المصالحة التركية المصرية| هل انحاز أردوغان للبراجماتية أم يتآمر مجددًا على مصر؟| س/ج في دقائق

المصالحة التركية المصرية| هل انحاز أردوغان للبراجماتية أم يتآمر مجددًا على مصر؟| س/ج في دقائق

14 Mar 2021
تركيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الخلاف بين مصر وتركيا بدأ في 2013 مع سقوط حكم جماعة الإخوان، فأدان أردوغان إزاحة الإخوان بعد 30 يونيو واعتبر ما حدث انقلابًا

وسحبت الدولتان  سفيريهما ، وبقيت العلاقات في مستوى القائم بالأعمال، وواصل أردوغان توجيه اتهامات خطابية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ ذلك الحين.

الآن تسعى الحكومة التركية إلى تحسين العلاقات مع العالم العربي بعد فترة طويلة من الجمود، وتبدو أنقرة حريصة بشكل خاص على تحسين العلاقات مع القاهرة.

القاهرة نقطة تماس في ملفين هامين للغاية بالنسبة لتركيا، العلاقات مع الخليج من جهة (المقاطعة الشعبية السعودية تسببت في خسائر اقتصادية)، وترتيبات شرق المتوسط من جهة أخرى.

علاقة تركيا بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تمثل عقبة أساسية في ملف تحسين العلاقات.

تركيا تتحرك في أكثر من اتجاه لمواجهة عزلتها، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن تركيا مستعدة أيضًا لتحسين العلاقات مع الإمارات وكذلك السعودية. وبدأت بالفعل مع فرنسا،

لكن مراقبين ينبهون إلى أن أردوغان ربما لا يسعى إلى المصالحة بقدر ما يسعى لتفكيك تحالف خصومه من خلال ادعائه المصالحة مع طرف منهم.

س/ج في دقائق


هل كانت مصر وتركيا في قطيعة على مدار 8 سنوات؟

الخلاف بين البلدين بدأ في 2013 مع سقوط حكم جماعة الإخوان، فأدان أردوغان إزاحة الإخوان بعد 30 يونيو واعتبرها انقلابًا يفتقد إلى الشرعية، وأعقب ذك تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

سقوط الإخوان كان مؤلمًا لأنقرة. من جهة لأن دعم أنقرة للإخوان المسلمين خلال الربيع العربي كان هدفًا محوريًا مدفوع أيديولوجيًا إلى حد كبير لإبراز نفوذها من خلال تعزيز التضامن الإسلامي في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ومن جهة لأن الجماعة التي نشأت لإعادة الخلافة العثمانية بعد سقوطها تمنح إردوغان جيشا من العناصر المحلية الداعمة، التي تروج لمصالح تركيا في المنطقة، وتخلق رأيا عاما يناسب توجهات أنقرة.

لكن طوال الحرب الكلامية، حرصت أنقرة والقاهرة على عدم قطع كل العلاقات، ورغم أن مصر كانت إحدى دول رباعية مكافحة الإرهاب التي قاطعت قطر، لم تكن هناك محاولة لقطع العلاقات مع تركيا.

على العكس من ذلك، استمرت التجارة بين البلدين، ولا يزال اتفاق التجارة الحرة المبرم بينهما عام 2005 يُنفذ. رغم وصول العلاقات إلى حافة المواجهة المباشرة في ليبيا. حين حدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطا أحمر حذر أي طرف من تجاوزه.



ولماذا جاءت الرغبة التركية في تحسين العلاقات الآن؟

تسعى الحكومة التركية إلى تحسين العلاقات مع المنطقة العربية بعد فترة طويلة من الجمود، وتبدو أنقرة حريصة بشكل خاص على تحسين العلاقات مع القاهرة. قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، لوكالة بلومبرج : “يمكن فتح فصل جديد، ويمكن فتح صفحة جديدة في علاقتنا مع مصر ودول الخليج الأخرى للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين”.

لكن جيروزاليم بوست ترى أن تركيا بهذه المصالحة تحاول إضعاف التحالفين الموجودة بهما مصر، تحالفها مع قبرص واليونان وإسرائيل، وتحالفها مع السعودية والإمارات والدول العربية الأخرى، كما تحاول الترويج لمصالحة مع إسرائيل بهدف تخريب مشروعها لأنابيب الغاز مع قبرص واليونان.

تركيا تحاول عزل إسرائيل واليونان ومصر عن بعضها البعض بادعاء المصالحة مع أي طرف منها، كما أن هذه الادعاءات لا تخلو من ادعاء التوصل لاتفاق بحري مع أي طرف من الدول الثلاث، فمزاعم المصالحات التركية غالبًا ما تقترن بالسعي لفك العلاقات بين إسرائيل والدول العربية واليونان، حيث تدرك تركيا أن هجماتها على دول المنطقة دفعتها إلى العمل معًا بشكل أوثق.

هل تتجه مصر – تركيا إلى مصالحة قريبة؟ لماذا لا؟ ولماذا نعم؟ وعلى أي أرضية؟ | س/ج في دقائق


هل هذا يعني أن الحديث عن المصالحة مجرد مناورة إعلامية؟

قد يكون من السابق لأوانه توقع تقارب تركي- مصري دافئ. فالواقع أكثر تعقيدًا، لأن التوترات بين البلدين كانت تخفف دائمًا من خلال مصالحهما المادية.

ومع ذلك، من المرجح أن تستمر درجة معينة من الاحتكاك نظرًا لتنافسهما على النفوذ في ليبيا، ودعم أنقرة للإسلاميين، والاختلافات التاريخية بين تركيا وشركاء مصر الآخرين في البحر المتوسط.

