سحب باتريوت من السعودية | من الخاسر في تودد بايدن لإيران.. واشنطن أم الرياض؟ | س/ج في دقائق

سحب باتريوت من السعودية | من الخاسر في تودد بايدن لإيران.. واشنطن أم الرياض؟ | س/ج في دقائق

6 Apr 2021
السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الرئيس الأمريكي جو بايدن يأمر البنتاجون بالبدء في سحب بعض القدرات العسكرية “وبينها بطاريات باتريوت – والقوات الأمريكية من السعودية في الخطوات الأولى من محاولة إعادة تنظيم العسكرية الأمريكية بعيدًا عن الشرق الأوسط.

خطوة سحب باتريوت من السعودية في رأي البعض جزء من إعادة ترسيم العلاقات مع الرياض. لكن الولايات المتحدة تقول إنها تبحث عن طرق بديلة لحماية السعودية من هجمات المتمردين الحوثيين.

في رأي آخرين الخطوة ليست أكثر من إجراء روتيني متكرر، لكنها أبرزت سياسيا بسبب السياق الذي تأتي فيه.

عديد من الخبراء يرون أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لإقناع إيران بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون شريكًا جيدًا في المستقبل، باعتبار أن إيران هي القوة “الحقيقية” الوحيدة في الخليج.

لكن ذلك سيترك تداعيات جيوسياسية أوسع، حيث سيتطلع حلفاء الولايات المتحدة وأصدقاؤها إلى إبرام صفقات مع الخصوم المحتملين لحماية أنفسهم.

س/ج في دقائق


هل هي المرة الأولى التي تقرر فيها أمريكا تعزيزاتها؟

لا. قرارات نشر وسحب التعزيزات الأمريكية من الشرق الأوسط عمومًا أو السعودية تحديدًا – خصوصًا منظومة باتريوت الدفاعية المتحركة – مرتبطة بتطورين:

  • تقييم البنتاجون لمدى الخطر الذي تمثله إيران في المنطقة.

  • مدى أهمية الشرق الأوسط مقارنة بمناطق أخرى بالنسبة لخطط الإدارة الأمريكية.

في حقبة دونالد ترامب، قلص البنتاجون انتشار منظومة باتريوت في المنطقة مرتين؛ الأولى في سبتمبر 2018 “4 أنظمة صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين” والثانية في مايو 2020 “4 أنظمة: 2 من السعودية و2 من دول أخرى”.

في 2020، قالت وول ستريت جورنال إن قرار السحب يشمل كذلك عشرات العسكريين الذين نشرتهم في المنطقة بعد هجمات أرامكو، وسربين من المقاتلات الأمريكية، والنظر في تقليص الانتشار البحري في الخليج.


ما مبررات السحب في المرتين السابقتين؟

البنتاجون قال حينها إن سحب باتريوت من السعودية جزء من إستراتيجية الولايات المتحدة لترتيب أولويات الموارد العسكرية المحدودة – بما في ذلك السفن الحربية وأنظمة صواريخ باتريوت – وفق التطورات على الأرض، وهو ما ذهب حينها إلى مواجهة النفوذ العسكري الصيني المتزايد في آسيا.

وأضاف البنتاجون أن نقل القوات من الشرق الأوسط وإليه “روتيني”، مؤكدًا أن قرار نشر القدرات كان مؤقتًا بسبب التقديرات حول الخطر الذي تمثله إيران، وأن قرار السحب استند على انتفاء السبب؛ باعتبار أن “إيران لم تعد تشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية، بعدما أدى اغتيال قاسم سليماني إلى ردع إيران التي انشغلت بنفسها للتعامل مع تبعات تفشي فيروس كورونا”.

وأضاف البنتاجون أن لديه القدرة على تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية في المنطقة في فترة قصيرة إن استدعت الحاجة.


التقليص الأحدث.. ماذا سحبت أمريكا من السعودية مؤخرًا؟

وجه الرئيس الأمريكي بالبدء في سحب بعض القدرات العسكرية والقوات من منطقة الخليج في خطوات أولى لمحاولة إعادة تنظيم العسكرية الأمريكية بعيدًا عن الشرق الأوسط.

التقليص شمل 3 بطاريات باتريوت على الأقل، إحدها من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية “كانت مستثناة سابقًا”.

وسحبت إدارة بايدن قدرات عسكرية أخرى، بما في ذلك حاملة طائرات وأنظمة مراقبة، ليؤكد مسؤولون لوول ستريت جورنال أن “تخفيضات إضافية قيد الدراسة”.

إليوت أبرامز: رسالة بايدن وصلت الحوثيين “واصلوا الإرهاب.. وإنكم لمنتصرون” | ترجمة في دقائق


هل يتبع ذلك تخفيض القوات الأمريكية في المنطقة؟

ترى وول ستريت جورنال إن سحب باتريوت وحاملات الطائرات والقدرات العسكرية الأخرى من السعودية يعني أن عدة آلاف من القوات الأمريكية قد تغادر الشرق الأوسط بمرور الوقت.

اعتبارًا من أواخر 2020، كان هناك حوالي 50 ألف جندي أمريكي في المنطقة، من أصل 90 ألفًا كانوا موجودين في ذروة التوترات بين إدارة ترامب وإيران قبل حوالي عامين، وجرى تخفيضهم وتخفيض معداتهم وإزالة بعض بطاريات باتريوت خلال العام الماضي أثناء حكم ترامب.

رفض مسؤولو البنتاجون الإدلاء بتفاصيل محددة بشأن التخفيضات في القدرات أو القوات العسكرية، ولم يعلق مسوؤلو السعودية على الخطط الأمريكية.



هل يحتاج الخليج لمنظومة باتريوت أصلًا؟

تُستخدم أنظمة باتريوت في السعودية للتصدري الصواريخ التي يطلقها الحوثيون بانتظام من اليمن. وتقول وول ستريت جورنال إنها لعبت دورًا “رمزيًا” في مواجهة تهديدات إيران”.

لكن أنتوني كوردسمان، الزميل الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يقول إن أنظمة باتريوت في الخليج قد لا تخدم في الوقت نفسه الغرض الذي كانت تؤديه من قبل؛ جزئيًا لأن إيران “وميليشياتها بالتبعية” تفتقر إلى نوع القدرة الصاروخية المطلوبة لتوجيه الهجمات الدقيقة.

يضيف أن نشرت باتريوت في الخليج كان مخصصًا بالأساس للدفاع الجوي، وهو التهديد الذي لم يعد موجودًا ببساطة؛ لأن إيران لا تملك سلاح جو يوازي تفوق دول الخليج التي باتت بحاجة أكبر لمنظومات تواجه صواريخ إيران غير الدقيقة.

مبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن | كيف وضعت الرياض الحوثيين في مواجهة بايدن؟ | حقائق في دقائق


أين أهمية الخطوة إذن؟

ستيفن برين، نائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق وزميل أول الدراسات الدفاعية في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، يقول إن خطورة خطوة بايدن الأكبر في رمزيتها: “إدارة ظهر واشنطن للأصدقاء في السعودية بينما يواجهون خطرًا حقيقيًا من هجمات الحوثيين ومن خلفهم إيران””، وفي انتفاء الحاجة المعلنة “لم يذكر البنتاجون المكان الذي ستنقل إليه البطاريات”، بينما توقع الصين صفقة إستراتيجية طويلة الأمد مع إيران،

إدارة بايدن علقت على الصفقة الصينية بأن “الصين والولايات المتحددة تتشاركان نفس الهدف: منع إيران من امتلاك سلاح نووي”، وهو ما يعطي رسالة إلى الحلفاء الآخرين في أوروبا بأن الوقت مناسب للعودة إلى إيران.

يضيف برين أن السبب المحتمل الوحيد “وغير المبرر” هو اختيار إدارة بايدن نبذ السعودية وتقويض علاقة استراتيجية وعسكرية واقتصادية طويلة الأمد مع المملكة ودول الخليج الأخرى الموالية لأمريكا.

التفسير المحتمل، بحسب برين، أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لإقناع إيران بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون شريكًا جيدًا في المستقبل، وأنها تعتبر إيران القوة “الحقيقية” الوحيدة في الخليج، وأنها تعترف بسيطرتها المباشرة على العراق من خلال وكلائها، وبشكل فعال على لبنان من خلال حزب الله، ودوها كلاعب رئيسي في سوريا.

أوباما الإسلامي | جنوح بايدن إلى إيران على حساب السعودية تفسيره أغرب مما تتخيل | ترجمة في دقائق


ما خيارات السعودية البديلة؟

إدارة بايدن قالت إنها لا تريد تدمير العلاقة مع السعودية وإنها ستبحث عن طرق أخرى لمساعدة الرياض ضد هجمات الحوثيين. أضافوا أن “فريق النمر” التابع للبنتاجون يبحث فعلًا المعدات وبرامج التدريب التي يمكن مشاركتها مع السعودية ضمن خطة نقل عبء الدفاع عن الأراضي السعودية من واشنطن إلى الرياض.

لكن السعودية تحاول فعلًا إعادة هيكلة درع الدفاع الجوي دون الحاجة لإدارة بايدن وهناك عدة بدائل لذلك:

1- أحد الخيارات هو شراء نظام الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا. حاول السعوديون ذلك قبل بضع سنوات، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من واشنطن. ربما تشكو واشنطن مجددًا إذا كررت السعودية المحاولة. لكن الاعتراض قد يكون حينها بلا قيمة.

2- الخيار الآخر قد يكون شراء أنظمة دفاع جوي من إسرائيل، والتي سيكون الكثير منها بلا شك جذابًا للمملكة. لكن بعضها، مثل القبة الحديدية وآرو يتطلب تراخيص تصدير أمريكية.

3- لكن يمكن أن يكون أحد الأنظمة الإسرائيلية جذابًا للغاية للسعودية، بما فيها نظاما سبايدر إس إر أو سبايدر إي آر المتحركين، أو صواريخ بايثون أو ديربي المحلية الصنع المجهزة للاستخدام ضد صواريخ الأرض جو.

لكن عقد صفقة مماثلة مع إسرائيل قد يحتاج من السعودية ترقية تواصلهما غير الرسمي إلى علاقة دبلوماسية حقيقية. وهو صعب في الوقت الحالي.


هل سيكون لما حدث مع السعودية تبعات على المستوى العالمي؟

تقول وول ستريت جورنال إن إجراءات بايدن أحادية الجانب تجاه المنطقة تعمل على تقويض أي مظهر من مظاهر الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط ودول الخليج.

هذا بدوره سيشعر الآخرين الذين يعتمدون على التأكيدات والعلاقات الأمنية الأمريكية بالشك في  الموثوقية الأمريكية، أو على الأقل استعدادها للتخلص من الحلفاء والأصدقاء على المدى الطويل.

سيكون لهذا تداعيات جيوسياسية أوسع، حيث سيتطلع حلفاء الولايات المتحدة وأصدقاؤها إلى إبرام صفقات مع الخصوم المحتملين لحماية أنفسهم.

حتى الديمقراط أدركوا ورطة اليمن: بايدن لم يتخذ قرارًا خارجيًا صائبًا طوال 4 عقود | ترجمة في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك