أوراق يراد لها أن تظل سرية.. هل تورطت السعودية في هجمات 11 سبتمبر فعلًا؟ | س/ج في دقائق

أوراق يراد لها أن تظل سرية.. هل تورطت السعودية في هجمات 11 سبتمبر فعلًا؟ | س/ج في دقائق

13 Sep 2021
السعودية الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

من حين إلى آخر تتصاعد اتهامات إعلامية للسعودية بالتورط في هجمات 11 سبتمبر.. الادعاء يتكرر في الميديا الأمريكية منذ 20 عامًا، تعاقب خلالها أربعة رؤساء، من الحزبين الأساسيين… والدليل: “التقارير السرية”.

خلال عقدين، تتكرر المطالبات بكشف “التقارير السرية”. وفي نفس الفترة، توالت التحقيقات، وتوالى كشف “الوثائق السرية” وآخرها في سبتمبر 2021. والنتيجة: “لا دليل”..

السعودية نفسها طالبت مؤخرًا برفع كامل للسرية عن وثائق 11 سبتمبر. لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تصر على “التنقيح الشديد” لما يصدر عنها تباعًا.

فهل السعودية متورطة في هجمات 11 سبتمبر فعلًا؟

س/ج في دقائق


لماذا البحث عن دور محتمل يخص السعودية في 11 سبتمبر كل هذه السنوات؟

الدافع هو دعوى قضائية ضخمة رفعتها عائلات ضحايا 11 سبتمبر أمام محكمة اتحادية في مانهاتن، زعموا فيها أن السعودية “تواطأت” في الهجمات.

ولـ 15 عامًا، امتنعت المحاكم الأمريكية عن قبول الدعاوى بسبب “الحصانة السيادية” التي تحمي الحكومات الأجنبية.

لكن الكونجرس الأمريكي تجاوز في 2016 حق النقض من الرئيس باراك أوباما، لتمهيد الطريق أمام الدعوى من خلال الموافقة على قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، ليبدأ المسار القضائي.

ويقول محامو العائلات إنهم جمعوا 11,000 صفحة من الوثائق الداخلية السرية للحكومة الأمريكية، واستدعوا العديد من الشهود السعوديين في محاولة لإثبات سلسلة من الاتصالات يقولون إنها تمثل شبكة دعم ستصل إلى حكومة السعودية في النهاية.

شون كارتر، أحد المحامين الذين يمثلون عائلات الضحايا قال إن إثبات مسؤولية السعودية التمويلية في هجمات 11 سبتمبر يمكن أن يؤدي إلى “عدة مليارات من الدولارات” كتعويضات.


علام تستند أسر الضحايا؟

مصدر الاتهام الأول أن 15 من إرهابيي القاعدة الـ 19 المتورطين في هجمات 11 سبتمبر سعوديون. بخلاف أن أسامة بن لادن ينتمي إلى واحدة من أغنى عائلات السعودية.

الجهات الرسمية في الولايات المتحدة قالت إنها لا تملك أدلة على دور مباشر لعبته السعودية في 11 سبتمبر.

لكن الميديا الأمريكية تعتبر أن “أهم الأدلة” ملخص داخلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي يعود إلى 2012، قال فيه إنه (يُعتقد) أن مسؤولًا سابقًا في سفارة السعودية “مساعد أحمد الجراح” (ربما) كلف سعوديين آخرين “عمر البيومي – فهد الثميري – أسامة بسنان” بتقديم (مساعدات غير مباشرة) لـ خالد المحضار ونواف الحازمي عند وصولهما إلى أمريكا في 2000.


ما نوع المساعدات المفترضة؟

وفق الملخص، أصبح عمر البيومي صديقًا للخاطفين بعد وقت قصير من وصولهما سان دييغو في 2000؛ فساعدهما في العثور على منزل، وفتح حسابات مصرفية ورخصة قيادة وبطاقة ضمان اجتماعي.

لكن بيومي أخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقًا أنه التقى الرجلين صدفة في مطعم، ووافق على مساعدتهما كواجب ضيافة تجاه “أشقاء سعوديين”.

The Parkwood Apartments in San Diego where al-Mihdhar and al-Hazmi lived.

