احتجاجات إيران تتصاعد | هل ينقضي عهد خامنئي أم ينقلب الأمر بتدخل الحرس الثوري؟

احتجاجات إيران تتصاعد | هل ينقضي عهد خامنئي أم ينقلب الأمر بتدخل الحرس الثوري؟

1 Nov 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق، أو واصل القراءة إن أردت:

احتجاجات الحجاب في إيران تتجه تدريجيًا لتوصيف الربيع الفارسي. ظهر هذا العنوان مؤخرًا في أكثر من صحيفة غربية. لكن هل ينعكس هذا على أرض الواقع فعلًا؟


هل الوضع في إيران يستدعي كل هذه الضجة؟

في الحقيقة هناك الكثير من الأمور تحدث في إيران.

في بداية احتجاجات إيران كان عدد الإيرانيون الرافضون لحكم الملالي في زيادة مستمرة. بالإضافة إلى زيادة فقدان الثقة في القيمة الدينية التي يمثلها الملالي.

فمن المفترض أن يأخذ الوضع صورة الفوران، ثم تسيطر المنظومة الأمنية على الوضع كالعادة. لكن تفاجئ الجميع هذه المرة، وصلت الاحتجاجات لدرجة غير مسبوقة.


كيف اختلفت احتجاجات إيران هذه المرة عن سابقتها؟

زمنيًا: هي أطول فترة احتجاجات من أي مظاهرات سابقة.

جغرافيا: احتجاجات إيران توسعت لكل المدن الكبرى، بجانب الإضرابات في أكثر من مدينة.

عدد الضحايا في تزايد بشكل دوري. وأكدت التقارير أيضًا عن أعداد متزايدة من قتلى قوات الأمن بعضهم باستهداف مباشر.

الرمزيات أيضًا في تزايد، وصلت لاختراق بث التليفزيون الرسمي في وقت طوارئ مثل خطاب المرشد الأعلى واستبداله بأغاني مؤيدة للانتفاضة.

دا غير ظاهرة خلع الحجاب الاحتجاجي التي أصبحت سمة عامة للمظاهرات في إيران.


حسنًا، بخصوص موضوع خلع الحجاب. هل يمكن اعتباره خروج عن الخط الديني الذي يمثله النظام بأكمله؟

في حالة احتجاجات الحجاب في إيران فهو مؤشر للخروج عن الخط الديني. لكن للدقة، ليست كل امرأة تخلع الحجاب حاليًا في إيران رافضاه لذاته.

هنا، يمكن اعتبار الحجاب رمزًا مهمًا جدًا للخروج عن ثورة الخميني .

في تلك النقطة تحديدًا يمكننا أن نرصد تحول الرمزية في إيران بين 1979 و2022. في ثورة الخميني، لعبت المرأة دورًا رئيسيًا عندما إرتدت الحجاب، عكس ما يحدث الآن.

نذكر آنذاك أن حتى غير المحجبات ارتدين الحجاب؛ بهدف تحدي نظام الشاه الذي فرض حظر على غطاء الرأس منذ عام 1936.  وكان الحجاب رمز لتحدي النظام الملكي.

علشان يتحول لرمز الجمهورية الإسلامية الجديدة. وخلعه النهاردة نقدر نشوفه كرمز للخروج على خط الثورة اللي استخدمته مش كرمز ديني محتمل أد ما هو أداة لقمع المرأة.


لماذا يُستهدف الحجاب دائمًا؟

في احتجاجات إيران اليوم فإن الحجاب كان نقطة بداية إندلاع المظاهرات بعد مقتل مهسا اميني بعد القبض عليها من شرطة الأخلاق.

صحيح أن الأجيال الجديدة لديهم المظالم التقليدية، لكنهم أكثر شكوى من صعود شرطة الأخلاق، وفرض الفصل بين الجنسين، وبشكل متزايد في القطاع الخاص، وهذا تقريبًا قتل الحريات الفردية.

لذا فإن الاحتحاجات كانت أعنف في المدارس والجامعات، قبل أن تنتشر للشريحة الأعرض المستاءة من تعامل النظام مع الاقتصاد وغياب الكفاءة في الحكومة.


هذا يعني أن سقوط نظام خامنئي قد اقترب؟

في الواقع لا.

هنا سنواجه الواقع في نقطة بسيطة:

هل مجرد الحشد كافي لإسقاط نظام؟ استنادًا على ماضي إيران، يجب ألا ننسى الحركة الخضراء في 2009 التي حشدت مئات الآلاف.

سابقًا كان الحشد ضد الحكومة، أما الآن أصبح المتظاهرين أكثر نضوجًا، وتوجهت الاحتجاجات ضد خامنئي شخصيًا. لكن حتى هذه اللحظة، لم تصبح ثورة.


كيف لم تتحول كل هذه الاحتجاجات لثورة؟

في الواقع، إن الشكل الجديد من الانتفاضات يعتمد على التكنولوجيا في الحشد. بالتأكيد الشباب متفوقين للغاية في استخدامها، لكن النظام أيضًا متقدم جدًا في السيطرة على الفضاء الإلكتروني. إلى حد ما هناك تعادل في السلاح الأهم.

النقطة الثانية، هي أن المتظاهرين قادرين على حشد الغاضبين. لكن النظام الإيراني الذي يعتبر إن قوته إلهية قادر على حشد مئات الآلاف من الأتباع. فهو يمتلك قاعدة شعبية ضخمة.

النقطة الثالثة، هي عدم وجود قائد في احتجاجات إيران الآن. تحتاج الثورات زعيم يمتلك شخصية كاريزمية لديها استعداد لتحمل المسؤولية واتخاد القرار والمخاطرة.

أخيرًا، النظام في إيران يمتلك ورقة إنقاذ مهمة، وهي الحرس الثوري.

يمكن أن ينقلب الأمر رأسًا على عقب إذا قرر الحرس الثوري رفض الاشتباك إن طُلب منه ذلك. عندما يتعلق الأمر بالسياسة في إيران فإن الأوضاع لا تتحسن إلا بقرار حاسم باستمرار الإبادة أو الانسحاب.


هل يمكن أن نشهد تغيير وشيك في إيران؟

سيكون من الصعب الإطاحة بالنظام لعدة أسباب كما ذكرنا.

أما من ناحية التغيير الجذري فهو يحدث بالفعل وبدرجة تفوق أي تصور.

تحول من احتجاج سياسي 2009، مظاهرات فئوية ضمت قطاعات كبيرة، خصوصًا من الطبقات الفقيرة أو الوسطى الأدنى في مطالب اقتصادية بحتة في 2017، وصولًا لاحتجاجات اليوم، التي وصفها الخبراء بأنها جمعت الطبقة الوسطى الحضرية للطبقة الوسطى الأدنى، لسكان الأحياء الفقيرة، بجانب عرقيات متنوعة من الفرس والكرد والآذريين والبلوش، في انتفاضة تلعب فيها فكرة الحريات الشخصية دور أكبر، ضد نظام افترض أنه يمتلك الإرادة الإلهية لاستعمار الحياة نفسها.

بحسب تصريح الخبراء فإن الجيل الجديد في إيران منقطع بشكل كبير عن النظام وأفكاره. وهذا قد يحمل مؤشرين عكس بعض تمامًا، قد يحاصرهم الإحباط إن احتفظ النظام بنفس سلوكه، وتفشل احتجاجات إيران كما حدث سابقًا، لكن سيكون معناه إن الصرح الثيوقراطي الذي بناه الملالي لعقود بدأ يتآكل.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك