابقين والمحامين الممارسين، أغلبهم من اليسار، وهناك تمثيل لبعض المحافظين من منظمات مثل الجمعية الفيدرالية ومعهد أمريكان إنتربرايز.
واشنطن تايمز: لا بايدن ولا هاريس.. من يحكم الولايات المتحدة الآن بحق الجحيم؟ | ترجمة في دقائق
وهل هذا المقترح صحيح دستوريًا؟
لا يحدد الدستور الأمريكي عدد القضاة في المحكمة العليا، مما يمنح الكونجرس سلطة توسيع هيئة المحكمة من خلال التشريع. لكن العدد الإجمالي للقضاة لم يتغير منذ أكثر من 150 عامًا.
ولا يملك الرئيس السلطة التنفيذية لتوسيع المحكمة، لكنه يمتلك السلطة الدستورية لترشيح وتعيين قضاة جدد إذا كان هناك مقعد شاغر أو إذا تحرك الكونجرس لزيادة عدد القضاة.
أولى معارك بايدن | أوباما يستعيد حقه من كلينتون.. و”السكواد” يطلب حكومة يسارية | ترجمة في دقائق
هل يعني ذلك أننا بصدد تغيير أسس المحكمة العليا؟
رغم أن اللجنة تدرس مقترحات يسارية، فمن غير المرجح أن يدعم عدد كافٍ من الديمقراط في الكونجرس توسيع المحكمة العليا بشكل كبير.
مارك غرابر، أستاذ القانون بجامعة ماريلاند يقول إن المشروع “مصمم خصيصًا ليثبت للناخبين اليساريين أن ممثليهم يساريون”.
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت إنها لا تدعم الدفع التشريعي التقدمي لحزم المحكمة. قالت إنها تؤيد لجنة بايدن، وأن توسيع المحكمة العليا فكرة يجب وضعها في الاعتبار، لكنها لا تعرف إن كانت الفكرة جيدة.
كذلك قال رئيس السلطة القضائية في مجلس الشيوخ ديك دوربين إنه لن يدعم الفكرة.
الطلاق الأمريكي العظيم | شعب فوكس نيوز وشعب سي إن إن | س/ج في دقائق
لماذا يرفض قادة ديمقراط الفكرة؟
لتمرير فكرة توسيع المحكمة العليا يحتاج الديمقراط لخوض معركة شاقة وضمان تصويت أغلبية مجلسي النواب والشيوخ.
ومع الهوامش الضئيلة للغاية في المجلسين، ستكون خسارة أصوات ضيئلة كافية لتعطيل المشروع، وهو المتوقع فعلًا في قضية مثيرة للانقسامات الداخلية أصلًا.
بالإضافة، يتخوف بايدن من “الطلاق” الذي قد يسببه قرار مماثل مع الجمهوريين، ما يعني تعطيل التعيينات والمسائل الإجرائية ذات الأولوية، وكذلك المخاطرة بتوحيد كل الجمهوريين في عناد كامل ضد بايدن وحزبه، والإضرار بسمعته بين الناخبين المحافظين المتعدلين.
مع ذلك، يؤكد كين كولمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميشيجان، أن توسيع المحكمة العليا خطة حقيقية لكنها “مؤجلة” لن تخرج للنور سريعًا ما لم تتخذ المحكمة العليا قرارات جديدة لا ترضي الليبراليين.
رحلة الـ 13 عامًا.. كيف تسلل اليسار إلى حزب الديمقراط ؟| س/ج في دقائق
هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟
هل ينجح الديمقراط في تعبئة المحكمة العليا؟ (ناشيونال انترست)