أما حزب العمال فقد حقق أسوأ نتيجة له في الانتخابات العامة منذ عام 1935.
في عام 2017 احتفظ حزب العمال بـ 72 من 100 دائرة انتخابية تضم معظم الأسر العاملة، انخفض هذا العدد في الانتخابات الأخيرة لـ53، في حين أن المحافظين زادوا حصتهم من 13 إلى 31 في نفس المناطق.
واستولى المحافظون على المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال مثل سيدجفيلد، والتي كانت ذات يوم مقر رئيس الوزراء السابق توني بلير وكانت في يد حزب العمال منذ عام 1931.
حزب الديمقراطيين الليبراليين زاد حصته من الأصوات عبر المملكة المتحدة، لكنه فشل في ترجمة هذه المكاسب إلى المزيد من المقاعد.
زاد المحافظون من حصتهم في الأصوات في العديد من المناطق التي صوتت للخروج الاتحاد الأوروبي لعام 2016 ففازوا بحوالي ¾ هذه المقاعد. أما حزب العمال فقد خسر مقاعد في مناطق أيدت الخروج، وخسر مقاعد في مناطق أيدت البقاء. وذلك لأنه عبر عن موقف غير واضح من البريكزيت أزعج مؤيدي الخروج ولم يرض مؤيدي البقاء.
في اسكتلندا، أضاف الحزب الوطني الأسكتلندي ١٤ مقعدا جديدا وخسر مقعدا واحدًا فقط (أضاف ١٣ مقعدا لنصيبه في البرلمان البريطاني)، بينما خسر المحافظون سبعة مقاعد وخسر حزب العمال ستة مقاعد.
في ويلز، فاز المحافظون بستة مقاعد وخسر حزب العمل ستة مقاعد، معظمها في الشمال الشرقي، مما وانخفضت حصة حزب العمال من الأصوات إلى 41 ٪ مقابل 49 ٪ عام 2017.
وتركزت قوة العمال في لندن والمناطق المحيطة بالمدن في جنوب ويلز والشمال الشرقي والشمال الغربي وبلغت 32٪، وبشكل عام انخفضت حصة حزب العمال من الأصوات بحوالي ثماني نقاط في الانتخابات العامة لعام 2017، فقدوا 60 مقعدًا عبر بريطانيا وكسبوا مقعدا واحد من المحافظين (في العاصمة لندن).
كما أن الرئيس الأمريكي ترامب اخترق “الجدار الأزرق” للديمقراطيين في عام 2016، فقد حطم جونسون “الجدار الأحمر” لحزب العمال.
هذه النتيجة فوز سياسي لجونسون الذي كان عام 2016 قائد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يصل لمنصب رئيس الوزراء. وعندما وصل وانقسم الساسة إلى فصائل مؤيدة ورافضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان الحل الوحيد لجونسون هو الشعب، فأعلن التحدي حقق الفوز الرابع على التوالي لحزبه، والأول له، في الانتخابات العامة.
هذا الفوز سيمنح جونسون حرية سياسية هائلة ليس فقط لتحديد السياسة الداخلية ولكن أيضًا لإجراء إعادة تشكيل بعيد المدى لعلاقات بريطانيا مع البلدان في جميع أنحاء العالم.
أدت الانتخابات إلى تغيير أنماط التصويت التقليدية. فأصبح لحزب المحافظين قاعدة عريضة لا ترتبط بالتباين الطبقي في إنجلترا، فهي تمتد من العمال في معاقل الثورة الصناعية إلى المستثمرين في الأحياء الغنية في لندن.
كلتا المجموعتين تدعمان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن لأسباب مختلفة، بعضها للحماية من العولمة، والآخرين لبناء صفقات تجارة حرة جديدة.
على النقيض من ذلك، كانت رسالة حزب العمال غير واضحة وليس لها قوام مركزي، فلقد كان لديهم الكثير من الوعود المختلفة للعديد من الطبقات المجتمعية.
الآن، الفوز يمنح لجونسون السلطة على أعضاء البرلمان، الذين قاموا بحملات فاشلة ضد برنامجه المؤيد لبريكسيت.
لا يواجه جونسون الآن أي معارضة جادة لإبرام صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل عيد الميلاد وإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد النهائي المحدد في 31 يناير.
يصر جونسون على أنه سيكمل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة بحلول نهاية عام 2020، وكذلك سيبدأ المفاوضات بشأن الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا التي وعد بها جونسون وترامب.
ومن المقرر أن يجتمع البرلمان البريطاني قريبًا، وبعد فترة وجيزة ستبدأ عملية إقرار اتفاق البريكسيت.
استغل بايدن هزيمة رئيس حزب العمال جيريمي كوربين الساحقة لتحذير الديمقراطيين من ألا يصبحوا يساريين أكثر من اللازم.
قال بايدن: “انظروا إلى ما يحدث عندما يتحرك حزب العمال إلى هذا الحد، إلى اليسار”. “سوف ترى أيضًا أشخاصًا يقولون: يا إلهي، بوريس جونسون، وهو نوع من الاستنساخ الجسدي والعاطفي للرئيس [ترامب] قادر على الفوز “.
وقال بلومبرج: “إن العرض المأساوي لجيرمي كوربين في المملكة المتحدة يعد بمثابة تحذير واضح: نحن بحاجة إلى مرشح ديمقراط يمكنه هزيمة دونالد ترامب”.
واتفق معهما المذيع الأمريكى الشهير جو سكاربورو، أحد منتقدي ترامب، فقال إن اللوم عن انهيار حزب العمل يقع على عاتق جيريمي كوربين واليسار في حزب اليسار.
بريطانيا تنتصر لذاتها – وللعالم – بسحق اليسار | مينا منير
إجابة خطأ يا شعب. هل ينفذ “الديمقراطيون” الأوروبيون إرادة الشعوب دائمًا؟ | تايم لاين في دقائق
لماذا يميل اليسار للعنف؟! مؤشرات خطيرة من واقع بريطانيا | مينا منير
انتخابات بريطانيا | لماذا تدعم جماعة الإخوان جيريمي كوربن بقوة؟ | مينا منير