رهاب الأرقام هو نوع من الرهاب يجعل المصاب به غير قادر على التعامل مع الأرقام بصورة طبيعية.
ينتج عنه بعض الأعراض أهمها التعرض إلى نوبة من القلق عند رؤية الأرقام، وسرعة التنفس، وعدم القدرة على نطق العبارات في بعض الأحيان.
تتعدد أسباب الإصابة بهذا الرهاب، ومنها بعض الأقوال، مثل: دراسة الرياضيات أمر صعب.
على الرغم من اعتقاد البعض أن هذا الرهاب لا يمكن علاجه، إلا أنه هناك العديد من طرق العلاج منها العلاج بالتدريج عبر استشارة طبيب معالج للتعامل مع الأرقام، وخلافه من طرق العلاج التي نوضحها إليك.
برج خليفة | معلومات عن برج خليفة | ماهي الأرقام القياسية التي حققها ؟
رهاب الأرقام هو الخوف الزائد من التعامل مع الأرقام بصورة عامة، وتحديدًا يصعب عليه التعامل مع الحسابات المعقدة، أو يكون غير قادر على إجراء الحسابات اليومية العادية، وهناك بعض المصابين الذين يشعرون بالخوف من الأرقام المحددة ومنها الرقم 13 الذي يعتبره الأشخاص رقم يدعو للتشاؤم.
هذا النوع من الرهاب يطلق عليه الأرثموفوبيا وهي كلمة لاتينية في الأصل، وأيضًا يوجد بعض الأشخاص الذين يخافون من الرقم 8 ظنًا منهم أنه مرتبط بسوء الحظ، والأهم أن مصابي هذا النوع من الرهاب يكونون غير قادرون على التعامل اجتماعيًا مع الأشخاص بصورة طبيعية، ويشعر المصاب بالدونية عند التعامل مع الأشخاص بصورة مستمرة.
يشعر المصاب بالرهاب من الأرقام بالقلق الزائد، وقد يبكي الأطفال ويرفض الذهاب إلى المدرسة نتيجة الإصابة بالرهاب، وفي الغالب لا يتم تشخيص هذه الأعراض بصورة صحيحة بسبب الشعور بشدة القلق، وذلك يظهر على الأطفال.
وكذلك يظهر على البالغين سلوك التجنب للأرقام، وعدم القدرة على التعامل معها، بالإضافة إلى عدم القدرة على التعبير عن مخاوفه، ويظهر عن المصابين أعراض الغثيان، والارتعاش، وجفاف الفم، والشعور بالارتباك، وعدم القدرة على نطق الكلمات.
في بعض الحالات يشعر مصاب رهاب الأرقام بنوبة قلق تظهر أعراضها عبر التنفس السريع، وارتفاع ضربات القلب، والتعرق بصورة غزيرة، ويختبئ بعض المصابين، ويشعرون بأنهم لا ينتمون إلى هذا الواقع.
يصاب الأشخاص برهاب الأرقام نتيجة لشعورهم بالخوف تجاه بعض الأرقام، بالإضافة إلى شعورهم بأن الأرقام يصعب فهمها لأنها أمر معقد، وبالتالي يشعر الأشخاص ببعض الغموض.
وأوضح الخبراء أن رهاب الأرقام يظهر مع بداية نشأة الإنسان عندما بدأ القدماء المصريين في استخدام الأنظمة المتعددة ومنها استخدام التقويم الشمسي، أو الاضطرار إلى حفظ الوقت، والتسلسل الزمني للأحداث يؤكد صعوبة التعامل مع الأرقام.
وقد يظهر الرهاب نتيجة الرسوب في أداء اختبارات الرياضيات، أو الفشل في بعض المواد التي تتعلق بدراسة الأرقام؛ مما نتج عنه الشعور بالخوف من الأرقام، والشعور بصعوبة فهمها.
ومن أهم أسباب الإصابة بالرهاب هي الأقوال التي تؤثر على الأطفال منذ الصغر ومنها عبارات الترهيب من دراسة الرياضيات، أو التعامل مع الأرقام.
تعرض الأشخاص للتجارب غير الجيدة مع الأرقام في الماضي تعد من أهم أسباب الإصابة بالرهاب ومنها التعرض للسخرية، أو التعرض للتوبيخ، أو التخويف، أو الصفع نتيجة الحصول على أرقام سيئة في الاختبارات وتحديدًا اختبار الرياضيات.
ضغط الآباء على الأطفال للتفوق دراسيًا في مادة الرياضيات ينتج عنها رهاب الأرقام والخوف منه بصورة شديدة، وهذا الخوف المبالغ من الأرقام يظهر عنه القيود المختلفة على المصابين، وبالتالي يؤثر على المستوى المعيشي له.
وهناك بعض العوامل الأخرى التي ينتج عنها الإصابة بالرهاب ومنها العوامل الجينية حيث يوجد بعض الأشخاص الذين لا يمتلكون القدرة على التعامل مع الأرقام والمسائل الحسابية، وهناك بعض العوامل الوراثية التي ينتج عنها الإصابة بالرهاب، وكيمياء الدماغ.
تمكن مجموعة من الباحثين في جامعة ولاية أوهايو من اكتشاف أن الخوف من الأرقام قد يكون في الجينات.
وتمكنوا من اكتشاف ذلك عبر اكتشاف القلق الشديد عند بعض الأشخاص عند البدء في حل المسائل الرياضية، ولهذا من الهام أن نقوم بتدريب المعلمين على تقبل عذر عدم قدرة الأطفال على حل المسائل الرياضية في الصغر، والتعامل مع الأمر بأسلوب تربوي للوصول إلى أصل المشكلة وعلاجها.
مصاب رهاب الأرقام لا يتعرض إلى صعوبة دراسة مادة الرياضيات، أو المواد التي تتعلق بالأرقام فقط، بل يشعر بالانزعاج عند رؤية الأرقام في التقويم، أو التعامل مع الهاتف.
وكذلك يشعر المصاب بالأعراض المختلفة عند رؤية الملاحظات التي تحتوي على التاريخ، أو الأرقام.
كما يواجه ضغط شديد عند التسوق؛ لأنه يكون بحاجة للتعامل مع الأرقام عند قراءة الأسعار.
وكذلك يكونون غير قادرون على التعامل مع الأشخاص، وهذا ينتج عنه عدم اندماج المصاب مع الأشخاص الأخرين اجتماعيًا.
جفاف إيران بالأرقام | العطش وشيك.. ماذا حدث؟ أمر الله أم سياسات خامنئي؟ | س/ج في دقائق
يشعر بعض الأشخاص بالخوف عند التعامل مع الرقم 13 نتيجة للاعتقادات المحددة، أو الخرافات.
حيث يرتبط هذا الخوف ببعض الأمور المختلفة منها الاعتقاد بأن رقم 13 يعمل على جلب الحظ السيء في الكثير من الثقافات.
ويظهر الخوف من الرقم 13 في بعض المعتقدات الدينية كالمسيحين الأوائل.
هناك بعض الفنادق التي لا تحتوي على الغرفة رقم 13 أو الطابق رقم 13 تجنبًا للأمور المختلفة التي حدثت بهم، والاعتقادات السيئة عنهم.
هناك الكثير من الأشخاص في الثقافة الغربية الذين يشعرون بالذعر من الرقم 666 وهو أحد أنواع رهاب الأرقام ويأخذونه على محمل الجد.
وأهمهم الرئيس السابق رونالد ريغان حيث قام بتغيير الرقم الخاص بشارع منزله من 666 إلى الرقم 668 في لوس إنجلوس، ويقال أن هذا الرقم يطلق عليه رقم الوحش.
يوجد الكثير من المعتقدات حول الرقم 4 وبصورة خاصة في آسيا بأنه رقم يشير إلى الحظ السيء؛ وذلك لأن هذا الرقم في العديد من اللغات المحلية يشبه كلمة الموت ومنها دولة الصين، واليابان، وفيتنام.
وكذلك تقوم الفنادق بعدم ترقيم الطوابق، أو الغرف بالرقم 4؛ وذلك في الغرب.
كما لا تتضمن المصاعد الكهربائية الرقم 4 بل تنتقل المصاعد من الدور الثالث إلى الخامس بصورة مباشرة.
وهناك بعض الشركات التي قامت بإتباع ذلك، حيث لا تتضمن كاميرات كانون الرقم 4، وهواتف سامسونج أيضًا لا تتبع طراز الرقم 4.
النمو الاقتصادي في السعودية | أهم الأنشطة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية
يوجد العديد من طرق علاج الرهاب من الأرقام ومنها البرمجة اللغوية للدماغ لزيادة قدرتها على التعامل مع الأرقام بصورة طبيعية، وتعزيز ثقة المريض في نفسه عند التعامل مع الأرقام بأي صورة.
العلاج النفسي لمرضى رهاب الأرقام من أفضل الطرق التي يبدأ فيها المدرب المختص على تدريب المريض على التعامل مع الأرقام، ومساعدته على تقبلها.
يقوم المعالج بإتباع بعض الطرق التي تجعل المريض يمتلك القدرة على التعامل مع الأرقام، والسيطرة على خوفه من التعامل معها، وتقديم يد العون إليه في حل المسائل الحسابية البسيطة والتدرج في الحل للوصول إلى المسائل المعقدة.
وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب المختص إلى علاج رهاب الأرقام باستخدام أدوية مضادات الاكتئاب البسيطة التي لا ينتج عنها الإدمان، بل تساعد على زيادة تكيف المصاب على التعامل مع الأرقام وعدم الشعور بالأعراض المزعجة عند رؤيتها.
ويتم تقليل جرعة الأدوية بالتدريج حتى يصبح المريض قادر على التعامل مع الأرقام دون الشعور بالخوف، والجدير بالذكر أن العلاج بالأدوية تعتبر أخر طرق العلاج التي يلجأ إلى الطبيب تجنبًا لآثارها الجانبية.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