الشقة التي أقام فيها خالد المحضار ونواف الحازمي قبل هجمات 11 سبتمبر

الثميري، كان دبلوماسيًا في مكتب القنصلية السعودية في لوس أنجلوس. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه رصد اتصالات هاتفية مكثفة بين الثميري وبيومي.

أسامة بسنان، سعودي ثالث يعيش في سان دييغو ، رصدته الوثائق، بعدما رصد المكتب تلقي زوجته شيكات بعشرات الآلاف من الدولارات من زوجة السفير السعودي في واشنطن. لكن السعودية تقول إنها كانت “جهدًا خيريًا لتمويل فواتير خدمات طبية لزوجة بسنان التي كانت تعالج حينها”.

Released FBI document

جانب من الوثائق التي رفع عنها السرية مؤخرًا بشأن دور السعودية في هجمات 11 سبتمبر


هل نملك ما يثبت/ ينفي تورط السعودية في 11 سبتمبر 2001؟

 ريتشارد لامبرت، الذي قاد التحقيق الأولي لمكتب التحقيقات الفيدرالي في 11 سبتمبر في سان دييغو، يرى أن هناك “أدلة ظرفية” لكنها “ليست حاسمة”.

التقرير النهائي للجنة 11 سبتمبر (صدر 2004) يبقى أكبر المراجح. قال إن “أراضي السعودية كانت تعتبر مصدرًا رئيسيًا لتمويل القاعدة”. لكنه أضاف: “لم نعثر على أي دليل على أن الدولة السعودية كمؤسسة أو عبر كبار المسؤولين بشكل فردي مولوا الهجمات”.

ولسنوات بعد التقرير، لاحق مكتب التحقيقات الفيدرالي الصلات المحتملة بين السعودية والمتورطين في 11 سبتمبر. لكن وزارة العدل أغلقت التحقيق دون اتهامات.

وفي 2015، أعادت لجنة فيدرالية النظر في نتائج لجنة 11 سبتمبر بعد حمع مكتب التحقيقات معلومات جديدة. لكنها وصلت نفس النقطة في ما يخص السعودية باعتبار أن “المعلومات الجديدة ليست كافية لتغيير النتائج الأصلية”.

نفس النتيجة تكررت في الوثائق الأحدث في سبتمبر 2021: “لا أدلة قاطعة”.


لماذا بقي السؤال معلقًا حتى بعد كشف الوثائق الجديدة؟

بعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة، نفت إدارة بوش علاقة السعودية بالهجمات. لكن الميديا الأمريكية قالت إن الإدارة “قمعت الأدلة” كي لا توتر علاقتها بحليف يملك تأثيرًا سياسيًا هائلًا في واشنطن، ويملك النفط.

لكن الإدارات الأمريكية تعاقبت بين الحزبين، وأصر المسؤولون خلال 20 عامًا أن الحكومة الأمريكية لا تخفي أي دليل قاطع على تورط السعودية. كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي كليًا فكرة تأثير اعتبارات السياسة الخارجية على التحقيقات.

ويصر مسؤولون حاليون وسابقون ومدعون فيدراليون، قابلتهم نيويوك تايمز، أنهم لن يترددوا أبدًا في ملاحقة أي سعودي يمكن أن يكون مرتبطًا بمؤامرة 11 سبتمبر حتى لو لم تكن محاكمته في الولايات المتحدة ممكنة “باعتبار أن السعودية لا تسلم مواطنيها”.

مع ذلك، بقي السؤال الأكثر إحراجًا: لماذا واشنطن غير مستعدة دائمًا لرفع السرية عن الوثائق؟ ولماذا “التنقيح الشديد” لوثيقة الـ “16 صفحة” التي صدرت حديثًا؟

السؤال أكثر خصوصية في عهد بايدن. فبينما رفضت إدارات بوش – أوباما – ترامب رفع السرية متعللة بمخاوف الأمن القومي، فإن بايدن سبق أن اتخذ من السعودية موقفا عدائيا كما رفع السرية عن وثائق سابقة تخص مقتل جمال خاشقجي. بالتالي، كان يفترض أن يكون “أكثر انفتاحًا” بشأن وثائق 11 سبتمبر التي كان يفترض أن تقدم الدليل “إن وجد”.


 هل يمكن أن تكشف الوثائق ما يحرج واشنطن أكثر من السعودية .. صراع الوكالات الأمريكية؟

بحسب إنترسبت، حددت وكالة المخابرات المركزية اسمي خالد المحضار ونواف الحازمي “الرئيسيين في اتهام السعودية” باعتبارهما من عناصر القاعدة أوائل عام 2000؛ جزئيًا استنادًا إلى مشاركة المحضار في اجتماع في ماليزيا راقبته الوكالة.

من هذه اللحظة، تعقبت الوكالة تحركاتهما الدولية. لكنها لم تنقل المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وكالات محلية أخرى، ولم تضعهما على قوائم مراقبة.

بالتالي، سافرا إلى الولايات المتحدة باسميهما الحقيقيين وبتأشيرات سياحية، دون أن يعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي أنهما موجدان في الولايات المتحدة إلا قبل أسابيع من هجمات 11 سبتمبر، رغم أن مراجعات حكومية أكدت أنهما كانا يعيشان في سان دييجو علانية.

Al-Mihdhar and al-Hazmi.

جوازي سفر المحضار والحازمي

وفي التحقيقات، لم يتمكن المكتب من تجميع التسلسل الزمني المفصل لتحركات الرجلين في أول أسبوعين بعد وصولهما مطار لوس أنجلوس في 15 يناير 2000.

أنور العولقي | هل كان قيادي القاعدة عميلًا “محروقا” للمخابرات الأمريكية؟ | الحكاية في دقائق


أين السعودية في صراع 11 سبتمبر بين الوكالتين؟

بينما قال مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي إنهم لا يملكون دليلًا قويًا على أن السعودية أو أيًا من كبار مسؤوليها ساعدوا “عن عمد” إرهابيي 11 سبتمبر.. وأن “سعوديين في مستوى منخفض ساعدوا الخاطفين في كاليفورنيا”، يؤكدون أنهم “لم يجدوا ما يشير إلى أن السعوديين كانوا يعرفون أن الرجلين إرهابيان، ناهيك عن التخطيط لقتل الآلاف”.

بالمقابل، تنقل نيويورك تايمز عن مصادرها أن خالد المحضار ونواف الحازمي كانا معروفين للمخابرات السعودية بعدما قاتلا كجهاديين في البوسنة وأفغانستان. وأن السعودية نقلت المعلومات الأساسية المتوفرة لديها إلى الأمريكيين بالفعل.

التفسير الأولي للتضارب ولإخفاء المعلومات عن المكتب هو أزمة الاتصالات وصراع النفوذ المستمر مع الوكالة. لكن في حالة 11 سبتمبر تحديدًا، لم يكن التفسير مرضيًا لمسؤولي مخابرات سابقين، مثل دانيال جيه جونز، الذي قاد تحقيق طاقم استخبارات مجلس الشيوخ لست سنوات في أعقاب 11 سبتمبر، وانصب على استخدام الوكالة للتعذيب ضد معتقلي القاعدة.

يقول إنه ليس منطقيًا أن تطلب وكالة المخابرات المركزية مراقبة اجتماع ماليزيا، بعد تفجيرات السفارة، وعندما كان هناك اعتقاد بأن هجومًا آخر كان قريبًا، دون أن تنقل المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، حتى بعد أن تعقبت الوكالة اثنين من النشطاء إلى لوس أنجلوس.

هنا، يضع ريتشارد كلارك، مدير مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في عهدي كلينتون وبوش، نظرية مفادها أن أحد التفسيرات قد يأتي من السعودية باعتبار أن وكالة المخابرات المركزية منعت من إجراء عمليات على الأراضي الأمريكية (نطاق عمل الإف بي آي)، فتحولت إلى جهاز استخبارات أجنبي صديق “السعودية” لتتبع تحركات المشتبه بهما في سان دييغو؛ بالتالي فتعاون السعوديين المشار إليهم كان متفقًا عليه بين مخابرات الدولتين؛ سعيًا لتتبع تحركاتهما وتحديد سبب قدومهما إلى أمريكا.

ومن هنا، كان التوافق على إخفاء الوثائق المتعلقة.

تقرير مقتل خاشقجي | السعودية أيضا لديها أوراقها .. فهل تستخدمها لإحراج إدارة بايدن؟ | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

مكتب التحقيقات الفدرالي يبدأ في رفع السرية عن وثائق ارتباط السعودية بأحداث 9/11  (بي بي سي)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك