يأتي شهر رمضان محمّلاً بالكثير من الخير للمسلمين، ويرغب الناس في استغلال هذا الشغل بالعبادات المختلفة بما في ذلك الدعاء فهو من العبادات التي وردت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يبحث الناس عن أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم و أدعية قبل الافطار حتى يدعوا بها بصورة ثابتة طوال الشهر، فما صحة هذا الأمر؟ وهل ورد دليل على ذلك بالسنة النبوية؟
تهنئة رسمية بمناسبة رمضان بالاسم | دعاء وتهنئة بشهر رمضان المبارك
على الرغم من أن الدعاء هو من العبادات المستحبة في شهر رمضان، إلا أنه من غير المستحب أن يخصص الناس أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم نظرًا لعدم وجود مثل هذا الأمر في السنة النبوية، حيث لا توجد أدعية مخصصة لشهر رمضان.
وفي العموم فإن شهر رمضان هو شهر العبادات، ومن المستحب أن يكثر الناس في الدعاء خلال ليالي رمضان، سواء بالأدعية المأثورة أو بما يتيسر عليه من الدعاء، وذكر ما يريدون من أدعية قبل الافطار ولكن لا يجب أن يقوم أي حد بسنّ أنواع معينة من الأذكار والأدعية التي لم يسنّها النبي صلى الله وعليه وسلم.
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله أنه كان إذا أفطر يقول: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”، لذلك يُمكن قول هذا الدعاء قبل الإفطار.
وكما هو الحال في أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم فإنه ليس هناك أدعية قبل الافطار أخرى تم ذكرها في السنة النبوية غير الدعاء السابق.
إن أدعية قبل الافطار بشكل عام هي من الأمور المستحبة، فقد أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوة الصائم لا ترد، وذلك في الحديث التالي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : “قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ قَالَ: لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ
قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلا يَمُوتُ لا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.
وبهذا نرى أنه يُمكن للمسلم أن يدعو بما يحب قبل الإفطار، فدعوته بإذن الله تكون مستحابة، لذلك يمكنه أن يسأل الله الجنة وأن يقيه من عذاب النار وغيرها من الأدعية المختلفة المشروعة.
بعد أن تعرفنا على أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم و أدعية قبل الافطار فقد ترغب في معرفة هل يوجد دعاء التهجد برمضان أم لا؟ حيث يُعد التهجد سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال:
“أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا”.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما كان يقوم لأداء صلاة التهجد كان يقول:
“اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ،
وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ – أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ”.
ولا تعد صلاة التهجد فرضًا بل هي أمرٌ تطوعي، ويتم أداؤها من بعد صلاة العشاء والتراويح وحتى نهاية الليل، إلا أن أفضل فترة يمكن أداؤها بها هو الثلث الأخير من الليل أو الفترة التي تسبق الفجر.
ليلة الشك رمضان 2023 في السعودية | ليلة الشك رمضان 2023 وهران الجزائر | حكم صيام ليلة الشك
على الرغم من أنه ليس هناك أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم مخصصة لهذا الشهر ولا يوجد الكثير من أدعية قبل الافطار في السنة، إلا أنه ورد في السنة النبوية العديد من الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها في أي وقت، ومن بينها:
– “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني”.
– “اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَن سواك”.
– “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
– “اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك”.
– “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت”.
– “اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك”.
– “اللهم، إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همّي وغمّي”.
– “اللهمّ أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي الّتي فيها معاشي، وأصلح لي أخرتي الّتي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كلّ خير، واجعل الموت راحة لي من كلّ شرّ”.
– “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهَوِّنُ به علينا مُصِيباتِ الدنيا، ومَتِّعْنا بأسماعنا وبأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث مِنَّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”.
دعاء الزلزال | هل يوجد في السنة النبوية دعاء الكوارث الطبيعية؟ | ماذا تفعل عند حدوث زلزال
يجوز للحائض الدعاء والاستغفار كما تريد وأن تقول ما شائت من الأذكار، بدون الالتزام بـ أدعية شهر رمضان المبارك من اول يوم لاخر يوم مخصوصة كما أوضحنا من قبل، كذلك يمكنها تلاوة القرآن ولكن بدون أن تمس المصحف وذلك تبعًا للرأي الأغلب من العلماء.
وتستطيع الحائض أيضًا أن تذكر الله خلال قيامها بأعمال المنزل، وهي تكون بذلك تشغل لسانها بذكر الله في كل وقت وتقوم بعمل نافع وله أجر كبير، ويجوز لها أن تذكر الله بدون أن ترتدي الحجاب.