الاستطلاعات الأخيرة التي أجراها أصداء بي سي دبليو السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي مع 4,000 شاب ناطق بالعربية في 17 دولة أوضحت أن خطة ترامب للسلام، التي وصفها العديد من خبراء الشرق الأوسط القدامى بأنها خطأ فادح، من شأنه أن يدمر الدور الأمريكي في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، تحظى بشعبية نسبية في الشارع العربي.
وجد الاستطلاع أن الأغلبية تؤيد "صفقة القرن" في مصر والسعودية والإمارات. وعندما سئلوا عن تحديد الدول التي كان لها أكبر تأثير في العالم العربي على مدى السنوات الخمس الماضية، ذكروا الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى. فلم يختر روسيا سوى 16٪، واعتبر 56٪ أمريكا "حليفة" لبلدهم، ارتفاعًا من 35٪ في 2018.
في نفس الاستطلاع وافق 67٪ من الشباب العربي على أن الدين يلعب دورًا كبيرًا جدًا في الشرق الأوسط. أيد 76٪ من الشابات و70٪ من الشباب فكرة عمل المرأة المتزوجة خارج المنزل.
تغير المواقف في الشارع العربي، أثر على مواقف القادة. مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين أكد أن القادة العرب الرئيسيين تبنوا فكرة أن تحسين العلاقات مع إسرائيل أمر بالغ الأهمية لأمن دولهم. وأصبحت تركيا- أكثر من إيران- هي أكثر ما يقلق بعض القادة العرب.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحالف بشكل وثيق مع تنظيم الإخوان، وساعده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حيث كان يأمل في ترويض الإرهاب بتمكين ما اعتبره "شكلًا معتدلًا وديمقراطيًا" من الإسلام السياسي في المنطقة.
لكن هذا الحلم مات مع تحول أردوغان نحو نهج أكثر سلطوية، وعدم كفاءة حكومة محمد مرسي في مصر، واستمرار دعم حركة حماس المنتسبة للإخوان للعنف.
يخشى العديد من القادة العرب من أن تستخدم تركيا شبكات الإخوان للوصول إلى طموحاتها الإقليمية. ففي حين يمكن لإيران تحريك أقليات شيعية للحصول على الدعم، فإن تركيا تجتذب أنصارا من الأغلبية السنية.
كان الكابوس العربي في العقود الماضية يتمحور حول الدعم الأمريكي لإسرائيل، لكن من المفارقات أن الكابوس العربي الحالي هو أن الإدارة الأمريكية القادمة لن تدعم إسرائيل بما يكفي.
يخشى القادة الإقليميون من أن يتجاهل فريق المرشح الديمقراطي جو بايدن الاعتراضات الإسرائيلية والعربية، ويحتضن تركيا بمخاطرها المتمثلة في طموحات أردوغان الإقليمية، وأن يلغي العقوبات ضد إيران كجزء من العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
التعاون العربي الوثيق مع إسرائيل، كما يأمل البعض في الخليج، سيساعد في الحماية من مخاطر إيران وتركيا.
مع الانحياز لإسرائيل، يأمل العرب أن تؤخذ مصالحهم على محمل الجد عند الإدارة الأمريكية بغض النظر عما سيحدث في انتخابات نوفمبر.
أما إدخال رأس المال الخليجي إلى الاقتصاد الإسرائيلي والخبرة الفنية الإسرائيلية في الخليج، فيمكن أن يساعد الدول العربية على تحقيق نتائج اقتصادية ترضي الشباب الذين تحركوا في العقد الأخير خلال اضطرابات 2011.