هل تتجه مصر – تركيا إلى مصالحة قريبة؟ لماذا لا؟ ولماذا نعم؟ وعلى أي أرضية؟ | س/ج في دقائق

هل تتجه مصر – تركيا إلى مصالحة قريبة؟ لماذا لا؟ ولماذا نعم؟ وعلى أي أرضية؟ | س/ج في دقائق

7 Mar 2021
إسرائيل تركيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

في أوائل ديسمبر 2020، بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، روجت الميديا القريبة من رجب طيب أردوغان لاقتراب تركيا من صفقة بحرية مع إسرائيل وصفتها الميديا الإسرائيلية بـ “الخيالية كليًا” وفشلت المحاولة.

الآن، تروج تركيا لاقترابها من مصالحة جديدة.. هذه المرة مع مصر. وللمرة الثانية، استخدمت الحكومة التركية الميديا الموالية الناطقة باللغة الإنجليزية لنشر الأخبار، قبل أن ينتقل لمسؤولين رسميين.

هل تحدث المصالحة هذه المرة؟ هناك إجابتان محتملتان:

– الدول التي عانت منذ فترة طويلة من حرب إعلامية شاملة، وعانت أيضا من الإرهاب الذي أعطاه نظام أردوغان موطئ كاميرا وميكروفون – وبينها مصر بالتأكيد – واثقة أنه لن تحدث مصالحة، وأن تركيا تطرح هذه الأفكار فقط للحصول على ما تريد.

– ربما يحدث تقارب من نوع ما لا يصل لدرجة المصالحة. لكنه اتفاق على نوع من التواصل حول ملفات معينة لا تمنع التصادم في ملفات أخرى، فيما يشبه علاقات تركيا مع روسيا.

س/ج في دقائق


كيف روجت تركيا رسميًا للتقارب مع مصر قريبًا؟

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال إن بلاده قد توقع اتفاقية مع مصر بشأن ترسيم الحدود البحرية إذا أمكن إحراز تقدم أوسع في معالجة علاقتهما المتوترة. استشهد خصوصًا بما اعتبره “احترام مصر للحدود الجنوبية لجرف تركيا القاري في اتفاقها مع اليونان ​​العام الماضي”.

أوغلو نفسه قال في إحاطة نهاية العام حول الشؤون الخارجية إن علاقة تركيا مع مصر لم تقتصر على التعاون الاستخباراتي، بل شملت محادثات على المستوى الدبلوماسي، وإن البلدين يعملان على تطوير خارطة طريق لـ “علاقات ثنائية”.

قبلها بأشهر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “التواصل الاستخباراتي مستمر بين أنقرة والقاهرة”، وإن “تركيا مستعدة للدخول في محادثات مع مصر”.

ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان.. هل تنازلت القاهرة عن حقوقها كيدًا في تركيا؟ |س/ج في دقائق


لماذا تصفها تقارير بـ “بروباجاندا المصالحة الخيالية”؟

تقول جيروزاليم بوست إن تركيا تسوق “مصالحة خيالية” مع مصر، في تكرار لنفس “الخدعة” التي مارستها مع إسرائيل: تسرب الحكومة الادعاء إلى الميديا التابعة لها، وكلها تنقله على أنه حقيقة، ومن ثم تبدو الفكرة وكأنها حقيقة تسرق اهتمام الميديا الدولية “واحتمالات توتر العلاقة بين الشركاء” على الضفة الأخرىى، كل هذا دون أن يحدث أي شيء على الأرض على الإطلاق،

تعتبر الصحيفة أن الظروف متشابهة: استخدام متواصل للغة التهديد من تركيا ضد مصر وإسرائيل -ثم تغيير منذ أوائل ديسمبر 2020، يترويج “قصص إعلامية معززة بخرائط مفبركة” تنشرها الميديا التركية “الناطقة بالإنجليزية تحديدًا” حول احتمالات توقيع صفقة بحرية تتجاوز التزامات مصر وإسرائيل نحو حقوق قبرص واليونان في الشرق المتوسط (صيغة شبيهة لما وقعته تركيا مع حكومة السراج في ليبيا كما شرحناها عبر الرابط).


هل يمكن استبعاد احتمال المصالحة وفق المنظور التركي؟

تتفق كل التقارير على أن علاقات مصر – تركيا “وصلت للحضيض” منذ الإطاحة بالإخوان في مصر في 2013، حيث وقفت الدولتان على طرفي خلاف في كل القضايا المتقاطعة.

وتتفق هاآرتس وجيروزاليم بوست على ترابط ملفي مصالحة تركيا مع مصر وإسرائيل. تقول هاآرتس إن مصر كانت “عقبة حقيقية” أمام إصلاح العلاقات بين تركيا وإسرائيل، بعدما وعدت الأخيرة القاهرة بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بمكانة مصر ومصالحها. بالتالي تتوقع من القاهرة اتخاذ موقف مماثل.

ووفق تحليل جيرواليم بوست، فإن معظم دول الإقليم – وبينهما إسرائيل ومصر – عانت منذ فترة طويلة من التهديد والافتراء والإهانة وحتى الإرهاب من نظام أردوغان، وتدرك أن تركيا تطرح هذه الأفكار فقط للحصول على ما تريد،

خصوصًا أن مصر وإسرائيل لن تستفيدا من أي صفقات مع تركيا بعدما أقامتا مناطقهما الاقتصادية بالفعل دون الحاجة لموافقة أنقرة، مع عدم إمكانية تجاهل علاقاتهما الوثيقة مع قبرص واليونان واتفاقيات تحديد المناطق الاقتصادية؛ وشراكتهم في منظمة غاز شرق المتوسط التي لا تضم تركيا.

بعد اتفاقات إبراهام ..٣ شروط إسرائيلية لعودة العلاقات مع تركيا | س/ج في دقائق


من زاوية أخرى: لماذا مصالحة مصر – تركيا ليست مستبعدة كليًا؟

في مقالها المنشور على “عرب نيوز” السعودية”، تقول سينم جنغيز، محللة العلاقات بين تركيا والشرق الأوسط، إن تاريخ العلاقات الدولية يحمل فعلًا مناسبات دفعت فيها التغييرات الإقليمية أو العالمية دولًا لتعديل سياساتها الخارجية عبر وضع المصلحة الوطنية فوق اعتبارات الخلاف الأيديولوجي.

تقول جنغيز إن ارتفاع حدة التنافس في شرق المتوسط والقرن الأفريقي بالتزامن مع تغيير الإدارة في واشنطن قد يترك أثرًا على الشرق الأوسط عبر السعي لإحياء بعض قنوات التواصل رغم الاختلافات.


على أي أرضية قد يحدث هذا التقارب؟

جنغيز تستشهد بـ 4 متغيرات إقليمية قد تشير لـ “تقارب محتمل”:

  • إعلان العلا الذي فتح الباب لذوبان الجليد بين مصر وقطر.

  • التطورات الإيجابية في العلاقات بين تركيا وفرنسا، حليف مصر الوثيق، بعد تواصل أردوغان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك لأول مرة منذ صدام طويل قطع الاتصالات منذ سبتمبر، حيث شددا على أن “تعاون البلدين يمكن أن يسهم بشكل كبير في جهود الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.”

  •  زيارة رئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الحميد دبيبة إلى القاهرة الشهر الماضي، في خطوة رمزية تهدف إلى طمأنة المصريين، بالنظر إلى علاقته الوثيقة مع أنقرة.

  • توتر العلاقة بين تركيا وإيران بما قد يدفع نحو تحالف واسع للعالم السني “مهما كانت خلافاته الداخلية” ضد طهران. هنا تقول هاآرتس إن “السعودية تدفع أعضاء تحالفها الواسع إلى علاقات من نوع ما حتى لو لم تكن ودية”.

تضيف متغيرًا اقتصاديًا يتعلق بحاجة دوائر الأعمال المصرية للتفاوض من أجل إعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا الموقعة قبل 15 عامًا، والتي اعتبرها برلمانيون مصريون مضرة لمصر وبحاجة لتعديل.

بيان العلا | المنجز والمؤجل.. وأين تلتقي مصالح الرباعية مع قطر؟ | س/ج في دقائق


ما الصيغة المحتملة لتقارب من هذا النوع؟

في حال حدوث تقارب بين مصر وتركيا، يميل الخبراء لاقتراح العلاقات التركية الروسية كنموذج محتمل للمصالحة. فعلى الرغم من مواقفهما المتباينة، طورت أنقرة وموسكو تفاهمات سياسية بشأن سوريا والقوقاز وشمال أفريقيا تصلح كنموذج لتفاهمات مع مصر أيضًا.

المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قال إن “مصر دولة مهمة في الإقليم”، لكن تركيا “لن تنسى الإطاحة بالإخوان وما حدث في ميدان رابعة ثم وفاة مرسي في السجن”. مضيفا أن تركيا “مستعدة للمضي قدمًا بأجندة إيجابية بشأن القضايا الإقليمية”، دون التغلب على ملفات مثل العلاقة مع الإخوان والخلافات في سوريا وليبيا، كما يشبهها مجددًا بـ “العلاقات البراجماتية بين موسكو وأنقرة التي تركز فقط على التواصل في مجالات المنفعة المتبادلة”.

باختصار، ليست مصالحة كاملة، بل انفراج يلزم طرفيه بمنع الإضرار بمصالح الطرف الآخر.


هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

تركيا تحاول خداع مصر واليونان بصفقة بحرية وهمية (جيرزواليوم بوست)

هل تستطيع تركيا ومصر كسر الجليد بعد سنوات من العلاقات الباردة؟ (عرب نيوز)

هل يمكن لمحادثات الطاقة في شرق المتوسط أن تحسن العلاقات بين تركيا ومصر؟ (ديلي صباح)

مصر عالقة في الخلاف بين تركيا وإسرائيل (هاآرتس)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك