عندما وقّع لبنان هدنة 1949 مع إسرائيل، اتفقا على حدود توافق الحدود الدولية 1923.
لكن، عندما انسحبت إسرائيل من لبنان عام 2000، أوكلت للأمم المتحدة مهمة رسم الحدود، ليجد رسامو الخرائط صعوبة في تحديد الخط الفاصل بين البلدين استنادا لخط 1923/1949، حيث جرى ترسيم الحدود في 1923 بواسطة أعمدة حجرية متباعدة على نطاق واسع ومتصلة بخطوط برية، دون أي نهر أو تضاريس تصور بوضوح سير الخطوط.
فشل الرسامون في العثور على ترسيم الحدود المحدث لعام 1950، بعدما اختفت المحفوظات من مقري الأمم المتحدة؛ الرئيسي في نيويورك والمحلي في القدس، بينما لم يملك لبنان وإسرائيل أي نسخة أخرى، لتبدأ الخلافات، خصوصًا على الامتدادات الشرقية للخط بالقرب من بلدة المطلة الإسرائيلية.
لو حُسم الأمر لصالح لبنان، لكان من شأنه أن يقسم مستوطنة “مسغاف عام” الإسرائيلية.
قبل الجانبان خطًا قريبًا من خط 1923/1949، فيما يعرف بالخط الأزرق، الذي يمر عبر مناطق يهيمن عليها حزب الله، الذي ظل يقتحم الخط حتى 2006 لخطف جنود إسرائيليين باعتبارهم يحتلون أراضي لبنانية.
امتد الخط الأزرق أيضًا على طول مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. فوجد حزب الله ذريعة لإدامة مكانته كقوة مقاومة، معتبرًا أن جزءًا من الجولان – مزارع شبعا- أرضًا لبنانية محتلة.
الخط الأزرق يفصل بين لبنان وإسرائيل بأكثر من 200 نقطة. بينها 13 نقطة ينازع عليها لبنان.
الأخطر في التخلف عن حل مشكلة ترسيم الحدود البرية، والأهم في سياق هذا التقرير، أنها تسببت في أزمة لدى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، حول تبعية المنطقة التي تظهرها الخريطة التالية:
ويقول لبنان إن المربعين 8 و9 في المياه المتنازع عليها يقعان في منطقته الاقتصادية الخالصة.
1) تشكيل لجنة عسكرية لعقد اجتماعات في جنوب لبنان برعاية أممية ووساطة أمريكية. .
2) التفاوض على الحدود البرية والبحرية معًا.
لم تستكمل المحادثات. واتهمت إسرائيل حزب الله بعرقلتها، ردًا على التوتر في سوريا، ليستمر النزاع البحري حول المنطقة المثلثة من البحر التي تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا.
بجانب حوافز الاقتصاد، من المرجح أن تنظر إسرائيل للاتفاق من وجهة نظر أمنية.
في 2013، أقرت إسرائيل قانونًا يخصص 60% من الغاز للاستخدام المحلي، و40% للتصدير، بعدما قدمت اكتشافات تمار وليفياثان اكتفاءًا ذاتيًا وفائضًا يصمح بالتصدير.
لكن النقل الآمن واستقرار الإنتاج يواجه تحديات، خصوصًا حقل ليفياثان الواقع جزئيًا داخل المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، وإلى أن يحدث اتفاق، ستواجه إسرائيل تهديدات أمنية من حزب الله، بالإضافة إلى التعقيدات التجارية الناشئة عن المخاطر التي ينطوي عليها شراء الغاز من مصادر متنازع عليها.
التطورات الأخيرة في لبنان تسلط الضوء على أزمته الاقتصادية: المتظاهرون يطالبون بالتغيير في بيروت، ومرفأ بيروت ومناطق العاصمة المتضررة تحتاج مليارات لإعادة الإعمار.
ثروة شرق المتوسط قد توفر الإغاثة المطلوبة، لكن دون ترسيم الحدود، سيجد لبنان فرصًا محدودة للغاية للتنقيب، ومن المرجح أن تظل مستبعدة من مكاسب التعاون الإقليمي.
لكن حدوث صفقة قد يخفف ضغط السكان لمعالجة المخاوف الاقتصادية للقطاعين الخاص والعام، ويمكن أن توفر الدفعة اللازمة للحكومة لتخفيف التوترات.
يمكن للفرص الاقتصادية التي تجلبها أنشطة الاستكشاف تحقيق استقرار في لبنان المضطرب. الدخول في صناعة الغاز سيوفر فوائد: اكتساب مصدر جديد ومهم للدخل، والشراكة مع شركات دولية أخرى، وتعزيز العلاقات الثنائية، وتعميق المشاركة في السوق العالمية، وزيادة شرعية الحكومة.
تقول الصحيفة الإسرائيلية إنه لن يحدث سلام بين البلدين طالما بقي حزب الله بقواته وتسليحه، بعدما أعاد تشكيل نفسه من مجرد قوة مقاومة ضد إسرائيل في الثمانينيات والتسعينيات إلى قوة احتلال في جنوب لبنان، ودولة أمر واقع داخل الدولة.
تضيف الصحيفة: “حزب الله يتلقى أوامره من إيران، ما يعني أن السلام مع لبنان مستحيل إلا بقبول النظام الإيراني مبدأ السلام، أو ينهار، أو ينكمش إلى الداخل رافعًا يده عن حزب الله.
بالمقابل، لا تمثل الأحزاب السنية المتحالفة مع الخليج قوة كافية لفرض السلام، بينما يفضل الجنرال عون الاحتفاظ بصفقته مع حزب الله على المضي قدمًا في صفقة سلام مع إسرائيل، فيما يتذكر المسيحيون المعارضون لعون، مثل حزب الكتائب، فرار جيش لبنان الجنوبي، المتحالف مع إسرائيل عام 2000، وهي تجربة مريرة لن يفكروا في سلوكها مرة أخرى.
تانجو حزب الله وإسرائيل| إلى متى تؤجل رقصة الردع حرب لبنان الثالثة؟ | س/ج في دقائق
إسرائيل ولبنان ومفاوضات الغاز الفاشلة (معهد أبحاث السياسة الخارجية)
لماذا لا يصنع لبنان السلام مع إسرائيل في وجود حزب الله؟ (جيرزواليوم بوست)
لبنان وإسرائيلة وتوترات الخط الأزرق (المجلس الأطلسي)
الولايات المتحدة تحاول التوسط في النزاع البحري الإسرائيلي اللبناني لتجنب الصراع (جيرزواليوم بوست)
فهم نزاع الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية (honestreporting)
لبنان يأمل أن تستأنف الولايات المتحدة الوساطة في النزاعات الحدودية مع إسرائيل (جيرزواليوم بوست)
وفد أمريكي إلى لبنان للضغط من أجل حكومة مستقلة (ذا ناشيونال)
مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية في مرحلتها النهائية (جيرزواليوم بوست)
بري: ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في خواتيمها (لبنان 24)
تقدم في محادثات ترسيم الحدود بين اسرائيل ولبنان (جيرزواليوم بوست)
على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تتفاوض الولايات المتحدة وإيران (lobelog)
حزب الله يمنع بدء مفاوضات الحدود البحرية (جيرزواليوم بوست)