استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: ” قوات طالبان تشتبك مع الجيش الإيراني .. حرب لا تريدها إيران” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:
حدثت اشتباكات ضخمة ومتكررة بين قوات طالبان الجيش الإيراني في مايو 2023؛ نتج عنها عدد من القتلى.
لماذا وقعت الاشتباك بين طالبان و الجيش الإيراني ؟
الاشتباكات متكررة لعدة أسباب:
1- تريد طالبان إحياء الخلافة؛ لأنها سنية. بينما تتبع إيران المذهب الشيعي.
2- في الوقت الحالي تحكم طالبان أفغانستان المجاورة لإيران والتي ليست دولة بالمعنى التقليدي وبالتالي وجود أي خلاف قد يتطور لمناوشات حدودية لعدم وجود حسابات سياسية ودبلوماسية تقليدية بطالبان.
وفي مايو 2023 حدث إطلاق نار كثيف أسقط عددا من القتلى، وأعلنت طالبان في تهديدات أن مقاتلي الحركة لديهم القدرة على غزو إيران في 24 ساعة.
ما هي أسباب الخلافات بين طالبان و الجيش الإيراني أصلًا؟
الخلاف على حقوق المياه هي السبب الرئيسي للاشتباك بين قوات طالبان وقوات الجيش الإيراني حيث تتهم إيران طالبان بتعطيل تدفق المياه من نهر هلمند، على الرغم من توقيع معاهدة عام 1973 لضمان حق إيران في المياه.
نصت تلك المعاهدة على سماح أفغانستان بتدفق 22 متر مكعب من المياه في الثانية مع 4 مكعب كل ثانية إضافية بحيث تبلغ حصة إيران السنوية 820 مليون متر مكعب.
حاليًا تؤكد إيران على إن منسوب المياه انخفض وتسبب في أضرار بيئية وزراعية وللسكان في المناطق الشرقية بدرحة كبيرة؛ دفعت ممثل المرشد في سيستان وبلوشستان لمهاجمة الحكومة الايرانية باعتبارها تهدد أمريكا ولا تفعل شيئا حيال أفغانستان.
هل من مصلحة الطرفين الدخول في صراع مفتوح؟
من ناحية طالبان فهي ليست محكومة أو دولة مؤسسات وبالتالي لديها حرية في التعامل دون حساب. لكن من ناحية إيران، تريد تجنب الدخول في أي صراع مفتوح مع طالبان.
السبب في تردد إيران في الدخول في صراع مفتوح، هو أن أفغانستان تمتلك سدين على نهر هلمند. وقبل استيلاء طالبان على الحكم كان أشرف غني رئيس أفغانستان افتتح السد الثاني، وأراد عقد صفقات تبادل المياه مقابل النفط الإيراني.
احتجت إيران على تلك الخطط سابقًا وأرادت الحصول على نصيبها في الماء دون قيود، وعندما وصلت طالبان للحكم أرادت إيران زيارة المنشآت على مجرى النهر لكن رفضت طالبان.
مع ذلك، دائمًا تتخذ إيران أسلوب التهدئة في المواقف الرسمية. مساعد وزير الخارجية الإيراني، سيد رسول موسوي، صرح بإن أي نوع من الحرب مع أفغانستان يمثل خسارة فادحة للشعبين.
بالإضافة إلى أن الجيش الإيراني متورط عسكريًا بالفعل في مناطق متعددة في الشرق الأوسط، وبالتالي ستتحمل طهران أعباء إضافية اقتصاديًا وسياسيًا في حالة فتح جبهة جديدة في أفغانستان.
لكن من ناحية أخرى تُشير بعض الأراء إلى أن إيران ستظل مستمرة في تأمين حصتها المائية؛ بسبب وجود مشكلات نقص المياه ظهرت بالفعل في 2021 عندما خرجت مظاهرات المزارعين، وتقارير الأرصاد الجوية الإيرانية التي أشارت إلى أن 97% من مناطق إيران معرضة لخطر الجفاف آنذاك.
بالفعل ترغب طالبان من إتمام صفقة النفط مع إيران. على الرغم من تصريحات المسؤولون في طالبان بأن أفغانستان قد تواجه خطر جفاف، ومع ذلك مستمرة بالعمل بمعاهدة 1973.
لا نغفل أيضًا عن التوتر بين طالبان وإيران؛ بسبب اللاجئين الأفغان الذين هربوا من أفغانستان واستقروا في إيران منذ سنوات. أشارت الأمم المتحدة إلى أن العدد الرسمي 600 ألف والعدد غير الرسمي قد يصل إلى 3 ملايين، مما يتسبب في الضغط على الموارد الإيرانية.
لذلك خرجت مطالب من بعض النواب الإيرانيين بطرد اللاجئين الأفغان، خاصة بعد إتهام طالبان أنها تستخدم اللاجئين الأفغان في تحريك مظاهرات ضد إيران.