انتصار بلا تفويض | ماذا خسر الرئيس بايدن وماذا كسب أنصار ترامب في 2020؟| س/ج في دقائق

انتصار بلا تفويض | ماذا خسر الرئيس بايدن وماذا كسب أنصار ترامب في 2020؟| س/ج في دقائق

9 Nov 2020
الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مرشح الديمقراط جو بايدن فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020. أطاح بالجمهوري دونالد ترامب ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة.

لكن مقاومة ترامب كانت كافية لإلحاق خسارة  بالأجندة التقدمية التي كان الديمقراط يسعون لفرضها في السنوات القليلة المقبلة.

فلماذا فوز بايدن منقوصًا؟

وماذا خسر حزبه؟

وماذا كسب أنصار ترامب رغم الهزيمة في الانتخابات؟

هل يؤثر ذلك على مستقبل السياسة في الولايات المتحدة؟

س/ج في دقائق


كيف أصبح جو بادين رئيسًا لكن دون تفويض بالتغيير؟

في ليلة الانتخابات، كتب جاكوب هيلبرون عبر ناشونال إنترست أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 ستغير الولايات المتحدة. أعتبر أن انتصارًا سيحققه جو بايدن سيسمح له بتحديد مسار مختلف تمامًا. توقع أن يحقق ما يكفي كي لا يكون يكون رئيسًا مؤقتًا. وأن يحصل على وضع يسمح له بأن يصبح رئيسًا تحويليًا.

كتب نصًا: إذا فاز بايدن بانتصار ساحق، فسيكون قد أنجز ما لم ينجزه أحد منذ عام 1980، عندما فاز رونالد ريغان بما وصفته مؤسسة التراث بتفويض للقيادة.

أمريكا على صورة ترامب أم تفويض ريجان لبايدن؟

جاكوب هيلبرون – ناشونال إنترست

لن تكون مفاجأة إن خسر الرئيس دونالد ترامب…

Posted by ‎دقائق‎ on Tuesday, November 3, 2020

لكن وول ستريت جورنال تصف الفوز الذي حققه جو بايدن بـ “الشخصي والمحدود“.. لا حزب الديمقراط يهيمن على الكونجرس بغرفتيه، ولا الجمهور يتبنى أجنداته ورؤيته.

تضيف الصحيفة أن التبشير بـ “الموجة الزرقاء” لم يؤت ثماره رغم إنفاق تجاوز مليار دولار على حملة رئاسية لأول مرة في التاريخ.

ما يعني أن سبب انتخاب جو بايدن يتلخص في كونه بديلًا للرئيس الحالي دونالد ترامب – كما ركزت دعاية بايدن نفسه في الأسابيع الأخيرة. بالتالي يدخل البيت الأبيض دون تفويض بالتغيير الجذري، بل بتفويض محدود لا يتجاوز التعامل بشكل آخر مع ملف كورونا، اعتمادًا على طرح اللقاحات الخاضعة للاختبارات بالفعل، وملفات محدودة أخرى، بالتعاون مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

وتقول الإيكونوميست إن الناخبين انتخبوا جو بايدن لكنهم هجروا حزب الديمقراط وأفكاره الراديكالية، خصوصًا باستطلاع معهد جالوب الذي تجاوز فيه معدل رضا الأمريكيين عن أوضاعهم ما كان عليه الحال قبل دونالد ترامب رغم أزمة كورونا وتبعاتها، ما اعتبره المجلة “إشارة إلى غياب الرغبة في التغيير الجذري”.

النظام الانتخابي الأمريكي .. دليلك “الشامل كليًا” لفهم تعقيدات المجمع الانتخابي | س/ج في دقائق



فاز جو بايدن.. كيف فشلت الموجة الزرقاء إذن؟

حزب الديمقراط استعد لانتخابات 2020 بحشد الجميع في صفه؛ الميديا، مليارديرات وادي السيليكون والغرف التجارية، الشخصيات والمؤسسات الثقافة الرائدة. نجح في جمع المال. بعض مرشحيه لمجلس الشيوخ جمعوا +100 مليون دولار، متجاوزين إنفاق الجمهوريين بنسبة تصل 3:1.

لكن الديمقراط خسروا 7-11 مقعدًا في مجلس النواب. هذا يعني أن الديمقراط سيدخلون مجلس النواب بأضغف أغلبية شهدها المجلس على مدى عقدين. والنتيجة أنهم سيفشلون في دفع الأجندة العدوانية التي فرضوها خلال العامين الماضيين.

فشلت الموجة الزرقاء كذلك في إزاحة أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ. حسم المرشحون الجمهوريون 20 مقعدًا (+30 مقعدًا لم تدخل التجديد النصفي) حتى الآن مقابل 13 مقعدًا فقط للديمقراط (+35 لم تدخل التجديد). ما يعني أن الديمقراط فشلوا في تحويل ما اعتبروه (موجه كراهية ترامب) إلى أغلبية.

نتيجة الفشل مكلفة. جو بايدن سيكافح لتمرير مشاريع القوانين أو تعيين القضاة. كما يمكن أن يعرقل الكونجرس مشروع قانون البنية التحتية وإصلاح الرعاية الصحية والقوانين البيئية.

حتى في انتخابات مجالس الولايات، وبعد إنفاق +50 مليون دولار، فشل الديمقراط في انتزاع أي مقعد مهم من الجمهوريين المسيطريين على غالبية المجالس، ما عزز القوة “الجهوية” للجمهوريين الأكثر تحفظًا في قضايا مثل الإجهاض والتعليم والعدالة الجنائية، ومنح الجمهوريين سلطة منفردة لإعادة ترسيم دوائر الكونجرس الانتخابية في 2021، ما يعني فرصًا أفضل لمرشحي الحزب في كل الانتخابات التالية لعشر سنوات مقبلة.

4 سيناريوهات كانت مستبعدة تمامًا.. أحدها قد يحسم الانتخابات الأمريكية 2020 | س/ج في دقائق


لماذا فشل الديمقراط في تنفيذ خطة الموجة الزرقاء؟

انشغل الديمقراط تمامًا بمعركة هامشية هدفها إسقاط دونالد ترامب بين قاعدته الانتحابية في المناطق الريفية. النتيجة كانت تعزيز الجمهوريين لسطوتهم هناك، وخسارة الديمقراط بعض مكاسب التجديد النصفي 2018 التي حققوها في الضواحي.

النواب الديمقراط  الأكثر اعتدالًا – الذين ناقشوا أسباب الخسارة بالفعل في اجتماع مع نانسي بيلوسي – انتقدوا جناح اليسار في الحزب لـ “تلطيخهم بشعارات تقدمية – مثل الرعاية الطبية للجميع، ووقف تمويل الشرطة” – التي لم ترق لناخبيهم على ما يبدو.

أبيجيل سبانبيرجر، إحدى القيادات المعتدلة قالت إن استمرار الانحدار يسارًا “سيمزق الحزب في الانتخابات المقبلة.

الرئيس المنتخب جو بايدن محسوب على تيار وسط الديمقراط. فوزه قد يمنحه نفوذًا على نانسي بيلوسي وجناح بيرني ساندرز-إليزابيث وارين. لكنه سيخاطر حينها بإثارة غضب اليسار الذي دعمه ضد ترامب، مما سيزج به في معارك جديدة وخصوصًا مع فشل اجتياح الموجة الزرقاء.

هل يحكم اليسار أمريكا؟ معركة بايدن الحقيقية تبدأ بوصوله للبيت الأبيض | س/ج في دقائق


بعيدًا عن خسارته البيت الأبيض.. هل انهزم تيار دونالد ترامب ؟

ترى الإيكونوميست – ليست محسوبة على معسكر ترامب – أن التقارب غير المتوقع بين أصوات ترامب – بايدن يعني أن “الشعبوية” الترامبية ستستمر في الولايات المتحدة. فمع هذه الانتخابات، أصبح واضحًا أن انتصار ترامب في 2016 لم يكن انحرافًا بل بداية تحول أيديولوجي عميق في الحزب الجمهوري.

وفي تحدٍ للتوقعات وأزمة كورونا، فاز ترامب بـ +70 مليون صوتًا في 2020، أكثر مما حصد في 2016.

تضيف أن الحزب الجمهوري وقع تحت تأثير ترامب فعًلا، ولم يعد مستعدًا للتخلي عن أفكار دونالد رغم خسارته. لا تستبعد ترشح ترامب نفسه – أو أحد أفراد عائلته – في انتخابات 2024.

تتوقع الإيكونوميست أن يمتد تأثير فشل إسقاط “الترامبيزم” من أمريكا إلى خارجها عبر تأثيرين:

1- القوميون الشعبويون الذين استلهموا نموذج ترامب سيؤمنون أكثر برواج تيارهم، وأن مستقبلهم أكثر إشراقا، ما يعني أن رفض المهاجرين والنخب الحضرية والعولمة ستتواصل.

2- الشركاء الخارجيين الذين خذلهم ترامب برفضه الاعتماد على التحالفات الدولية لن يميلوا كثيرًا للقبول بمحاولة جو بايدن استعادة العلاقة الوثيقة مع الحلفاء، باعتبار أن الجميع سيدركون أن الولايات المتحدة قد تغير مسارها مجددًا في 2024.

ثورة دونالد ترامب ستغير الجمهوريين لعقود.. كيف خلع اليمين الأمريكي عباءة ريجان؟ | س/ج في دقائق


ما الدروس التي يحتاج الحزبان تعلمها من الانتخابات الأمريكية 2020؟

بالنسبة للديمقراط؛ يحتاجون لتدارك سوء تفسيرهم للأمور.  توقعوا أن الاعتماد على غير البيض وسكان الضواحي سيمنحهم الانتخابات. هذا الافتراض الخاطئ وضعهم تحت سيف الجمهوريين باعتبار أن سياسات الهوية أصبحت عقيدة ديمقراطية قمعية، مما جعلهم يفشلون في جذب الناخبين البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي في المناطق الريفية، وأيضًا لم ينجحوا بشكل كامل في جذب الشباب الملون.

أما الجمهوريون فيحتاجون لإدراك حدود “الترامبيزم”. سيخسرون كثيرًا لو عطلوا التشريعات في مجلس الشيوخ من أجل تشويه سمعة جو بايدن.. لأن هذا التفكير أثبت فشله مع الديمقراط الذي دفعوا ثمن معارضتهم لترامب من رصيد أغلبيتهم في مجلس النواب.

يحتاج الجمهوريون كذلك للبناء على قاعدة بدأت تتشكل لتصويت بعض الناخبين السود وذوي الأصول الإسبانية لمرشحي الحزب، لتأكيد أطروحة أن الجمهوريين يمكنهم كسب دعم الأقلية، وأن المجموعات العرقية ليست متجانسة.

معركة ما بعد التصويت | لماذا لن تنتهي الانتخابات الأمريكية في ٣ نوفمبر؟ | س/ج في دقائق


هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

جو بادين بلا تفويض (وول ستريت جورنال)

جو بايدن مستعد للاستيلاء على البيت الأبيض (الإيكونوميست)

ماذا تقول نتائج عام 2020 عن مستقبل أمريكا (الإيكونوميست)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك