استمع أولا إلى بودكاست ” مرعي الرمثان | هل يوقف مقتل “اسكوبار سوريا” ودولارات الخليج إمبراطورية الكبتاجون؟”، أو واصل القراءة إن أردت:
تصفية مرعي الرمثان المعروف بـ اسكوبار سوريا. وهو واحد من رجال حزب الله وإيران وأحد أهم تجار المخدرات في المنطقة. تم قتله في غارات طيران من المفترض أنها أردنية.
حدث ذلك بالتزامن مع عودة سوريا للجامعة العربية بعد مفاوضات مكثفة مع حكومة دمشق كانت مادة الكبتاجون واحدة من أهم محاورها، أكدت بعض التقارير على إن دول الخليج جاهزة لتعويض الأسد عن أرباح تجارة المخدرات المليارية.
من هو مرعي الرمثان؟ ما علاقة حزب الله بالمخدرات؟ ولماذا يعرض الخليج تعويض الأسد عن تجارة هي بالأساس غير مشروعة؟!
من هو مرعي الرمثان؟
مرعي الرمثان تاجر مخدرات سوري معروف بـ “اسكوبار سوريا”. تم قتله عن عمر يناهز 45 عامًا.
أصوله من ريف السويداء الجنوبي على الحدود السورية مع الأردن. كان يعمل راعيًا ثم انتقل لتجارة وتهريب المخدرات. ومع بداية الحرب السورية زاد نشاطه وحول المنطقة لواحدة من قلاع تصنيع وتهريب الكبتاجون.
أكثر من مصدر ربطه بحزب الله وإيران. كما نشرت وكالة رويترز أنه جند المئات من عمال النقل البدو للانضمام لصفوف الميليشيات المرتبطة بإيران في جنوب سوريا.
طبقًا لما نقلته رويترز عن مصادر مخابراتية ومحلية أردنية، فإن الأردن نفذ ضربات جوية نادرة على جنوب سوريا استهدفت مصنع مخدرات مرتبط بإيران، بالتزامن مع غارة أخرى على منزل مرعي الرمثان.
بحسب مصادر سورية، تمت تسوية المصنع والمنزل بالأرض. وكانت النتيجة هي مقتله ومعظم أفراد عائلته داخل المنزل. أما المصنع لم يُعلن عن عدد الإصابات أو الوفيات به. لكن بحسب المصادر المحلية السورية، يعد هذا المصنع نقطة التقاء المهربين المرتبطين ماليًا وتنظيميًا بحزب الله.
هل مؤكد أن الأردن هو المتسبب الرئيسي في شن الغارات؟
أكدت مصادر متعددة من كل المستويات أنه الأردن. على الرغم من التزام الجيش الأردني الصمت، لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عندما سُئل عن الأمر رفض التأكيد أو النفي، وقال نصًا: “عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا القومي أو مواجهة أي تهديد سنعلن ذلك في الوقت المناسب”.
طالما لم يصدر إعلان رسمي.. لماذا نطمئن لمصداقية الرواية؟
بالإضافة إلى تعدد وتطابق المصادر كما ذكرنا، فإن الأردن أهم المستفيدين أولًا. وثانيًا لأنه هدد قبلها بأيام بعمل مشابه داخل سوريا.
صحيح مرعي الرمثان سوري، لكنه مطلوب من محكمة أمن الدولة في الأردن، والتي أمهلته في يوليو 2022 عشرة أيام لتسليم نفسه لكنه لم يستجب.
صرحت المصادر القضائية الأردنية أنه قد صدر ضده أكثر من حكم غيابي بالإعدام في عمان بتهمة تهريب المخدرات.
لكن النقطة الأهم كانت يوم 5 مايو 2023، عندما هدد وزير الخارجية الأردني بشكل صريح بشن عملية عسكرية داخل سوريا؛ إن لم تتخذ دمشق “إجراءات فعالة” للحد من تهريب المخدرات، وحذر من الاستخفاف بالتهديد.
لما قام الأردن تحديدًا بهذه العملية؟
قام الأردن بهذه العملية؛ لسببين وهما:
1- الأردن وجهة نهائية لتسويق الكبتاجون.
2- بالإضافة إلى أنه مسار عبور رئيسي من نقط التصنيع في سوريا لدول الخليج؛ وبالتالي فإن كمية المخدرات التي تدخل الأردن أضخم بكثير من قدرة الجهات الأمنية على تعقبها، وكان الحل هو ضرب المنبع.
ما هو الكبتاجون أصلًا؟
الكبتاجون هو اسم تجاري لدواء موجود بالأسواق عام 1961 لاضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب، لكن تم منعه طبيًا منذ بداية الثمانينيات؛ بسبب أضراره الصحية وقابليته للإدمان.
تحول لمخدر رخيص ومشهور وسهل التصنيع، وحاليًا يتم استخدامه لأغراض متعددة، مثل: زيادة كفاءة الجسم، وتحسين الوعي، وتنشيط الطاقة وتخفيف الآلام وقمع الشهية، ومنبه للطلبة وقت الامتحانات، والتخسيس، وحتى كبديل للفياجرا.
انتشر في معظم دول الشرق الأوسط بعد الحرب السورية، ووصلت تجارته لإمبراطورية بمليارات الدولارات، خاصة بعد أن امتلأت سوريا بورش التصنيع ومصانع التعبئة وشبكات التصدير والتهريب.
بحسب تقارير متطابقة، حزب الله بعد حرب 2006 مع إسرائيل، احتاج لمصدر ضخم للتمويل. وبتوصية من إيران، انتشرت صناعة مخدر الكبتاجون التي كانت على أضيق الحدود في أوروبا.
وبعد دخول الحزب لسوريا في 2011، ساهم في زيادة نشر تلك الصناعة، لدرجة جعلته أهم مصادر التمويل، بحسب بعض التقديرات بلغت تلك الصناعة نحو 3.4 مليار دولار أمريكي سنويًا.
ماذا عن رأي الدين في الكبتاجون؟
الدين هو المبرر الذي استخدمه أمين عام حزب الله حسن نصر الله لنفي الاتهامات فعلًا. قال إن المخدرات حرام شرعًا.
لكن تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي نشر في نوفمبر 2008 قال إن الحزب يستند في تجارة المخدرات لتصريح خاص تحصل عليه من زعيم روحي ولم يحدد الاسم، مفادها “إن تجارة المخدرات مقبولة أخلاقيًا في حالة بيعها للزنادقة والغربيين كجزء من الحرب ضد أعداء الإسلام”.
هل تورطت الحكومة السورية مع مرعي الرمثان في تجارة الكبتاجون؟
بحسب بحث “الاقتصاد السوري في حالة حرب”: فإن الحكومة السورية كانت تشرف بشكل كامل على كل مراحل التصنيع، بداية من السماح باستيراد المواد الكيميائية للتصنيع من الهند وروسيا وأمريكا اللاتينية، للتصنيع في مناطق تسيطر عليها الحكومة، وصولًا إلى التصدير من المنافذ التي تسيطر عليها الدولة، خصوصًا معبر جابر مع الأردن وموانئ اللاذقية وطرطوس.
وبحسب تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز، فإن شخصيات بارزة من عائلة الأسد وقادة قواته متورطين شخصيًا في تجارة الكبتاجون.
هل عودة علاقات سوريا مع الدول المجاورة قد يحل المشكلة؟
تنفي حكومة الأسد التورط في التجارة من الأساس. لكن بحسب مسؤولين أردنيين لرويترز فإن الغارة الأخيرة التي قتلت مرعي الرمثان كانت إشارة واضحة متعددة الرسائل، أهمها إن الأردن الذي قاد جهود إنهاء القطيعة لن تتردد في إنهاء الأمور بالقوة إن استمرت سوريا في تجاهل الموقف.
وهل تمتلك سوريا القدرة على إنهاء تجارة تتخطى أرباحها 3 مليار دولار يديرها أطراف بقوة حزب الله وإيران؟
بحسب مصادر لرويترز تلك كانت واحدة من أهم النقط التي حدث فيها تفاوض بين وزراء خارجية المنطقة وسوريا قبل إعلان عودة سوريا للجامعة الغربية.
وبحسب مصدرين مقربين من دمشق والخليج، نشرت رويترز أن الرياض اقترحت تعويض دمشق عن الخسارة حال وقف تجارة الكبتاجون بقيمة تصل 4 مليار دولار، ولكن نفت مصادر الخارجية السعودية هذا الخبر بشكل قاطع.
لكن دبلوماسي خليجي قال للوكالة إن دول الخليج مستعدة فعلًا للاستثمار إن أخذت سوريا الأمور على محمل الجد.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
