هل الحج كمشروع اقتصادي مربح للسعودية؟ | س/ج في دقائق

هل الحج كمشروع اقتصادي مربح للسعودية؟ | س/ج في دقائق

22 Jun 2023
السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولا إلى بودكاست ” هل الحج كمشروع اقتصادي مربح للسعودية؟ “، أو واصل القراءة إن أردت:

موسم الحج أهم مناسبة تَجَمَّع سنوي للمسلمين في العالم. لفترة تتراوح ما بين 5 لـ 10 أيام، متوسط 2 مليون حاج يتجمعون في دولة واحدة لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.

ذُكر عن النبي محمد حديثًا: “من استطاع إليه سبيلًا”، كما ذُكر الحج في القرآن الكريم في الآية “وأذن في الناس بالحج” وصولًا لـ “يشهدوا منافع لهم”. وهنا تحديدًا يدور سؤالنا اليوم: كم تبلغ تكاليف الحاج الواحد؟، وكم تبلغ مداخيل السعودية من الحج في الوقت الحالي؟


كم تبلغ تكاليف الحاج الواحد؟

تنقسم التكاليف الثابتة للحج إلى عدة أقسام، وهي:

1- رسوم تفرضها السعودية وتكون في حددود 500 دولار.

2- رسوم الهدي، وهي الأضحية التي يذبحها الحاج وجوبًا وتكون في حدود 150 دولار.

3- ضريبة القيمة المضافة وضريبة البلدية، وتكوظؤن في حدود 500 دولار.

بالإضافة لذلك، تختلف تكاليف الحج من دولة لأخرى ومن شخص لآخر، مثلًا: داخل السعودية تبدأ تكلفة الحج من 3,000 دولار. وفي دول المنطقة تترواح التكلفة ما بين 6,000 لـ 12,000 دولار تقريبًا.

تختلف باقات الحج من دولة لأخرى وداخل الدولة حسب مستوى الخدمة.

معظم باقات الحج تكون مصممة بنظام الشامل كليًا، من المفترض ألا يدفع الحاج أي مصاريف إضافية بعد وصوله لأداء مناسك الحج وحتى انتهاءها.


ما هي أسباب اختلاف تكلفة الحج من شخص لآخر؟

معظم الاختلافات في تكلفة الحج عمومًا لها 3 أسباب، وهم:

1- الدولة التي يأتي منها الحاج، بعض الدول قد تفرض رسوم إضافية على الحجاج، في حين أن هناك دولا أخرى تقدم دعم لحزم الحاج من الموازنة العامة، بجانب مصاريف السفر التي تختلف حسب المسافة ووسيلة التنقل.

2- نوع الخدمة، وهي تتمثل في مستوى الانتقالات، والإقامة، وعدد الأيام، والوجبات، وغيرها. كلما زادت خياراتك ستدفع مبلغا أكبر.

3- الجهة أو وكالة السفر المنظمة للرحلة، بعض جهات السفر توفر خدمات أفضل أو أغلى من الآخرين، مثلًا بعض التنقلات الداخلية الإضافية، أو تقديم خدمة استضافة كاملة في مخيمات عرفات ومنى.


هل الحج كمشروع اقتصادي مربح للسعودية؟

الإجابة على هذا السؤال صعبة إلى حدٍ كبير؛ لأن معرفة حسابات الأرباح والخسائر بشكل اقتصادي تستدعي معرفة بنود المصاريف والعائدات، وحساب الفرق بينهما وبالتالي تحديد الربح أو الخسارة.

في حين أن تقديرات العائدات معروفة بالفعل، فإن حسابات المصاريف في الغالب غير معلنة. والمعلن منها فقط هو أعمال توسعة الحرم أو مشروع نقل أو إقامة. لكن الإجمالي غير معروف.


كم تبلغ عائدات الحج تقريبًا؟

طبقًا لإحصائيات نُشرت قبل كورونا، فإن إيرادات موسم الحج في 2017 كانت الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة تُقدرها ما بين 20 و26 مليار ريال. وبعض الاقتصاديين يقدرون إيرادات الحج والعمرة بحوالي 40 مليار ريال سنويًا.

وبحسب مؤشر مدن الوجهات من “ماستر كارد”، استطاعت مكة جذب 20 مليار من الدولارات السياحية عام 2018.

وقبل تفشي كورونا كان متوقع أن تصل العوائد إلى 30 مليار دولار سنويًا بحلول 2022. لكن بعض التقديرات تُشير إلى أنها توقفت عند حدود 10-12 مليار دولار.

وبشكل عام، فإن إجمالي عائدات الحج تُمثل تقريبًا 4% من الناتج الإجمالي المحلي السعودي.


أين تذهب مداخيل الحج .. ولماذا لا تتوافر أرقام دقيقة لنفقات الحج؟

لم تُعلن السعودية عن أي أرقام دقيقة بخصوص نفقات الحج، لكن نشرت صحيفة سبق السعودية، إن نفقات جميع الحجاج لا تصل إلى 10% من أجور العمالة في موسم الحج، وبعض الشركات قد تسجل خسائر بسبب ضوابط جودة الخدمة.

في وقت لاحق، صرح أمير منطقة مكة خالد الفيصل : لا داعي لذكر التكاليف والنفقات؛ لأن الموضوع بالنسبة للسعودية غير مُجدي، وسواء صرفت السعودية 10 أو حتى 100 مليار، الأهم بالنسبة لها هو خروج الحجاج راضيين عن مستوى الخدمة، وتسعى السعودية كل عام لإنشاء مشاريع لحل المشكلات التي ظهرت خلال الموسم الماضي.

بجانب أن المكانة الروحية لها دور كبير وأهمية لا تُقدر بالمال.


هل زيادة تكاليف الحج له علاقة بحسابات الربح والخسارة؟

أشار الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد، ستيفن هيرتوج، لمعضلة بخصوص تكاليف الحج وهي، إن جهة الإنفاق ليست جهة تلقي العوائد. بمعنى أن مصاريف الموسم يتوفر معظمها من خزينة الدولة، والإيرادات تذهب غالبيتها للقطاع الخاص.

كما ذكر أن الحج يستنزف الموارد المالية للحكومة؛ بسبب تكلفة البنية التحتية، والصيانة، والأمن، لكنه يحقق أرباحا كبيرة للقطاع الخاص.

وأشار بعض المحللين إلى أن النفقات التي يحصل عليها القطاع الخاص، تساهم في خلق وظائف تُقدر بعشرات الآلاف، وتمر تلك النفقات بالقنوات المصرفية، ويزيد عليها الاحتياطي النقدي للبنك المركزي السعودي.

أما من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن الحج سيظل واحد من القطاعات النادرة التي لا يمكن لشيء منافستها. على سبيل المثال، النفط هو حاليًا أهم مصادر دخل السعودية، لكن تنافسهم بعض الدول. وينطبق الأمر على أي قطاع آخر، ما عدا الحج، ففي الحاضر والمستقبل لا يوجد مجال للمنافسة.

سيكون مصدر تهديده الوحيد هو تقلص التدين عالميًا، أو في حالات نادرة حصول حالة طوارئ عالمية كما حدث في موسم كورونا.

شاهد من أعمال دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك