تعتبر مدينة طنجة أحد أهم وأقدم مدن المغرب، وتوجد في الجزء الشمالي وتمثل عاصمته وهي ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمغرب لكثرة سكانها وتنوع مجالاتها.
تتميز المدينة بالنشاط السياسي والصناعي والاقتصادي، كما تحتوي على جانب ثقافي كبير، وتشكل قاعدة السياحة في المغرب لكثرة معالمها وأثارها المتنوعة من مختلف الحضارات والمناظر الجميلة والمناطق التاريخية والدينية.
وتحظى بمكانة متميزة لموقعها الفريد فهي نقطة ملتقى بين القارتين الأفريقية والأوروبية.
كمبوديا | معلومات عن كمبوديا وأهم المعالم السياحية الموجودة بها
تعود طنجة في تأسيسها لزمن بعيد حيث أنها أنشأت تقريبًا في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واتخذها التجار الفينقيون موطنًا لهم وذلك في القرن العاشر قبل الميلاد.
وخلال فترة بسيطة شكلت نقطة تجارية هامة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، في القرن الواحد من الميلاد دخلت ضمن الامبراطورية الرومانية، ثم صارت لزمن طويل عاصمة للمقاطعة الرومانية عام 42م.
وفي عام 534م أخذها البيزنطيون وتركوا حكمه لأحد العائلات الغمارية المحلية إلى أن قام بفتحها الأمويون عام 702م.
عند بدء الفتوحات الإسلامية في الأندلس عام 711م عادت الحيوية والسكينة للمدينة، ولكن تم الاستيلاء عليه من قبل الأمازيغ عام 740م، واستمرت عاصمة لهم حتى عام 791م.
عادت سيطرة الخلافة مرة أخرى لمدة قصيرة لا تتجاوز العامين، ثم انضم سكانها لأحد المذاهب الشيعية وتبعوا إدريس ابن عبد الله العلوي.
خاضت طنجة عدد من الهجمات الأموية إلى عام 1017م حتى قرر أهلها الاستقلال عن الأندلس وبايعوا علي بن حمود الإدريسي، وأصبحت تحت سيطرة بنو حمود هي والأندلس أيضًا.
بعدها ظلت المدينة لزمن طويل تتناقل بين سيطرة السلطات والإمارات، واستعمرت لعدة مرات من ضمنها الاستعمار الأجنبي من قبل البرتغاليين والإسبانيين.
في عام 1684م استحوذ عليها الجيش العلوي المغربي وفي عام 1844م قامت فرنسا بقصف المدينة ولذلك تم قبول المعاهدة التي نصت على ضم طنجة ومدينة الجديدة بالمغرب بمثابة أراضٍ فرنسية.
في عام 1912م تم تقسيم المغرب بين فرنسا وإسبانيا، ونفي إلى المدينة السلطان عبد الحفيظ بن الحسن، ولكن بسبب قلة أعداد المغاربة بها سيطرت السلطات الأجنبية عليها.
وبعد ان عاصرت المدينة الحرب الأهلية الاسبانية، والحرب العالمية الثانية تركت بريطانيا لإسبانيا حق التصرف بشؤن المدينة.
في عام 1956م أعلن ملك المغرب محمد الخامس استقلال المدينة وتبعيتها للمغرب فتركها عدد كبير من الأجانب.
بذلك صارت المدينة النقطة البارزة تجاريًا واقتصاديًا في شمال أفريقيا والبحر المتوسط كله.
توجد مدينة طنجة في الجزء الشمالي من المغرب، وهي أقرب المدن العربية الواقعة قرب قارة أوروبا، يفصل بينهم مسافة تبلغ 14كم فقط.
تطل المدينة على أهم المسطحات المائية في العالم وهي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وتصل بين القرة الأوروبية والأفريقية بنقطة مهمة جدًا هي مضيق جبل طارق.
كل هذه التفاصيل جعلتها تزخر بموقع استراتيجي زاد من المطامع بها، وعرضها للاحتلال لمرات عديدة.
تحتوي المدينة على عدة وديان مثل واد الحلق وواد الشط وغريفة وغيرهم، ومساحة المدينة تبلغ 124كم مربع كما أنها تبعد فوق سطح البحر لمسافة 20متر.
تحاط المدينة بأسوار بلغ طولها حوالي 2200متر، وتنقسم داخليًا إلى خمسة أحياء، ولها عشرة أبواب.
أما فلكيًا تقع بين خطي عرض 46-35شمالاً وخطي طول 5.48-14جنوبًا.
الأزمة المغربية تقسم أوروبا | كيف أشعلت المغرب شرارة الحرب العالمية الأولى؟ | الحكاية في دقائق
تتميز طنجة بمناخ جميل على الوجه العام بسبب تواجد المسطحات المائية حولها.
صيفها دافئ لطيف، وأقصى درجة حرارة يصل لها هي 28درجة مئوية، بينما الشتاء يكون بارد ورطب، ولا تنخفض درجة الحرارة لأقل من 8درجة مئوية.
تسقط بها الأمطار بغزارة أحيانًا لتصل إلى ما يعادل 700ملم سنويًا، كما تمر بفترات بها رياح عاصفة أثناء فصل الشتاء لوقوعها على مضيق جبل طارق.
طبقًا للإحصائيات المدروسة والمعلن عنها لعام 2014م فإن تعداد السكان بمدينة طنجة هو1.065.601نسمة وتصنف من المدن المأهولة بالسكان.
تأتي في الترتيب السادس من حيث تعداد سكانها بالنسبة لمدن المغرب، أما بالنسبة لمساحة المدينة فأن الكثافة السكانية بها تقدر بحوالي 7.026فرد لكل كيلو متر مربع بها.
تعد مدينة طنجة من أغنى مدن المغرب التي تتمتع باقتصاد لا مثيل له وذلك في شتى المجالات الجاذبة للدخل، والتي يتشكل من خلالها شكل الاقتصاد.
الصناعة بها تحتل المركز الثاني وسط مدن المغرب اذ تعمل عدد من المصانع في الملابس التي يتم تصديرها للخارج.
كما تتركز بها صناعة السيارات التي تنتمي لشركات عالمية ذات شهرة، بالإضافة إلى جانب الطباعة والنشر وتصنيع المنتجات الغذائية والكيميائيات.
تحتوي على أهم أربعة مناطق صناعية بالمغرب مما يوفر عدد كبير من فرص العمل لسكانها.
أما التجارة في طنجة تظهر بوضوح من خلال المنطقة التجارية الحرة وهي فريدة من نوعها على مستوى مدن المغرب.
توجد بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط على مساحة 5.46هكتار بالميناء القديم، ولها رصيف خاص بها بطول 130متر، وقد شغل جزء منها بالمجال الصناعي حيث جذبت عدة مقاولات بسبب قوتها ومميزاتها.
بالإضافة إلى ميناء المدينة المتواجد غرب مضيق جبل طارق وهو من أقوى الموانئ في هذا العصر، وقد تم تشييده في القرن السابع عشر على يد الانجليز.
يضم مرسى صغير للمراكب والبواخر الصغيرة، وعدد من الأرصفة، كما أن به معبر بطول 600متر.
لكنه منذ عام 2010م تحول من ميناء تحاري إلى ميناء ترفيهي يقتصر على استقبال المراكب الناقلة للسياح والزوار للمدينة.
تضم المدينة مطار دولي يساهم بدخل ملحوظ في اقتصادها، والجدير بالذكر في شرح اقتصاد المدينة هي السياحة وأعداد السياح الوافدة لها سنويًا.
فالموقع والمعالم والتنوع الحضاري ووجود الساحل بها جعلها مقصد سياحي لعدد كبير من السياح من أنحاء العالم.
مما جعلها تشارك في الدخل المالي للمدينة بجزء كبير، والدليل على ذلك هو ميناء المدينة الذي أصبح يعمل على استقبال سفن السياح القادمين لها.
الصحراء المغربية / الجمهورية الصحراوية: نعرف كيف بدأت الأزمة فكيف تنتهي؟ | محمد زكي الشيمي
تمتلك مدينة طنجة عدد هائل من المظاهر السياحية التي تتناسب مع كل السياح سواء المثقفين، أو الراغبين في تلقي العلاج أو الباحثين عن الرفاهية والمتعة.
كما أن بها أثار ووجهات دينية ومناطق سياحية راقية من منتجعات وفنادق وشواطئ.
تقوم كل هذه المناطق بتقديم خدمات مميزة تساعد السياح على التجول بالمدينة والتمتع بجمالها، وأهم هذه المعالم هي:
يعتبر المسجد أحد الوجهات السياحية الرائعة في المدينة، حيث أنه يمتاز بطابع معماري خاص وزخرفات ونقوش بالوان جميلة.
وقد بني على الطراز الفني الإسلامي ويوجد جنوب غرب المدينة بالقرب من السوق الكبير، وتم تشيده عام 1917م وظل خالدًا بنفس التفاصيل حتى هذه الأيام.
يضم القصر عدة مرافق تتمثل في مسجد، دار، سجون، حدائق وبيت المال يشتهر بين السياح والمواطنين باسم دار المخزن، ويوجد شرق القصبة وتم تركه كمتحف في عام 1938م.
تحتوي المدينة على عدد كبير من الشواطئ الرائعة ذات الطبيعة الخلابة فمياهها جميلة زرقاء ورمالها ذهبية، نظرًا لإطلال المدينة على كل من المحيط والبحر، بالإضافة إلى مياه المضيق.
ولهذا تختلف التجربة فيها عن زيارة أي مدينة أخرى، كما تتعدد بها النشاطات البحرية والبرية التي يبحث عنها الكثير من السياح.
مساحتها حوالي 30كيلو متر داخل تجويف الجبل، وهي أكبر مغارات أفريقيا وتكثر الأساطير والحكايات حولها، ولذلك تجذب أعداد وفيرة من السياح لها فهي بمثابة تجربة مميزة لهم.
تتميز الكنيسة بتصميم معماري نادر لا مثيل له حول العالم، وبنيت على الطراز الإسلامي، وتحتوي على أبراج أقرب ما تكون إلى الصوامع الإسلامية، وبها نقوش وزخارف وبقايا منحوتات رائعة.