مخاوف في واشنطن: السعودية نحو روسيا.. هل خسرنا الرياض بسبب “حرق بايدن”؟ | ترجمة في دقائق

مخاوف في واشنطن: السعودية نحو روسيا.. هل خسرنا الرياض بسبب “حرق بايدن”؟ | ترجمة في دقائق

16 Sep 2021
السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية إيلان بيرمان في نيوزويك: الرياض تتحول شرقًا – وتحليل زميل جامعة لانكستر روبرت ماسون: السعودية روسيا: إشارة أم استراتيجية؟


في خطوة مرت دون أن يلاحظها أحد في خضم كوارث أفغانستان، وقعت السعودية اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا.

تفاصيل الاتفاق لا تزال غير معروفة، لكن التكهنات تشير إلى أنها تتضمن إمداد روسيا السعودية بدرونز ومروحيات عسكرية تحتاجها لتلبية احتياجاتها الأمنية العاجلة.

الأمير خالد بن سلمان في موسكو

الأمير خالد بن سلمان في موسكو

مخاوف قديمة

إذا وسعنا الرؤية، فإن صفقة السعودية – روسيا تمثل تحولًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط؛ إذ تعني أن الرياض بدأت التكيف مع تغييرات سياسات أمريكا في المنطقة؛ بعدما وفرت الدبلوماسية الأمريكية مع إيران، وتعاملها مع الانتفاضات العربية، أرضًا خصبة بشكل خاص لتنامي المخاوف.

في مصر، كانت السعودية مستاءة من تقاعس الولايات المتحدة عنها منذ 2011. وفي سوريا، كانت الرياض تأمل في تدخل عسكري أمريكي قوي لمنع إيران من كسب أراضٍ استراتيجية بتحالفها مع الرئيس بشار الأسد والتحالف الضمني مع روسيا.

دعوات دونالد ترامب المتكررة لسحب القوات الأمريكية من سوريا ضاعفت شعور السعوديين بالإحباط. لكن أكثر من شجع السعودية على متابعة مصالحها الأمنية الوطنية بشكل أكثر نشاطًا كان الرئيس السابق باراك أوباما حين وقع اتفاقية إيران النووية 2015 بعد مشاورات محدودة مع شركاء الخليج.

بايدن.. الحرق الدبلوماسي

ثم جاء جو بايدن الذي عملت إدرارته دون كلل ولسبعة أشهر على عكس كل جوانب نهج سلفه دونالد ترامب في الشرق الأوسط.

وعلاقة السعودية بالولايات المتحدة التي تمتد تاريخيًا عبر 76 عامًا كانت واحدة من الضحايا الرئيسيين.

التحول كان سريعًا ومثيرًا.

في فبراير 2021، أنهى رسميًا دعم أمريكا للحرب في اليمن وعلق مبيعات الأسلحة.

بعد أسبوعين، تراجع عن تصنيف الميليشيا المدعومة من إيران، كمنظمة إرهابية عالمية.

بعد أيام، واصل إزعاج السعودية بتداعيات خاشقجي ومداخلاته بشأن صراع اليمن، بينما يواصل التقرب إلى إيران، صامًا أذنيه عن المخاوف الإقليمية بشأن سلوك إيران الخبيث، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي ولو عبر “التملق” والتنازلات التي لم تأت بنتيجة حتى الآن.

وفي هذه المرحلة، تراجعت الولايات عن تطبيقها للعقوبات على إيران، وأوقفت الحوار مع عناصر المعارضة الإيرانية.

صحيح أن إدارة بايدن خففت لاحقًا نهجها بشأن مبيعات الأسلحة إلى  السعودية في أبريل 2021، لكنها عادت لإقلاق السعودية في يونيو حين أزالت أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية التي تساعد في حماية السعودية من هجمات الحوثييين، في رسالة واضحة أن بايدن مصمم على وصال إيران ولو كان ذلك يعني خطرًا كبيرًا على الحلفاء الإقليميين.

التأثير التراكمي – كما وصفه أحد المحللين البارزين – كان عملًا من أعمال “الحرق الدبلوماسي” لواحدة من أطول شراكات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

بالتالي، فلا عجب أن السعوية بدأت البحث عن حلفاء جدد.

Replaced GIFs | Tenor

إليوت أبرامز: رسالة بايدن وصلت الحوثيين “واصلوا الإرهاب.. وإنكم لمنتصرون” | ترجمة في دقائق

روسيا المستعدة دائمًا

الآن، يدور في أذهان العديد من السعوديين، مخاوف من ان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان – رغم أن الظروف مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في الخليج – يلقي مزيدا من الشكوك حول التزامات الولايات المتحدة تجاه السعودية.

هذا يسلط الضوء على مزايا الشراكات الأمنية السعودية مع قوى عالمية أو إقليمية أخرى.. إحداها روسيا.

بدا أن روسيا تعود إلى الشرق الأوسط بشكل أساسي من خلال تدخلها في سوريا ومن خلال العلاقات مع إيران.. عودة ستقصر السعودية طريقها إن أرادت.

تعكس الاتفاقية نية السعودية الحفاظ على علاقات ودية مع موسكو (وبكين) مع التركيز السعودي على إدراك إمكانات تطوير قاعدتها الصناعية العسكرية.

وبينما تسعى روسيا إلى ترسيخ موقعها الإقليمي في استكشاف الفرص في الخليج والبحث الأحمر، وغزو سوق مبيعات الأسلحة التي سبقتها إليه الصين مع الدرونز المسلحة؛ استفادت من الحالات التي قد تحد فيها الولايات المتحدة مبيعات الدرونز أو تعلقها أو تلغيها،

علاقات أوثق مع السعودية ستضيف مصداقية لعروض موسكو المتمحورة حول الأمن، وتعزز احتمالية مشاركة روساتوم في بناء محطات للطاقة النووية في المملكة، وتدعم مقترحات الكرملين لأمن الخليج لتقويض النفوذ الأمريكي في المنطقة.

بالمقابل، لو عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية أو أعادت تطبيع العلاقات مع المملكة، فقد تحصد السعودية – عبر روسيا – نفوذًا متجددًا في دمشق.

Sleepy Joe GIF - Sleepy Joe - Discover & Share GIFs

روسيا – السعودية.. ميزان حساس

في ضوء هذه الأسباب المتراكمة لعدم اليقين حول علاقتها مع الولايات المتحدة، وإجبارها على تحمل عبء دفاعي أكبر، اعتمدت السعودية نهجًا ذا شقين:

أولًا: سعت لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، بما في ذلك عبر قيادة جهود الوساطة مع قطر، وبدء مناقشات ثنائية أكثر جدية مع إيران.

ثانيًا: سعت لتوسيع تعاونها في مجال الطاقة وعلاقاتها الأمنية مع روسيا ردًا على الغموض الذي حدث تحت إدارة ترامب وعدم اليقين الناجم عن إجراءات الإدارة والكونجرس خلال إدارة بايدن.

لكن السعودية لا تبدو متجهة كليًا إلى روسيا.

حتى الآن، يفترض أن تكون الصفقة محدودة؛ فالعلاقات مع أمريكا لا تزال قوية من ناحية، ومن الأخرى.. روسيا ليست البديل الأمثل تمامًا!

تفاعلات روسيا العالمية مقيدة، وتاريخها طويل في عدم التوافق الأيديولوجي والديني مع السعودية.. فضلاً عن ضعف الثقة المتبادل؛ خصوصًا مع شكوك فلاديمير بوتين طويلة الأمد حول “مكائد سوق النفط” في أوائل التسعينيات، التي ربما تكون قد ساهمت في انهيار الاتحاد السوفيتي، وأخيرًا احتمال تصادم روسيا والسعودية مجددًا بشأن السياسة النفطية في السنوات المقبلة، وكذلك وجهات النظر المتباينة بشأن سوريا واليمن وأوكرانيا.

Customer Satisfaction at the Push of a Button | The New Yorker

ملصحة وطنية

بهذه الظروف، يجذب التعاون السعودية – روسيا على عدد من المستويات؛ حيث يبحثون عن صفقات عملية قائمة على المصالح المشتركة. لكن من المحتمل تمامًا أن الرياض أبلغت واشنطن بشكل ما حول الاتفاقية الأخيرة مع روسيا.. ربما خلال زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن في يوليو.

السعودية إذن لا تتحرك إلى روسيا كيدًا في إدارة بايدن، بل في سياق رؤيتها الوطنية، وفي حدود متطلباتها العسكرية، وطبيعة التهديدات الإقليمية المتطورة، وعلاقتها الحالية مع الولايات المتحدة.

تفعل السعودية ذلك بميزان حساس يدقق في ما إذا كانت الفائدة من تعزيز التعاون مع روسيا تستحق المجازفة باحتمال إضعاف التعاون الدفاعي والاستخباراتي مع الولايات المتحدة ، وربما مع بقية الغرب.. اتجاه سيستمر إلى حين.

حتى الديمقراط أدركوا ورطة اليمن: بايدن لم يتخذ قرارًا خارجيًا صائبًا طوال 4 عقود | ترجمة في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك