مارتن لوثر كينغ هو أحد الزعماء الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف نتعرف في هذا المقال عن بعض ملامح من حياته الشخصية والسياسية، ونبذه لأشكال التمييز العنصري، وبداية الشرارة التي جعلته يناضل من أجل حقوق السودوتحقيق العدل والمساواة.
اسم الولادة هو مايكل كينغ والشهير بمارتن لوثر كينغ أول زعيم أمريكي من أصل أفريقي وبشرة سوداء.
ولد في الخامس عشر من يناير لعام 1929م، وتم اغتياله في الرابع من شهر أبريل لسنة 1968م.
كان واحد من الزعماء السياسيين الإنسانيين، فكان ينبذ كافة أشكال التمييز العنصري، وكان من المطالبين بالمساواه بين البيض والسود وذلك في عام 1964م.
وبسبب آراءه السياسية في السلام ومحاربة التمييز العنصري، حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان في هذا الوقت أصغر من ينال هذه الجائزة.
فهو واحد من أهم وأبرز الشخصيات المناضلة في سبيل تحقيق الحرية، وحقوق الإنسان.
قام بتأسيس حركة تسمي (الزعامة المسيحية الجنوبية)، والتي كانت تهدف إلى المساواه وإعطاء الأفارقة الأمريكان جميع حقوقهم المدنية، مما تسبب في بغض الكثير من العنصريين له وتم اغتياله جراء قضيته.
الجدير بالذكر أن مارتن لوثر كان يكره العنف ويرفضه بشدة بجميع أشكاله، حتى في حربه على العنصرية، مما جعل القادة السود الحربيين يغضبون منه وقام بتحديه وذلك سنة 1965م.
مارتن لوثر كينج | أقوال مارتن لوثر كينغ عن العنصرية .. وأهم محطات حياته؟
ولد مارتن لوثر كينغ في مدينة أتلانتا في جورجيا، وهي إحدى المدن التي كانت تعج بأبشع وأحقر مظاهر التمييز والتفرقة العنصرية.
عاني مارتن لوثر في طفولته كثيرا بسبب سكان هذه المدينة، وكثيرا ما كان يغلب عليه البكاء بسبب تصرفات أقرانه ممن هم في نفس عمره.
فهو يتعرض للسخرية والتنمر ولا يفهم لماذا، ولم يتوقف الأمر عند الأطفال فقط، بل أمهات هؤلاء الأطفال من البيض كانوا يمنعون أولادهم من اللعب مع مارتن.
ولكن كانت أمه داعمة له في كل هذا، وعلى الرغم من عدم فهم مارتن لمثل هذه التصرفات الشنيعة، إلا إنه دائما ما يتذكر كلام أمه له.
فكانت دائما تقول له أن لا يجعل هذه التصرفات تؤثر عليه سلبا، فهو لا يقل عن أي أحد منهم، ولا ينتقصه شيء.
التحق بالمدرسة الابتدائية وهو في الخامسة من العمر، ومرت سنوات عديدة وفي عام 1935م التحق مارتن لوثر بالمدارس العامة.
ثم التحق بعد ذلك (بمدرسة المعمل) التابعة لجامعة أتلانتا، ثم منها إلى مدرسة (بوكر واشنطن).
وفي عام 1942م التحق بالجامعة، ودرس في كلية (مورهاوس)، والتي كان لها الأثر الكبير على توسيع مدارك مارتن لوثر كينغ، وفهمه للعالم من حوله، والطريقة التي يتعامل بها مع المجتمع والخدمات التي يمكن أن يقدمها له.
تم تعيينه ليعمل كمساعد في إحدى الكنائس عام 1947م وأصبح قس معمداني بكنيسة أبيه.
وفي عام 1948م تخرج من الجامعة في عمر التاسعة عشر، ونال درجة البكالوريوس بالآداب وعلم الاجتماع.
والجدير بالذكر أن مارتن لوثر كان من المتفوقين وكان الأول على الدفعة وذلك في عام 1951م، وتم اختياره كرئيس لاتحاد الطلاب، كما حصل على منحة مجانية في الدراسات العليا.
وقد حصل مارتن على بكالوريوس في علوم اللاهوت وذلك سنة 1951م، وحصل على الدكتوراه في علم اللاهوت في عام 1955م، وقد نال ذلك نال درجة الدكتوراه من جامعة بوسطن في علوم الفلسفة.
على الرغم من الحياة المتدينة المتشددة التي كان يعيشها والد مارتن لوثر كينغ، فهو كان قس متدين وملتزم.
إلا أن مارتن كان محبوب ويلاقي قبول كثير جدا بين فتيات الجامعة، ووقع في قصة حب مع إحدى الفتيات من ذوات البشرة البيضاء.
ولكن هذه العلاقة لم تكتمل وكان يتخللها الكثير من المشاكل بسبب التمييز والتفرقة العنصرية، وقام مارتن بإنهاء هذه العلاقة بصعوبة وذلك في اخر سنة له في المعهد.
وبعد ذلك تعرف على فتاة أخرى من ذوات البشرة السوداء، وذلك خلال عمله للحصول على شهادة الدكتوراه.
وهي مغنية وموسيقية طموحة تدعي (كوريتا سكوت)، تعرف عليها في بوسطن في مدرسة (نيو انغلاند كونسيرفاتوري).
تكللت قصة الحب بالزواج وذلك في شهر يونيو لعام 1953م، وأسفر هذا الزواج عن إنجاب 4 أطفال، وهما يولندا، وطفل آخر يدعى مارتن لوثر كينغ وهو الزعيم الثالث للعائلة، وبرنيس، ودكستر سكوت.
ستان لي.. القصة الحقيقية لـ السوبر هيرو الذي تحدى العنصرية
تعرض مارتن لوثر كينغ لكافة أشكال التمييز العنصري منذ طفولته، ولكن ما أشعل نار الثورة بداخله حادثة سيدة الحافلة.
ففي شهر مارس لسنة 1955م، كانت هناك فتاة من ذوات البرة السوداء تبلغ من العمر خمسة عشر عاما فقط، استقلت إحدى الحافلات بمدينة مونتجومري.
وكان من العادة أن يترك أصحاب البشرة السوداء المقاعد الخاصة بهم في الحافلة لأصحاب البشرة البيضاء، ولكن هذه الفتاة رفضت.
والأبشع في هذا الأمر والمثير للعجب والأشمئزاز أن تصرف الفتاة الطبيعي يعد انتهاك للقانون في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك.
تم إلقاء القبض على هذه الفتاة ودخلت السجن بتهمة انتهاك القانون، وقامت إحدى الفروع المحلية التابعة لجمعية NAACP الوطنية لحقوق الملونيين بالطعن في السياسة الخاصة التي تتبعها الحافلات في مدينة مونتجومري.
ولكن تراجعوا عن هذا خوفا من أن يتم تشويه سمعة السكان السود بسبب أن الفتاة كانت حامل وهي في سن صغير، فخافوا أن يكتشف الأمر وتتضرر سمعتهم ويفقدوا ثقتهم بالمجتمع وتعاطف بعض البيض معهم.
في نفس العام بعد حادثة فتاة الحافلة الأولي، أخذت الجمعية الوطنية فرصة مرة أخرى وذلك في ديسمبر لعام 1955م، بسبب حادثة سيدة الحافلة.
سيدة سوداء البشرة تدعى روزا باركس وتبلغ من العمر 42 عام، بعد يوم كامل من العمل والتعب الشاق وأثناء عودتها إلى المنزل، استقلت إحدى الحافلات في مدينة كليفلاند أفينو.
قامت روزا بالجلوس في إحدى المقاعد الأمامية للحافلة، وبعد وقت قليل وأثناء تحرك الحافلة ركب معهم عدد من الرجال من أصحاب البشرة البيضاء.
فطلب السائق من الراكبين من أصحاب البشرة السوداء والأفارقة أن يتخلوا عن المقاعد الخاصة بهم للبيض.
وقام بعض السود بالتخلي عن مقاعدهم مجبورين على ذلك لا حيلة لهم واضطروا للقبول على مضض.
ولكن روزا باركس رفضت وظلت جالسة على المقعد الخاص بها، وحينما طلب منها سائق الحافلة التخلي عن المقعد رفضت مرة أخرى.
تم القبض عليها بتهمة انتهاك القانون أيضًا وتم حجزها في السجن، وتم الحكم عليها بدفع غرامة مالية ودفع رسوم المحكمة أيضًا.
قام رئيس أحد فروع جمعية NAACP الوطنية أي دي نيكسون بالاجتماع مع مارتن لوثر كينغ وبعض القادة المدافعين عن حقوق الإنسان، والرافضين لقانون الحافلات والعنصرية بالمدينة.
كانت هذه الجمعية تدعو لمقاعة كافة الحافلات بالمدينة، وتم اختيار مارتن لوثر كينغ ليكون زعيم إحدى هذه المقاطعات.
وتم اختياره بسبب حب الناس له وسمعته الطيبة، كما إنه وجه جديد ويستطيع الوصول إلى قلوب الناس بسهولة وإقناعهم، كما أن ليس له أي أعداء.
واستمرت المقاطعة حوالي 382 يوم، وكان هدف مارتن هو الاحتجاج فقط بدون حدوث أي عنف، مما جعل بعض القيادات غاضبون منه.
محمد علي كلاي | محطات في حياة الملاكم محمد علي كلاي وقصة اعتناقه الإسلام
تم اغتيال مارتن لوثر كينغ وكانت جنازته بمدينة أتلانتا في التاسع من أبريل لعام 1968م جماهيرية، فهو أحد الرموز السياسية العظيمة التي ألتف حولها الجميع من السود ومن المنصفين البيض.
ومن الأشخاص الذين حضروا الجنازة زوجة الرئيس الراحل المغتال جون كينيدي، السيدة جاكلين كينيدي.
وحداد على وفاة مارتن لوثر تم تأجيل الافتتاح الخاص ببطولة كرة السلة السنوية بامريكا.
وتم توقيع اتفاقية المساواة بين السود والبيض بعد أسبوع واحد من وفاة مارتن لوثر من قبل الرئيس ليندون جونسون.