لماذا فرنسا “جادة للغاية” في معركة الإسلاموية أكثر من بقية الغرب؟ | ترجمة في دقائق

لماذا فرنسا “جادة للغاية” في معركة الإسلاموية أكثر من بقية الغرب؟ | ترجمة في دقائق

8 Sep 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال مارلين ستيرن في منتدى الشرق الأوسط: فرنسا تبدو جادة للغاية في حرب الإسلاموية


منذ 2015، سقط 264 قتيلًا في فرنسا بسبب الإرهاب الإسلاموي.

منذ هذا التاريخ، شرعت باريس في استجابة واسعة النطاق لتهديد الإسلاموية أكثر من أي دولة غربية أخرى.

وبينما تعاملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع عنف الجهاديين باعتباره أمرًا شرطيًا، يحتاج إلى غض الطرف أو حتى التكيف مع الجماعات الإسلاموية “الشرعية”، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعه الجزء الأعم من المؤسسة السياسية في فرنسا أدركوا أن “الإرهاب” لا يمكن أن يكون منفصلًا عن “الإسلاموية الشرعية”.

عسكريون يتهمون ماكرون علنا بالرضوخ للإسلاميين.. حدث يهز فرنسا وربما أوروبا | س/ج في دقائق

الإسلاموية والإسلام.. ما الفارق؟

كررنا “الإسلاموية” كثيرًا.. لكن ما معناها؟

مصطلح الإسلاموية يستخدم للتفريق بين الإسلام كدين متنوع بشكل كبير، ويتضمن مجموعة متنوعة من الطوائف والمذاهب، وبين أيديولوجية سياسية تتبناها شبكة من الإسلامجية منذ القرن العشرين بهدف فرض نموذج ثيوقراطي عالمي.

هذه الشبكة لا تدافع مباشرة عن العنف. لكن طرحها يمثل تربة خصبة يمكن للتيارات الأكثر عنفًا أن تنبق منها.

 حول العالم، تسيطر شبكة الإسلاموية تلك على الجمعيات الخيرية، والمساجد، والمدارس، والمراكز المجتمعية، ومنظمات النشاط والدعوة.

وعلى النقيض من معظم القادة الغربيين الآخرين، يرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الإسلاموية – تمامًا كالعنف الجهادي – تمثل تهديدًا لأمته.

إجراءات الردع

حكومة فرنسا اتخذت عددًا من الإجراءات لمحاربة الإسلاموية. لكن أبرزها كان مشروع قانون مناهضة الانفصالية الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية في يوليو 2021.

المشروع لا يذكر الإسلام أو المسلمين تحديدًا. لكنه صيغ ليضع مخاوف فرنسا بشأن الإسلاموية في الاعتبار.

يحتوي على بندين رئيسيين للتمويل، يجبران أي منظمة تتلقى أموالًا عامة أن توقع على عقد ملزم بـ “احترام قيم الجمهورية – الامتناع عن أي إجراء من شأنه تهديد النظام العام” وإلا صودرت الأموال، كما يلزم بالإعلان علنًا عن أي تبرع يزيد عن 10,000 يورو.

وصممت فرنسا بندًا آخر من القانون لتعقيد احتمالات انضمام متطرفي الإسلاموية إلى مجالس إدارات المساجد أو تعديل لوائحها الداخلية دون إذن السلطات المختصة.

كما يسمح مشروع القانون للسلطات بإغلاق دور العبادة لمدة تصل إلى شهرين إذا تبين أنها تروج للكراهية أو التمييز أو العنف.

هل من السهل تطبيق الشروط؟

لا. كل المنظمات الإسلاموية تتشدق بالمثل الجمهورية العليا علنًا، بينما تروج للتطرف خلف الأبواب المغلقة.

لكن مارثا لي، الباحثة في المرصد الإسلامي التابع لمنتدى الشرق الأوسط، تقول إن مثل هذا الخداع لن ينطلي على جمهور أصبح شديد الحساسية تجاه التهديدات الإسلاموية كما هو الحال في فرنسا.

نظرة أعمق | العثمانيون الجدد أم “اليمين المتطرف”: من المسؤول عن كراهية الإسلام في أوروبا؟

تحايل مضاد

بينما كانت الميديا في فرنسا حريصة على فضح منظمات الإسلاموية التي تدعي أنها معتدلة للحصول على أموال تحت ذرائع كاذبة. تعترف أن المخالفين الكبار أكثر عرضة للانكشاف من المنظمات الأصغر.

وبينما اتخذ ماكرون خطوات لإنهاء نظام يسمح للدول الأجنبية بإرسال أئمة مساجد إلى بلاده، يحذر مراقبون من أن مجرد تعيين أئمة مولودين في فرنسا لن يضمن أنهم سيكونون أقل ارتباطًا بشبكة الإسلاموية وامتداداتها المحلية

بجانب ذلك، لا تبدو المنظمة الإسلامية التي من المفترض أن تكون مسؤولة عن تدريب هؤلاء الأئمة “جديرة بالثقة”.

وبينما لا تبدو فرنسا قلقة من انتشار الإسلاموية في نظامها التعليم العالماني، فإن العديد من الآباء المسلمين يتحايلون بإرسال أطفالهم إلى مدارس خاصة أو اختيار تعليمهم في المنزل، وهو ما يعني عادة تسجيلهم في شكل من أشكال التعليم الديني السري.

وبينما وضعت الحكومة الفرنسية “متطلبات أقوى” للمدارس الخاصة، وشددت إجراءات الموافقة على الآباء الذين يرغبون في التعليم المنزلي، تظل المشكلة أن هناك أكاديميين في التعليم العالي ينكرون خطر الإسلاموية أصلًا.

ماكرون “نصف اليساري” في مهمة لإنقاذ العالم من “الوعي” اليسار-إسلامي | ترجمة في دقائق

الهجرة

قد تبدو كل تلك الجهود قاصرة. لكن فرنسا تحاول على الأقل. بينما تبدو دول الغرب الأخرى أقل التفاتًا لأزمة الإسلاموية..

ربما لأن علاقة خاصة جدًا تربط فرنسا بالعالمانية.

ربما لأن فرنسا كانت ضحية العديد من الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي.

ربما لأن موجات الهجرة إليها أكبر من بقية الغرب، بينما تستضيف بالفعل أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية، مما أثار مخاوف من أن استمرار هجرة المسلمين سوف تتجاوز قدرة البلاد على دمجهم بشكل صحيح وتؤدي إلى الاضطرابات.

وربما لأن دعاة الإسلاموية حاولوا أن يجعلوا إيمانويل ماكرون عبرة؛ بعدما حرفوا حديثه بشكل كبير، وقادوا موجات استنكار ضده في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بل وفي دول الغرب عبر اليسار التقدمي.

هل يكره ماكرون الإسلام؟ ما الذي أزعج رجال الدين فعلًا في خطابه؟| فيروز كراوية

الإسلاموية واليسار

بينما اهتم ماكرون تحديدًا بالتمييز بين الإسلاموية والإسلام في خطاباته، غالبًا ما يحرف منتقدوه الأجانب في ترجمة كلماته لإعطاء انطباع بأن فرنسا تلاحق المسلمين بشكل عام، بدلًا من الإسلاموية، وأن جميع المسلمين الفرنسيين مهددون بهذه القوانين، مع تصوير الحملة المعادية للإسلاموية على أنها استمرار مباشر للقوانين الاستعمارية الفرنسية ودليل على الكراهية الفرنسية للإسلام.

بالنهاية، تتطلب الإسلاموية ردًا حازمًا. وفي حين أنه من السابق لأوانه معرفة مدى فعالية مشروع قانون مناهضة الانفصال في الحد من الإسلاموية، فإن استهداف تمويل الجماعات الإسلاموية أتى بنتائج واعدة على ما يبدو.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك