مظاهرات فرنسا بعد مقتل نائل المرزوقي: سيناريو مصغر لـ “حرب أهلية” مقبلة؟ | س/ج في دقائق

مظاهرات فرنسا بعد مقتل نائل المرزوقي: سيناريو مصغر لـ “حرب أهلية” مقبلة؟ | س/ج في دقائق

4 Jul 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست ” مظاهرات فرنسا بعد مقتل نائل المرزوقي : سيناريو مصغر لـ “حرب أهلية” مقبلة؟ ” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

فرنسا تحترق بعد مقتل نائل المرزوقي على يد رجل شرطة فرنسي. سرعان ما تناقلت الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نشوب مظاهرات في باريس  ومدن فرنسية أخرى نتيجة مقتل شاب من أصل جزائري في فرنسا.

هل ما يحدث في باريس هو سيناريو مصغر لحرب أهلية حذر منها جنرالات فرنسيين منذ عامين؟


من هو نائل المرزوقي الجزائري؟

نائل المرزوقي هو مراهق فرنسي من أصل جزائري عمره 17 عاما. كان يعيش مع والدته ولا توجد معلومات متاحة عن والده.

ولم يكن له سجل جنائي. لكن التقارير الفرنسية أكدت على أنه كان معروفا لدى الشرطة.


ما معنى أن نائل المرزوقي كان معروفًا لدى الشرطة؟

أي أنه تعرض لعمليات توقيف أو تفتيش سابقة. على الرغم من شهادة والدته ومحاميه بأنه لم يتسبب في أي متاعب سابقة، وأنه كان محبا للرياضة خاصة رياضة الرجبي Rugby ويتعلمها في كلية خاصة، وإن كان حضوره الجامعي قليل.


كيف حدث مقتل نائل المرزوقي ؟

نشرت تقارير الشرطة الفرنسية أن نائل المرزوقي وقت الحادث كان يقود سيارة مرسيدس. اشتبهت الشرطة في السيارة، وأوقفت نائل، وطلب منه ضباط رخص القيادة. لكنه حاول الهرب؛ فأطلق أحد أفراد الشرطة الرصاص عليه مباشرة من مسافة قريبة.


هل محاولة الهرب مبررا للقتل؟

أثار هذا السؤال حالة من الجدل في فرنسا. أشار ضابط الشرطة إلى أن تقييمه للموقف آنذاك ظن أن نائل المرزوقي يُمثل خطر على حياته أو حياة المارة؛ نتيجة القيادة بسرعة زائدة.

لكن بعد الحادث ظهر فيديو للواقعة، يُظهر أن الضابط لم يكن في خطر وأن نائل كان يحاول الابتعاد بالسيارة. وبالتالي، لا يوجد داعي قانوني لاستخدام السلاح ضده.


لماذا خرجت مظاهرات فرنسا بهذا العنف المفرط في وقت قصير؟

هذا الأمر معتاد ومتكرر في مظاهرات فرنسا عمومًا.

بودكاست | هل تسبب العلمانية العنف؟ | س/ج في دقائق


لماذا وقعت تلك الأحداث في فرنسا تحديدًا؟

لأن تاريخيًا، مظاهرات فرنسا لها طابع خاص منذ الثورة الفرنسية. وقد أشار المحلل السياسي إيدي فوجير والمؤرخ جيرد-راينر هورن، أستاذ التاريخ السياسي في معهد العلوم السياسية في باريس، إلى أن الثورة الفرنسية تسببت في عقدة لدى الشعب الفرنسي. وأن كل جيل يرغب في تكرار مبدأ الثورة ويصنع مشاهد تاريخية لا تُنسى.

بالإضافة لذلك، لا يجب أن نغفل عن ظاهرة تأثير توكفيل، نسبة لسياسي فرنسي عاش في القرن ال19 يُدعى ألكسيس دي توكفيل، والذي قال إنه كلما تحسنت الظروف الاجتماعية أصاب الشعب إحباط وغضب من أي مشكلة بشكل أسرع. فإذا كانت فرنسا من أحرص الدول الأوروبية على البرامج الاجتماعية ورعاية السكان؛ ستجد هؤلاء السكان يغضبون سريعًا.

توكفيل كان يتحدث عن الثورة الفرنسية وعن ثورة 1848، ودول أوروبا الأخرى التي نقلت قلدت فرنسا في ثوراتها، وبالتالي فإن أصبح لدينا شعبا مجهز نفسيًا للانفجار في أي لحظة.


هل مقتل نائل المرزوقي حالة نادرة في فرنسا؟

في الواقع، لا. ففي 2005 وقع حادث مشابه عندما اندلعت مظاهرات فرنسا آنذاك ووقعت أعمال شغب وعنف شديد بعد مقتل مراهقين على يد الشرطة وكانت نقطة بداية المظاهرات هي الضواحي الفرنسية.


ماذا يحدث في ضواحي فرنسا؟

1- أغلب سكان ضواحي فرنسا من المهاجرين أو أبناء المهاجرين، وبالتالي هم أقل اندماجًا في المجتمع الفرنسي وأقرب لثقافة الجيتو.

2- الكثير من تلك المناطق تكون أقل تطويرًا سواء في المدارس أو الأعمال أو الخدمات، لا يتوافر بها فرص عمل، وبها زيادة في معدلات الجريمة. وقد صرح الرئيس الفرنسي ماكرون، بأنه يرغب في سماع شكاوى سكان الضواحي.

3- الشاب نائل المرزوقي لم يكن لديه أي مشكلة في الاندماج في المجتمع الفرنسي ثقافيًا، ولم يكن مدمنًا، ومع ذلك قُتل. بالتالي هناك شعور عام بانعدام الأمان لأهالي الضواحي حتى لو حاولوا الإندماج في المجتمع الفرنسي.


هل ترتفع حالات عنف الشرطة الفرنسية عمومًا ضد الأقليات وغير الأقليات؟

صحيح لأنه طبقًا لاحصائيات عام 2021، وهو عام هادئ نسبيًا لم تحدث به مظاهرات في فرنسا ولا أحداث عنف، بلغ عدد القتلى في حوادث إطلاق نار مع الشرطة حوالي 37 شخصًا. لكن هناك خطاب شائع باستمرار عن عنف الشرطة وهو ما يحرك مظاهرات فرنسا.

فبغض النظر عن علاقة السببية، أو الأسباب المؤدية لهذا، يجب تذكر التحذير العلني من جنرالات فرنسيين منذ عامين، بأن هناك حالة حرب أهلية تتختمر في فرنسا؛ سببها سيطرة خطاب الإسلاميين على الضواحي.


ما سبب توقع الجنرالات حدوث مظاهرات فرنسا قريبًا؟

كما ذكرنا فإن حالة الضواحي حالة خاصة جدًا في فرنسا. وبجانب الحديث عن ملفات الفقر والبطالة وغيرها. فإن الجنرالات كانوا يرون أنفسهم وقادتهم يضحون بأنفسهم في مواجهة إرهاب الإسلاميين ثم كانت المفاجأة بتقديم فرنسا تنازلات متتالية للإسلاميين تسمح لهم بتكوين مناطق انفصالية بعيدًا عن سلطة الدولة.

وكان أن فرض الإسلاميين سيطرتهم على أجزاء واسعة من أراضي الدولة، وهي الضواحي، بشكل جعل بقاء فرنسا كدولة على المحك. وأصبح هذا سببا في صعود مظاهرات فرنسا الآن.

قد تكون هناك مبالغة في هذا التحذير، ولكن هذا تصور فئات من الفرنسيين للوضع، وهو أن تلك الضواحي تُشكل مصدر خطر على فرنسا كلها.


ما هي التنازلات التي تقدمها فرنسا للإسلاميين المقيمين بها؟

فرنسا تضم نحو 5 ملايين مسلم، وهي أكبر جالية من نوعها في أوروبا الغربية، معظمهم يمتلكون أصول من المستعمرات السابقة، مثل: الجزائر. وبحسب العسكريين، فالإسلاميين يحاولون السيطرة عليهم بقوة خصوصًا في مناطق الضواحي لتغييب فكرة الانتماء لفرنسا.

ويستدل العسكريين على إدعائهم بزيادة معدلات الإرهاب التي غالبًا ما تخرج من الضواحي، ويتهمون الحكومة بالسماح بخروج الإرهابيين من السجون قبل استكمال مدة العقوبة.

وفي حديث المدعي العام لمكافحة الإرهاب، جان فرانسوا ريكارد، قال إن لديه مخاوف حقيقية مما قد يفعله العشرات من الأشخاص الذين يخرجون من السجون، وهم يمثلون خطورة كبيرة على المجتمع.

في النهاية، يوجد فئات من المجتمع الفرنسي يرون إن الضواحي قنبلة موقوتة. خاصة وأن سكان الضواحي يرون وقوع ظلم اجتماعي عليهم.

ولكن من ناحية أخرى، بعض الفرنسيين يرون أن الضواحي مناطق خطرة أمنيًا على فرنسا بأكملها. ويخرج منها الإسلاميين بخطاب إن الحكومة هي السبب الرئيسي في فقر الملسمين والأقليات، وبالتالي يتوسع نفوذ الإسلاميين أكثر، وبالتالي نجد دائرة مفرغة من الفقر إلى التطرف، والتطرف يتحول إلى عنف، والعنف يتسبب في انفصال أكثر عن المجتمع.

شاهد من أعمال دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك