عودة العلاقات السعودية الإيرانية | ماذا تعني لأمريكا والصين والمنطقة؟ | س/ج في دقائق

عودة العلاقات السعودية الإيرانية | ماذا تعني لأمريكا والصين والمنطقة؟ | س/ج في دقائق

16 Mar 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: ” عودة العلاقات السعودية الإيرانية | ماذا تعني لأمريكا والصين والمنطقة؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

اتفق كلا من السعودية وايران على إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات بينهما مرة أخرى. المفاجأة أن وسيط العملية كان الصين التي تلعب مؤخرًا دور محوري في الشرق الأوسط يُثير تساؤلات عديدة فيما يخص دور أمريكا في المنطقة.

فما أبعاد وتأثير هذا الاتفاق؟


ما هي بنود اتفاقية عودة العلاقات السعودية الإيرانية ؟

باختصار شديد.

1- اتفق كلا من السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين، وتبادل الممثلين خلال مدة أقصاها شهرين.

2- تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب التي تم توقيعها في 1998.

3- تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين ايران والسعودية والتي كانت موقعة في 2001، والتأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.


بعد كل تلك الخلافات. لماذا لجأت السعودية وإيران لهذا الاتفاق؟

بحسب تحليل نيويورك تايمز، فالدافع وراء عودة العلاقات السعودية الإيرانية وحدوث هذا التحول الدراماتيكي كان براجماتي.

السعودية عمومًا في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر براجماتية في سياستها الخارجية. وهذا الاتفاق سيضمن تخفيف التوتر الذي خلقه الميليشيات التابعة لإيران في اليمن أو العراق على الحدود السعودية أو حتى لبنان التي تقع تحت سيطرة حزب الله.

وبالتالي سيساعد هذا الاتفاق السعودية على التركيز على مشروعات رؤية 2030 بمشاكل أقل.

في المقابل، كانت إيران مضطرة لتخفيف التوتر وسط أزمة الاحتجاجات الداخلية والتراجع الاقتصادي. والأثر كان واضحًا كما رصدت سكاي نيوز، أن الريال الإيراني ارتفع أمام الدولار بشكل فوري بعد الإعلان عن استئناف العلاقات.


بعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية هل انتهى الخلاف بين الدولتين؟

يمكننا القول بأن معظم الخلافات انتهت بالفعل.

لكن بحسب دينيس بوشار: مستشار شؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قال إن الاتفاق لم يذكر الملف النووي وبالتالي ستظل إيران مستمرة في البرنامج النووي، خصوصًا إن الأمل في إحياء الاتفاق النووي شبه مستحيل حاليًا.


لماذا ظهرت الصين كوسيط في اتفاق عودة العلاقات السعودية الإيرانية ؟

تمتلك الصين علاقات قوية مع إيران والسعودية، ونجاحها في جمعهم على اتفاق واحد بعد سنوات القطيعة معناه مكسب واضح لنموذج الدبلوماسية الصينية بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، والتي اعتبرت إن نجاح الوساطة بين دولتين تم وصفهم كأعداء في الشرق الأوسط من غير تدخل أمريكي تأكيد لدور بكين الدبلوماسي.

كان دور بكين الدبلوماسي محل جدل في السابق لأنه اقتصر على مبادرات محدودة، مثل: تشجيع إيران أو كوريا الشمالية على وقف تجاربهم النووية مؤقتًا.

لكن الآن تمكنت الصين من لعب دور مهم في اتفاقية ضخمة بين دولتين بينهم كل تلك النزاعات السياسية، والدينية، والأمنية.

بحسب وول ستريت جورنال يمكن القول بأن الصين تسعى لحل المشكلات وخلق نظام عالمي مختلف ولن يكون هناك قطب واحد يتحكم في العالم.

بالنسبة لرئيس الصين “تشي جينبيغ” نفسه كان الأمر مكسب كبير خصوصًا أنه تزامن مع فوزه بفترة رئاسة ثالثة يعني انتصار مزدوج.


هل تضررت أمريكا من اتفاق عودة العلاقات السعودية الإيرانية ؟

بحسب نيويورك تايمز فالاتفاق قد يصنع اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط؛ لأن السعودية حليف لأمريكا وايران هي العدو الأساسي لأمريكا في الشرق الأوسط.

لذا، فإن الإدارة الأمريكية ستمعن النظر قبل مشاركة أي معلومة مع السعودية.

وما هو مصير اسرائيل؟ والتي كانت تتفق مع السعودية في إن الغرب لابد أن يتخذ مواقف أكثر صرامة من طهران.

بالتالي، أصبح الموضوع أزمة لأمريكا؛ لأن الشرق الأوسط كان منطقة نفوذ أمريكي والآن أصبحت الصين تفرض نفوذها سياسيًا كما فعلت قبل ذلك اقتصاديًا.

تسود حالة غضب في بعض الصحف تجاه بايدن، مثل: صحيفة نيويورك بوست، التي وصفته بالمهرج. وأيضًا موقع بيزنس انسيدر، الذي صرح بإن الاتفاقية معناها تجاهل وعدم تقدير السعودية لأمريكا في إشارة للتقارب السعودي الصيني؛ ردًا على المشكلات التي صدرت من إدارة بايدن تجاه السعودية.


هل تفاجئت أمريكا بهذا الاتفاق؟

صرح مستشار الأمن القومي جون كيربي: إن أمريكا تم إبلاغها بالمحادثات لكن لم يكن لها أي دور فيها، ومع ذلك فهي ترحب بالتهدئة و عودة العلاقات السعودية الإيرانية مع التأكيد على إن أمريكا لن تتراجع عن دورها في الشرق الأوسط.


هل تتأثر المنطقة باتفاقية عودة العلاقات السعودية الإيرانية ؟

قال موقع “إن بي أر” أن هناك فرصة تهدئة جيد للشرق الأوسط ستظهر بوضوح عندما تقف الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، والتي بلغت ذروتها في 2019 وعطلت 5% من إنتاج خام النفط اليومي.

وفي 2021 كان هناك جولات محادثات في العراق وعمان بهدف إعادة العلاقات، وهذا يعني أن دول المنطقة تسعى للاستقرار.

بالنسبة للوضع في اليمن، تسعى السعودية لإيقاف إطلاق النار، ومع هذا الاتفاق ستقل شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين، حتى وإن لم يكن هناك سلام دائم في اليمن.


كيف تأثرت إسرائيل بالاتفاق بين السعودية وإيران؟

أشارت نيويورك تايمز إلى وجود حالة من القلق داخل إسرائيل؛ نتيجة تلك الاتفاقية. على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل لكن إسرائيل ترى أن السعودية شريك محتمل ضد إيران وكان هناك أمل في تحالف إقليمي بين الدول العربية مع إسرائيل.

أشار المحللين إلى أن هناك عقبة في تكوين هذا التحالف، لكن الأمر نفسه ليس كارثي ولا نهاية العالم.

وهذا يعني أن اتفاقيات ابراهام مازالت موجودة ولن تتأثر.


هل أصبح الوضع مستقر بين السعودية وايران؟

بحسب نيويورك تايمز لا. حتى بعد اتفاقية عودة العلاقات السعودية الإيرانية لا تزال هناك عقبات أمام إقامة سلام حقيقي.

على سبيل المثال: تبذل إيران جهد كبير في إنشاء شبكة مليشياتها في الشرق الأوسط وهذا سلاح لن تتخلى عنه.

والسعودية تعلم جديًا أن تلك المليشيات تعتبر تهديدًا لها وستظل حذرة من تفعيلها ضدها مرة أخرى.

مازال هناك صراع في اليمن وحزب الله ضد السعودية في لبنان، ومازالت الحرب مستمرة في سوريا حتى وإن كان هناك إشارات لتقارب بين الرياض ودمشق.

شاهد من أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك