الرقص مع الذئاب – صمت الحملان – غير متسامح – قائمة شندلر – فورست جامب – القلب الشجاع – المريض الإنجليزي – تيتانك – شكسبير عاشقًا – الجمال الأمريكي – المصارع.
القائمة السابقة تمثل جزءًا من بداية تشكيل وعيي السينمائي كطفل ثمانيناتي، وتتضمن بالترتيب الأفلام التي فازت بأوسكار أفضل فيلم من 1990 وحتى 2001. أرجح أن أغلب قراء هذه السطور قد شاهد نصفها كحد أدنى.
ما الذي يجمع بين هذه الأفلام أيضًا؟
1- كلها حقق ايرادات ممتازة عالميًا، وتجاوزت إيرادات كل منها الـ 100 مليون دولار في أمريكا وقت عرضها. يستثنى من ذلك القلب الشجاع والمريض الانجليزي بإيرادات قدرها 76 – 79 مليون دولار على الترتيب. قبل أن تقارن ذلك بإيرادات أفلام عصرنا الحالي، يُرجى ملاحظة تأثير فرق التضخم.
هل خلود الفن معيار لجودته؟ خمس ثغرات لهذه النظرية | أمجد جمال | دقائق.نت
2- لمعرفة حجم النجاح التجاري لهذه الأعمال أكثر وأكثر، يكفي أن أقول:
3- كلها – وباستثناء شكسبير عاشقًا ربما – لا تزال موضع شعبية لأجيال ولدت بعدها، وتشاهدها الآن بعد مرور أكثر من 20 عامًا على طرحها. بصياغة أخرى كلها أعمال صمدت عمليًا في اختبار الزمن.
1- لم يحقق أى منهم 100 مليون دولار داخل الولايات المتحدة، رغم تواضع هذا الرقم حاليًا مقارنة بعقد التسعينات. الأكثر نجاحًا فيهم كان شكل المياه، وحقق 63 مليون دولار لا غير.
2- حتى بعد صيت الفوز بالأوسكار، لا يزال أغلبهم أبعد ما يكون عن الرضا الجماهيري العام، أو التوافق مع الأكاديمية في تصنيف هذه الأفلام كإبداعات سينمائية استثنائية، تستحق كل هذا التقدير.
10 مشاهد صنعت أمجاد هوليوود عام 2018
3- كلهم – باستثناء بيردمان – مرتبط جدًا كرسالة ومحور درامي بالأجندات السياسية والاجتماعية المفضلة حاليًا للإعلام الأمريكي:
يمكن القول إذًا أن السنوات الأخيرة بالأخص شهدت انفصال أوسكار أفضل فيلم عما كانت تعنيه دومًا لجمهور السينما عالميًا، باعتبارها ختم الجودة لضمان أن الفيلم الرابح يملك مزيجا متوازنا جدًا بين (النزعة الجماهيرية + التوهج الفني). مزيج لا يكفل له فقط الانتشار وقت عرضه، لكنه يضمن دوام الأهمية لعقود وعقود قادمة، مثل كلاسيكيات أخرى سبقته للفوز بهذا اللقب.
الأهم من ذلك أن المنظومة الحالية لم تعد تشترط فقط في الفيلم الفائز، التوافق مع أجندات سياسية واجتماعية محددة، لكنها لا تمانع أيضًا في التغاضي عن نقاط ضعفه وهزالته فنيًا، ما دام أفضل المتاح بخصوص هذه الأجندات على أية حال.
نظرة جريئة وصادمة للأمومة والإنجاب في Tully
قد يختلف معي الكثيرون بخصوص مستوى بعض هذه الأفلام وجدارتها فنيًا، وبالأخص في حالة Roma الذي لا أتردد نهائيًا في تصنيفه كفيلم ممل ومتواضع، ومصطنع جدًا من حيث توظيف الأدوات والتقنيات السينمائية.
في المقابل لا أعتقد أن أفلام Black Panther – Vice – BlacKkKlansman تلقى نفس اختلاف الأراء بخصوص الجدارة الفنية. الغالبية إذًا تجاوزنا ادعاءات الإعلام، قد تتفق أنها أفلام نالت حفاوة أوسكارية مبالغة فيها، لأسباب غير فنية بالمرة.
بسبب هذه الجزئية يمكن اعتبار فيلمي المفضل وسط المرشحين مولد نجمة A Star Is Born أقرب لعمل لقيط وسط القائمة! صحيح أن البعض سيراه ربما كعمل متعلق نسبيًا بقضايا النسوية، وبمشكلات الذكور في التعامل مع نجاحات الجنس الناعم، لكنه يبقى على أي حال أقرب أولًا لقصة حب إنسانية، لا تحمل أية رسائل سياسية أو اجتماعية زاعقة على طريقة باقي المرشحين.
تأثير ترامب العابر للحدود في Sicario Day of the Soldado
الأهم من ذلك أنه عمل أمريكي حتى النخاع من حيث الروح السينمائية والأسلوب. هذه جزئية لم تعد تروق على ما يبدو لكثيرين، في ظل الاصرار المتواصل على تحويل الأوسكار لخطبة سياسية سنوية، تمجد المهاجرين والأجانب والثقافات الأخرى، وتتعامل مع كل عمل يحمل روحا أو نزعة أمريكية، باعتباره عملًا يحمل نزعة عنصرية مرفوضة.
يورجوس لانثيموس – يوناني
ألفونسو كوارون – مكسيكي
بافل بافلكوفسكي – بولندي
اثنان أمريكيان:
آدم مكاي: صاحب Vice الخاص بمعارضة ترامب واليمين الأمريكي.
سبايك لي: صاحب BlacKkKlansman الخاص بمعارضة ترامب واليمين الأمريكي، وقضية العنصرية ضد السود.
هل عمل المرشحين الخمسة كلهم كمخرجين أفضل فعلًا من برادلي كوبر الذي اسُتبعد من الترشيح كمخرج عن مولد نجمة؟ إجابتي الشخصية قطعًا لا، لكن كوبر وصل للسباق كأمريكي أبيض البشرة، وبفيلم غير داعم لأي من الأجندات الحالية. بصياغة أخرى: وصل وهو ينافس بفن السينما فقط، في عصر غريب للأوسكار، لم يعد فيه هذا كافيًا أو مهمًا.
ما فرص رامي مالك في الفوز بالأوسكار؟ | حاتم منصور | دقائق.نت
ربما تجدر الاشارة هنا لفيلم La La Land باعتباره عملا أعظم وأعظم فنيًا، حُرم من أوسكار أفضل فيلم منذ عامين، لنفس الأسباب تقريبًا، لا لشيء إلا لتكريم فيلم Moonlight الأقل فنيًا، والمدجج بكل الأجندات المطلوبة بلا استثناء (العنصرية ضد السود – حرية أصحاب الميول الجنسية المثلية – ضغوط المجتمع على الإناث).
البعض سيرفض قطعًا محور اعتراضي هنا، ويتحدث عن ضرورة ارتباط السينما بعالمنا وحياتنا ومشكلاتنا. عن عدم تجاهل قيمة وأهمية السينما كوسيط يمكن أن ينقل رسالة مهمة لملايين أو مليارات البشر، بشكل فعال يفوق بمراحل أي تأثير محتمل لمقال أو كتاب أو ندوة.
ولهؤلاء أقول هذا صحيح، وصحي أيضًا بالتأكيد. لكن هناك فارقًا كبيرًا بين أفلام عظيمة فنيًا تلامس قضايا مهمة، وتستحق التقدير والتكريم بسبب تميزها، وأفلام متواضعة فنيًا تستخدم القضايا الكبيرة كحصان طروادة، الذي تعبر به لأضواء وتشريفات لا تستحقها.
رامي مالك.. من توصيل البيتزا لقمة هوليود | فيديو دقائق | دقائق.نت
الأخطر أننا الآن على مشارف عصر سينمائي هوليوودي بائس، يُشترط فيه على الفنان الباحث عن التكريم، العمل في دائرة محددة. هل تريد الشهرة والأوسكار والإشادة النقدية والإعلامية؟ حسنًا، انظر إلى القائمة التي أعددناها لك كواجب مدرسي، ولا تحاول أبدًا أن تخرج عنها.
هل يوجد ما هو أسوأ من ذلك لفن السينما، أو لأي فن عامة؟ وهل يختلف الأمر كثيرًا عن الأنظمة السلطوية، التي تُحدد للفنان مسارات تكريم وتلميع مضمونة، وخطوط احمراء لا يجوز الاقتراب منها؟
كيف انتفضت هوليوود من تحت أنقاض 11 سبتمبر؟ | حاتم منصور
ما سبق يبدو على أى حال كحلم أكثر منه كواقع محتمل. كل شيء وارد، لكن أغلب المؤشرات حتى الآن في صف Roma للفوز بأوسكار أفضل فيلم، وإذا حدث هذا فعلًا، فنحن على مشارف انتكاسة أكبر وأكبر لوزن الجائزة! الفيلم مكسيكي الصُنع والأحداث واللغة، ويفتقد الى أ – ب سينما جماهيريًا (التسلية). وبالتأكيد لن تتغير أحواله للأفضل مستقبلًا في هذه النقطة.
بصياغة أخرى: هذا فيلم من النوع الذي يربح عادة جوائز في مهرجانات السينما، حيث الأفلام والجوائز التي لا يلقي لها الجمهور العالمي أي اهتمام أو وزن عادة، رغم كل الضجيج الإعلامي المثار حولها. بل ويتعامل الجمهور مع جوائزها أحيانًا باعتبارها شهادة تعني أن الفيلم الفائز لا يستحق وقته!
في المقابل، وبعيدًا عن الاختلاف الوارد في التفضيلات الفنية فعلًا، سيروق لبعض المصوتين بالتأكيد فكرة حشد مكسيكيين على منصة الأوسكار، لأسباب سياسية، وللحصول على عناوين صحفية صباحية ساخنة من نوعية: المكسيك تهزم ترامب في الأوسكار – فن المهاجرين يسحق عنصرية ترامب – أعضاء الأكاديمية الشرفاء يهدمون حائط ترامب – هل يتعلم ترامب دروسه أخيرًا من الأوسكار؟ إلى آخر العناوين الرخيصة المبتذلة المنتظرة في هذه الحالة.
لكن الثمن وكالعادة سيكون باهظًا. مزيدًا من الخصومة بين الجمهور والأوسكار، وانتكاسة في وزن الأخيرة، لتصبح لا تختلف نهائيًا عن السعفة الذهبية لمهرجان كان، أو الدب الذهبي لمهرجان برلين، أو الأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا، أو غيرها من الأسماء الطريفة البراقة التي لا تعني للجمهور عالميًا عادة أية قيمة من أي نوع!
الأوسكار تحتاج الآن، وأكثر من أى وقت مضى، لتذكر قيمتها ودلالتها جماهيريًا. تحتاج لإجابة واضحة وقاطعة قبل ملء استمارات التصويت، على سؤال بسيط جدًا:
من يمكن أن يصمد في اختبار الزمن فعليًا أكثر؟ فيلم مثل A Star Is Born أم أفلام مثل Roma – BlacKkKlansman – Black Panther؟
إجابة هذا السؤال خلال هذا العام، والسنوات الثلاث أو الخمس القادمة على الأكثر، ستحسم مستقبل الأوسكار. إما أن تبقى كموضع متابعة وجزء رئيسي من بداية تشكيل الوعى السينمائي لجيل آخر في عمر الطفولة والمراهقة الآن، وإما أن تذبل وتصبح شيئًا باهتًا، مثل جوائز مهرجانات السينما.
ريفيوهات (مولد نجمة – روما) وغيرهم من الأفلام المُنافسة على جوائز أوسكار 2019:
مولد نجمة ومخرج وأوسكارات أيضًا في A Star Is Born
Roma.. ذكريات “كوارون” المشوشة تضع نتفليكس في مشهد الجوائز
البعض يفضلونها نسوية في The Favourite
رامي مالك يعزف منفردًا في Bohemian Rhapsody
كريستان بيل يخطط للأوسكار ولغزو العراق في VICE | حاتم منصور | دقائق.نت
First Man.. إنجاز شكلي وتعثر درامي