دايت الماء هو أحد أنواع الصيام الذي يعتمد على استهلاك المياه فقط لفترة من الوقت، فلا يقوم بتناول أي طعام إطلاقًا، ويعمل هذا الدايت على إنقاص الوزن، إلا أن الكثيرين يتساءلون هل دايت الماء مضر أم لا؟ وهل بالفعل شرب كمية كبيرة من الماء يمكن أن يُنقص الوزن؟ هذا ما سوف نوضّحه في السطور القادمة.
إن دايت الماء أو صيام الماء قد يكون بالفعل من الرجيمات التي لها تأثير على إنقاص الوزن على المدى القصير، ومع ذلك لا يمكن اعتبار هذا الدايت بمثابة نهج مستدام يمكن اعتماده لإنقاص الوزن؛ لأنه يتسبب في تعرض الجسم لبعض المضاعفات الصحية.
هل دايت الماء مضر إذًا؟ بالرغم من أنه قد يكون له بعض الفوائد المحدودة عند عمله تحت إشراف طبي متخصص، إلا أن أغلب الخبراء يتفقون على أنه يحمل بعض المخاطر المحتملة، وبالأخص إذا قمت بعمله بمفردك بالمنزل ولفترة أطول من 72 ساعة، وقد تكون تلك المخاطر أكثر بكثير من الفوائد، ويجب على كل من يعاني من حالات طبية معينة ألا يقوم بتجربة دايت الماء.
مخاطر عملية شد البطن | متى تظهر نتيجة عملية شد البطن | علامات فشل عملية شد البطن
وفيما يلي سنشرح بالتفصيل الأضرار المحتملة التي يمكن أن تنتج من دايت الماء أو صيام الماء:
يعمل صيام الماء على تقييد حصولك على السعرات الحرارية، وهذا بالتالي يؤدي إلى إنقاص جزء كبير من الوزن بشكل سريع، ومع ذلك فإن هذا ليس أمرًا مبشرًا، حيث إن الوزن الذي يتم فقدانه بالبداية يكون من الماء والكربوهيدرات مع كمية صغيرة من الكتلة العضلية.
قد تتعجب حينما تعلم أنك بالرغم من أنك ستشرب الماء، إلا أنك ستكون عرضة للإصابة بالجفاف مع دايت الماء؛ ويرجع السبب وراء ذلك أن حوالي 20 إلى 30 بالمائة من الاستهلاك اليومي لنا من الماء نحصل عليه من الأطعمة التي نتناولها، ففي حالة عدم تناول الأطعمة والاكتفاء بالماء فقط، فإن جسدك لن يحصل على ما يكفيه من الماء.
يوجد عدة أعراض للجفاف مثل: الشعور بالدوار والغثيان، بالإضافة إلى الاحساس بالصداع والإصابة بالإمساك، ولكي تتجنب تلك الأعراض، قد تكون في حاجة إلى شرب كمية ماء أكثر من المعتاد.
هل دايت الماء مضر ويمكن أن يؤثر على ضغط الدم؟ الإجابة هي نعم، حيث أنه قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم الانتصابي نتيجة للجفاف، ويحدث هذا النوع من الانخفاض بضغط الدم عندما يقف الشخص بشكل مفاجئ بعد أن كان جالسًا أو مستلقيًا، وهو يسبب شعورًا بالدوخة وقد يؤدي للإغماء.
بالرغم من أنه أمر بعيد الاحتمال، إلا أن الأشخاص الذين يعودون إلى تناول السعرات الحرارية بشكل كبير بعد قضاء وقت طويل في الصيام يكونون معرضين بشكل أكبر للإصابة بمتلازمة إعادة التغذية.
تُعد تلك المتلازمة بمثابة حالة قاتلة تشتمل على تغيرات أيضية سريعة، وهي تحدث في حالة معاناة الشخص من سوء التغذية الشديد، ولتجنب هذا الأمر يجب أن يتم إعادة إدخال السعرات الحرارية للجسم بصورة بطيئة جدًا باستعمال المكملات الغذائية وزيادة 10 إلى 30 سعر حراري فقط بشكل يومي.
يُمكن أن يتسبب أي نوع من أنواع الصيام في نقص المغذيات وذلك نتيجة لعدم تناول ما يكفي من الفيتامينات الأساسية والمعادن والأحماض التي يكون الجسم في حاجة إليها حتى يقوم بعمله بطريقة صحيحة.
يُمكن أن يصاب الشخص الذي يتّبع دايت الماء بما يسمى بـ “تسمم الماء” وهي حالة تحدث حينما تنقص نسبة الصوديوم الموجودة في الدم وذلك نتيجة لاستبدال الماء والملح المفقودين بسبب التعرق من خلال شرب الماء فقط.
متى قرعة الحج 2023؟ | طريقة التقديم على قرعة الحج 2023 مصر والبيانات المطلوبة
عندما يتم الحد من دخول السعرات الحرارية للجسم، فإنك تبدأ في الشعور بأعراض كالدوخة وعدم التركيز، كما يمكن أن تصاب بالصداع الذي قد يتراوح بين كونه خفيفًا إلى شديدًا، كذلك سيصبح من الصعب تؤدي نشيطًا بدنيًا بسبب فقدانك للطاقة.
عادةً ما يتسبب الصيام وهذا النوع من الحميات الغذائية الصارمة إلى إحداث شراهة عند تناول الطعام فيما بعد، حيث قد يراود الشخص أفكار هوسية بشأن الطعام، مما يدفعه إلى الإفراط في تناوله حينما ينتهي من فترة دايت الماء، وبالتالي يزداد في الوزن.
لفترة طويلة تم الاعتقاد بقدرة الماء على المساعدة في إنقاص الوزن، ومع ذلك فإنه لا يمكن اعتباره وحده عاملاً لفقدان الوزن بشكل كبير، وفي حالة إذا كنت ترغب في الاستفادة من فوائد الصيام وإنقاص الوزن بنفس الوقت، يمكنك إتباع أنواع أخرى أقل في المخاطر من دايت الماء مثل الصيام المتقطع.
ويمكن أن يكون للماء بشكل عام بعض الفوائد المحتملة في عملية إنقاص الوزن والتي تتضمن ما يلي:
إذا كنت من الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الصودا والمشروبات السكرية، فسيكون من الصحي أن تستبدلها بالماء، لكونه مشروبًا خاليًا من السعرات الحرارية ويُمكن الاستمتاع به بأي وقت حتى يروي عطشك بدون أن يزيد من وزنك.
يعمل شرب الماء أيضًا بكمية معتدلة على الزيادة من معدل الأيض، وهذا بالتالي يحفز من عملية حرق السعرات الحرارية أثناء الراحة، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي زيادة حرق الجسم للطاقة في اليوم الواحد وبالتالي تحفيز إنقاص الوزن.
وقد كشفت الدراسات التي تم نشرها في مجلة “Nutrition & Diabetes” أنه إذا شرب الشخص ما يعادل 500 مليلتر من الماء فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ارتفاع بسيط في إنفاق الطاقة خلال فترة الراحة، وهذا يشير إلى أن الماء قد يقدم بعض الفوائد.
خطة أكسفورد | 4 خطوات يحتاجها العالم لتجاوز إغلاق كورونا | قوائم في دقائق
يمكن اعتبار الماء بمثابة أحد المكونات الأساسية التي تدخل في عملية تكسير الدهون الطبيعية المخزنة بالجسم وذلك طبقًا لما تم نشره عام 2016 في صحيفة “Frontiers in Nutrition”.
تتكسر الدهون الموجودة بالجسم لتتحول إلى جلسرين وأحماض دهنية حرة يستعملها الجسم كمصدر للطاقة، ونظرًا لدور الماء في تلك العملية، فإنه إذا لم يكن موجودًا بكميات كافية، فإن الجسم لن يستطيع اتمام تلك العملية بكفاءة، وبالتالي قد يؤثر ذلك على عملية إنقاص الوزن.
يُعد ترطيب الجسم بشكل مناسب من الأشياء المهمة التي تساهم في التحكم في رغبتك تجاه تناول الطعام؛ وذلك نظرًا لأن الشعور بالعطش قد يتسبب في زيادة الرغبة في تناول الطعام، وطبقًا لدراسة تم نشرها عام 2021 في “Clinical Nutrition” فقد تم ملاحظة أن شرب الماء يجعلك أكثر قدرة على تناول كمية أقل من السعرات الحرارية.
ليس هناك إجماع واسع النطاق بخصوص حساب كمية الماء التي يحتاجها الجسم باللتر بالضبط، إلا أن معهد الطب الأمريكي قام بنشر مقال عام 2018 وضع به بعض الإرشادات العامة للبالغين الأصحاء، وقد أوصى فيها بخصوص كمية السوائل بشكل عام التي يمكن شربها يوميًا سواء من الماء والمشروبات الأخرى والأطعمة كالتالي:
– للرجال: يتم شرب سوائل بمقدار 3.7 لتر يوميًا أي ما يعادل 15.5 كوب تقريبًا.
– للنساء: يتم شرب سوائل بمقدار 2.7 لتر يوميًا أي ما يعادل 11.5 كوب تقريبًا.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