كما أن مصر بعد أن أبرمت صفقة حدودية بحرية مع اليونان، قد تطلب من تركيا إصلاح العلاقات مع أثينا قبل أي اتفاقية تركية مصرية جديدة.

مسؤول مصري نفى في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أي استئناف للمحادثات رفيعة المستوى وأشار إلى أن البلدين لديهما بالفعل بعثات دبلوماسية على مستوى القائم بالأعمال.

وأضاف المسؤول الذي لم يذكر اسمه أن “تطوير العلاقة بين مصر وتركيا يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومتطلبات الأمن القومي العربي”.



كيف تسوق تركيا داخليا تحركها لتحسين العلاقات مع مصر؟

النظام التركي يتناول قضية المصالحة مع مصر داخليًا من منطلق براجماتي، حيث أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تركيا قد تتفاوض على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع مصر في شرق البحر المتوسط، اعتمادًا على العلاقات الجديدة.

النظام التركي يسوق أن مصر احترمت حقوقه. حيث إن مصر احترمت الجرف القاري لتركيا في شرق البحر المتوسط ​​في اتفاق منطقتها الاقتصادية الخالصة مع اليونان، وهي خطوة إيجابية.

كما ذكرت وسائل إعلام يونانية مؤخرًا أن إعلان مصر عن طرح مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ​​راعى المنطقة الاقتصادية الخالصة التي رسمتها تركيا مما قد يكون علامة على اتفاق محتمل بين أنقرة والقاهرة بشأن هذه القضية.

وقالت صحيفة كاثيميريني اليونانية إنه على الرغم من أن هذه الخطوة لن تؤدي إلى مصالحة فورية، إلا أنها تشير إلى أن القاهرة تركت الباب مفتوحًا لأنقرة لإجراء محادثات مستقبلية.

ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان.. هل تنازلت القاهرة عن حقوقها كيدًا في تركيا؟ |س/ج في دقائق


وهل يتخلى أردوغان عن  الإخوان نظير ذلك؟

يقول حسين باجي من معهد السياسة الخارجية، وهو مركز أبحاث في أنقرة إنه كان من الخطأ دعم الإخوان المسلمين. لكن الحكومة التركية تدرك الآن أن الإخوان المسلمين ليس لديهم أدنى فرصة للوصول إلى السلطة مرة أخرى، لذلك لا يمكننا الاستمرار في هذه السياسة.

وأضاف باجي: لكن كيفية الخروج من هذه السياسة الخاطئة علنًا هي مشكلة أردوغان، فلا يمكن لتركيا أن تقول رسميًا إننا سوف نتخلى عن دعم الإخوان المسلمين، ربما ببطء، سيخفف أردوغان من موقفه الرسمي المتمثل في مناهضة السيسي، لكنه لن يصل في النهاية لمصافحة السيسي أيضًا.

وقال الأدميرال التركي المتقاعد جيم جوردنيز، إن مصر تعمل ضد تركيا فقط بسبب سياسة تركيا الخاطئة القائمة على العقيدة، مثل دعم الإخوان المسلمين، وعندما تترك تركيا السياسة الدينية، فإن العلاقات التركية المصرية ستكون أفضل.


وهل يقتصر تحسين العلاقات التركية على مصر فقط؟

تركيا تتحرك في أكثر من اتجاه لمواجهة عزلتها، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن تركيا مستعدة أيضًا لتحسين العلاقات مع الإمارات وكذلك السعودية. فأردوغان يحاول الآن مد أغصان الزيتون لخصومه، لمواجهة العقوبات المحتملة من الاتحاد الأوروبي والخط الدبلوماسي الجديد الصارم من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

تدهورت علاقات تركيا مع السعودية بشكل حاد بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018،

لكن مؤخرًا رفضت محكمة تركية، تحاكم 26 سعوديًا مشتبهًا بهم غيابياً في جريمة قتل خاشقجي، الاعتراف بتقرير أمريكي يلوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على العملية.

يقول كاسين إن جهود تركيا الأخيرة لتحسين العلاقات مع السعودية، الحليف الوثيق لمصر، يمكن أن توفر أيضًا قوة دفع لجهود التقارب المصرية.

كما قام أردوغان مؤخرًا بمبادرات مع حليف مصري رئيسي آخر، وهو فرنسا. وجاء في بيان رئاسي تركي بعد أن تحدث أردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: “يمكن لتركيا وفرنسا تقديم مساهمات كبيرة للأمن والاستقرار وجهود السلام من أوروبا إلى القوقاز والشرق الأوسط وأفريقيا”.

لكن ما يجعل هذه الدول لا تأخذ مبادرات تركيا على محمل الجد، هو أنه لم يتغير أي من الوجوه المحيطة بأردوغان، فنفس الفريق المسؤول عن التحريض ضد إسرائيل ومصر والخليج لا يزال في السلطة كما هو.

بعد اتفاقات إبراهام ..٣ شروط إسرائيلية لعودة العلاقات مع تركيا | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

في مواجهة العزلة.. أردوغان يمد يده إلى مصر (فويس أوف أمريكا)

البراجماتية قد تقود لتركيا ومصر لترميم العلاقات (بلومبرج)

تركيا تجدد اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر (تايم أوف إسرائيل)

جاويش أوغلو: تركيا ومصر قد توقعان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية (الديلي صباح)

تركيا تنفذ حيلة وزراءها الكبار مع مصر(جيروزاليم بوست)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك