ورطة رجال الدين | لماذا يخشى الملالي في إيران “طعنة النساء”؟ | س/ج في دقائق

ورطة رجال الدين | لماذا يخشى الملالي في إيران “طعنة النساء”؟ | س/ج في دقائق

16 Jan 2022
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بينما تتساقط جماعات الإسلام السياسي السني في مصر وتونس والمغرب والسودان وغيرها. لا يبدو أن الإسلام السياسي الشيعي كان في مأمن.

لا. نحن لا نتحدث هنا عن سقوط أحزاب الحشد الشعبي في انتخابات العراق، بل في إيران نفسها.

بحسب أوراسيا ريفيو، يواجه رجال الدين في إيران ورطة بعدما أصبحوا بدرجة متزايدة أهدافًا مشروعة لـ “الإهانة” شعبيًا بدرجة استحقت أن يحاولوا تجنب الظهور في الأماكن العامة.

ماذا حدث؟

ولماذا وكيف هذا التحول الكبير في موقف الشعب الإيراني من رجال الدين؟

س/ج في دقائق


ما مظاهر تصاعد الغضب ضد رجال الدين في إيران؟

بخلاف التحليلات المتواترة، كشفت مواقع فيديو متعددة عن صدامات مباشرة بين رجال دين وشبان غاضبين حول موضوعات اقتصادية واجتماعية متعددة.

في مقطع معروض حديثًا، يظهر رجل دين في مدينة قم “المقدسة” يلقن شابة إيرانية درسًا حول أصول ارتداء الحجاب.

المعتاد هنا أن تستمع المرأة في صمت لتجنب المتاعب مع السلطات. لكنها هاجمته بضرواة، ومزقت عمامته، وألقتها على الأرض.

 

المدارس الدينية كذلك باتت هدفًا للاعتداءات، بينها هجوم جديد لمتظاهرين على مدرسة دينية في مدينة كرج، مرددين هتافات مناهضة لرجال الدين، بما في ذلك “الموت للديكتاتور”، كما هاجموا منازل بعض رجال الدين.

وقال رجل الدين المتشدد محمد رضا زايري مؤخرًا إنه تعرض للبصق في أكثر من مناسبة، بينما رفض سائقو أجرة اصطحابه “لأنه من الملالي”.

الثورة ضد خامنئي | ماذا بعدما ظهرت المقاومة المسلحة في إيران؟ | ترجمة في دقائق


لماذا حدث هذا التحول الجذري؟

هناك عدة أسباب. منها:

1- تسييس الدين:

لطالما استغل رجال الدين في إيران قدسية وطقوس الدين لتحقيق أهداف شخصية. ليجد الإيرانييون العاديين فجوة عميقة بين الخطاب الرسمي عن الأخلاق، وممارساتهم في الواقع.

2- الولاء الأعمى للولي الفقيه:

قبل ثورة الخميني، كانت المعاهد ورجال الدين أكثر استقلالية عن وصاية الدولة. لكن الخميني ومن بعده خامنئي وسعا الوصاية تدريجيًا، ليصبح رجال الدين ملزمين باتباع أحكامه الفقهية في المجال العام، ولو تعارضت مع القواعد الدينية العامة، أو رفضها الجمهور.

3- انعزال الفقه عن الواقع:

يحاول رجال الدين بشكل متزايد إبقاء الإيرانيين معزولين عن التفاعلات العالمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. أدى ذلك إلى استياء واسع بين الجيل الذي ولد بعد الثورة، والذي يري النخبة الثيوقراطية بالية وغير مدركة لتغير الزمن.

4- تردي الوضع العام:

جيران إيران، بما في ذلك تركيا والسعودية والإمارات وقطر والهند، أحرزوا تقدمًا في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد التعليم والصحة والبنية التحتية، بينما إيران تقف في نفس النقطة. رجال الدين كانوا في الواجهة التي تلقت الرد العنيف على ذلك؛ باعتبار أنهم ممثلو الملالي الذين يتعاملون مع الناس يوميًا.


وكيف يقرأ المراقبون دلالات زيادة الغضب تجاه رجال الدين؟

الحوادث التي باتت متكررة، تعكس بحسب أوراسيا ريفيو، إدراك الإيرانيين المتزايد بأن جذور مشاكلهم هي رجال الدين وسياساتهم ونظرتهم القديمة للعالم.

التدين في إيران 00006

استطلاع حديث للرأي في إيران حول تصور الإيرانيين لدور الدين في الحياة العامة

هذه الزيادة المطردة تبعت برسالة حقيقية إلى خامنئي شخصيًا بأن أي ضغط إضافي قد يؤدي إلى انفجار هائل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية البائسة وعداء النخبة الدينية للغرب.

تؤكد كذلك أن مظاهر الإسلام السياسي التي تواجه الرفض في جميع أنحاء المنطقة، تتآكل بسرعة كذلك في إيران، وأن النظام معرض لنفس مصير “الإخوان المسلمين” لولا قدرته على القمع المستمر.

وأخيرًا، تهدد النظام بتآكل قدسية الدين نفسه تدريجيًا إن استمر خلطه بالسياسة.


كيف يتعامل النظام مع هذه التطورات؟

يراهن النظام على شبكات الفساد – المؤلفة من رجال الدين وعائلاتهم والشرطة والجيش والتجار وأجهزة الدولة القوية والذين يقدر عددهم بالملايين – للبقاء في السلطة.

إضافة إلى ذلك، يعتمد النظام على مليشياته في عمليات القتل والاغتيالات، ولا يتردد في استخدام العنف المفرط والقوة القمعية في كل الاحتجاجات التي شكلت تهديدًا وجوديًا.


رهان قوي. أليس كذلك؟

نجح مع النظام حتى الآن، لكن هناك أزمتين قد تسرعان بسقوطه في إيران:

أولهما أشار إليها وزير الداخلية أحمد وحيدي، وهن النساء الرافضات للتحكم السلطوي بهن، حيث أكد أنه “إذا طعنت الثورة، فستكون النساء هن من يفعلن ذلك”.

والثانية هي الخلاف داخل المدرسة الدينية نفسها بين الشريحة الفقيرة من رجال الدين، الذين يرون أنهم حُرموا من الامتيازات والمناصب العليا داخل مؤسسات الدولة، لحساب مجموعة أخرى استولت على موارد الدولة المالية ومناصبها، وهو ما أثار نزاعات عائلية بين العديد من طلاب المدارس الدينية وأسر رجال الدين مؤخرًا.

رغم ضعفه أو بسببه | خامنئي “عين” إبراهيم رئيسي لقيادة إيران.. هل يخلفه شخصيًا؟ | بروفايل في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رجال الدين فقدوا الهيبة في إيران (أوراسيا ريفيو)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك