بين استخدام الطوارئ أو الاستخدام العام، أقرت دول عدة حول العالم، خصوصًا في الشرق الأوسط، وبينها الإمارات والبحرين ومصر، تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا عبر اللقاح الصيني.
ولا تزال دول أخرى تستعد للتعاقد عليه ثم الموافقة على استخدامه.
اللقاح الصيني ضد فيروس كورونا يستخدم الطريقة التقليدية لصنع اللقاحات. لا يعتمد على تقنية mRNA الجديدة التي اعتمدت عليها مودرنا وفايزر مثلًا، بل على استخدام خلايا ميتة من الفيروس.
بكين لم تعلن حتى الآن عن نتائج المرحلة الثالثة من التجارب التي أجريت على اللقاح الصيني (التجارب الموسعة على عدد أكبر من البشر). لكن مسؤولي الصحة في الإمارات قالوا إن فعالية اللقاح تصل 86% وفقًا للبيانات المتوفرة لديهم. النسبة أقل من مثيلاتها في لقاحي فايزر ومودرنا، لكنها تبقى عالية على كل حال. مع ذلك، يقول خبراء غربيون إنهم بحاجة لمطالعة بيانات المرحلة الثالثة للتحقق من النسب.
رغم أن التحقق لم يكتمل، يظل اللقاج الصيني الأكثر قدرة على النفاذ إلى أسواق التوزيع حول العالم لسببين: أنه الأنسب لحالة العديد من الدول النامية كونه لا يحتاج إلى بنية تحتية مجهزة لحفظ اللقاحات، كما في لقاحي مودرنا وفايزر الذين يحتاجان إلى قدرات تبريدية متفاوتى لكنها عالية، ولأن الشركات الصينية قادرة على إنتاج كميات كبيرة منه في وقت محدود، وبالتالي تلبية الطلبات المتسعة عالميًا.
فما أهم ما نحتاج لمعرفتة عن اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا؟
س/ج في دقائق
ما الفارق بين اللقاح الصيني واللقاحات الأخرى؟
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يعتمد تصنيع لقاح فعال لفيروس كورونا على 3 تقنيات، الأوليين منهم تقليدية، حسب لين هوروفيتز، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك، حيث تعتمدان على استخدام شكلاً معوقًا من فيروس كامل لتحفيز المناعة، مثل لقاح الحصبة والإنفلونزا.
1- لقاحات فيروس كورونا المعطل:
التقنية تعتمد على حقن الجسم بشكل ضعيف من فيروس كورونا لتحفيز الاستجابة المناعية للجسم. يستخدمها اللقاح الصيني من أنواع (سينوفارم – سينوفاك – 3 لقاحات قيد التجربة).
2- لقاحات الفيروس الضعيفة:
تحتوي على نسخة من فيروس كورونا الحي خضعت لعملية إضعاف بحيث لا تسبب مرضًا خطيرًا لدى الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم.
التقنية الثالثة حديثة كليًا.
جيمس إلدر، طبيب الباطنة في مستشفى تكساس هيلث هاريس ميثوديست، يقول إن عمرها عقود في الواقع، إذ بدأت منذ 1990، حين استخدم مجموعة من الباحثين نفس التكنولوجيا لغرض معين وتمكنوا من إثبات فعالتيها للأغراض التي صُممت من أجلها.
* لقاحات الحمض النووي الريبوزي mRNA:
والتي تستخدم جزءًا من المعلومات الجينية للفيروس لتعليم جهاز المناعة لدينا إنتاج أجسام مضادة تجاهه. وتستخدمها لقاحات فايزر و مودرنا هذه التقنية.
أي من هذه التقنيات تنتج لقاحات أكثر فعالية وآمانًا؟
وفقا لدراسة في 2019، تبين أن اللقاحات التي تستخدم نسخة ضعيفة أو ميتة من الفيروس قدمت فوائد هائلة في إنقاذ الأرواح، لكن عانت من عيوب كبيرة في الماضي.
وقال مؤلفو الدراسة إن العيوب تشمل إمكانية التسبب في إمراض الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، حال تمكن الفيروس من العودة لشكله القوي. لذلك فبدون مزيد من المعلومات، تظل مخاطر وفوائد اللقاح الصيني غير واضحة.
من ناحية أخرى، فإن التطعيم بلقاحات mRNA تحاكي العدوى أو التحصين بالكائنات الحية الدقيقة، وتحفز الاستجابة المناعية القوية للجسم المضاد، وفقًا للدراسة.
ووجدت الدراسة أيضًا أن تصنيع النوع الجديد من اللقاح آمن وموفر للوقت. كما أنه يقضي على المخاطر المرتبطة بالكمية المتزايدة من مسببات الأمراض الخطيرة والحاجة إلى إنتاج لقاحات على النطاق المطلوب لإمداد أعداد كبيرة من السكان.
نشرت سينوفارم وCNBG اللتان انتجتا اللقاح الصيني المتوفر حتى الآن النتائج الأولية من التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية، لكن الشركتين لم تشاركا النتائج الرسمية من اختبارات المرحلة النهائية.
المعلومات المتوفرة جاءت من وزارة الصحة الإماراتية، التي أعلنت أن اللقاح الذي ينتجه معهد بكين للمنتجات البيولوجية له فاعلية 86% ضد عدوى كورونا، وأنها تجري دراسة سلامة ما بعد التفويض (PASS) ودراسة فعالية ما بعد الترخيص (PAES) لبرنامج ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ، وأن هذه الدراسات المستمرة تظهر ملفات تعريف أمان وفعالية مماثلة للتحليل المؤقت.
الإمارات أعلنت أن اللقاح يحتوي على معدل انقلاب مصلي بنسبة 99% من الأجسام المضادة المعادلة، وفعالية بنسبة 100% في الوقاية من الحالات المتوسطة والشديدة من المرض.
لماذا لجأت العديد من الدول لاستخدام اللقاح الصيني رغم نقص البيانات؟
من المزايا المهمة التي تتمتع بها اللقاحات الصينية على نظيراتها الغربية قدرتها على الاستغناء عن التجميد المكلف. من بين اللقاحات الغربية الثلاثة المرشحة:
لقاح فايزر هو الأصعب في التخزين والتوزيع، حيث يجب حفظ اللقاح عند -94 درجة فهرنهايت (أو -70 درجة مئوية)، أو في علبة ثلج جاف خاصة لمدة تصل إلى 30 يومًا.
موديرنا تقول إن لقاحها يظل سليمًا في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 12 ساعة ودرجات حرارة الثلاجة العادية لمدة 30 يومًا.
اللقاحات الصينية لا تتطلب درجات حرارة متجمدة ويمكن تخزينها بسهولة في ثلاجات عادية.
لو داهاي، الأستاذ المشارك في علم العدوى والمناعة في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، يقول إن هذا يوفر ميزة حاسمة لصانعي اللقاحات الصينيين في البلدان النامية ذات المناخات الاستوائية الرطبة التي تفتقر إلى مرافق التخزين البارد على نطاق واسع.
ووعد القادة والدبلوماسيون الصينيون أن الدول الأفقر في آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بأولوية الحصول على اللقاحات الصينية، كجزء من استراتيجية دبلوماسية اللقاح الصينية.
هذا يعني أن اللقاح الصيني سيكون الأكثر توزيعًا في العالم؟
تقول موديرنا إنها تستهدف شحن 500 مليون جرعة من لقاحاتها في 2021، بينما تتجه شركة أسترا زينيكا إلى إنتاج 700 مليون جرعة من لقاح أكسفورد.
ورغم ذلك، فإن اللقاحات الصينية الخمسة ستكون الأكثر توزيعًا لقدرتها على التصنيع السريع وبأعداد ضخمة.
شركة CNBG الصينية أكدت قدرتها على إنتاج مليار جرعة من لقاحات كورونا في 2021.
في الوقت الحالي، تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمصنعين التابعين لـ CNBG في بكين ووهان 300 مليون جرعة من اللقاح سنويًا.
وقالت CanSino Biologics الصينية إنها ستسلم 35 مليون جرعة من لقاحها إلى المكسيك قبل نهاية العام المقبل.
وقالت شركة سينوفاك إنها تهدف إلى إنتاج 300 مليون جرعة من لقاحها سنويًا، وبعد تأمين تمويل قيمته 515 مليون دولار، تقوم الشركة ببناء منشأة إنتاج ثانية، بهدف مضاعفة إنتاجها.