هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة سؤال مطروح عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحرك بحث جوجل؛ لما نشهده في هذه الفترة من سقوط أمطار غزيرة في عدة مناطق بفصل الصيف، وهو ليس أوان سقوط المطر.
كما أن الكثير من الناس يرجعون هذه الظاهرة إلى اقتراب قيام الساعة أو غضب الله على عباده، وهذا ما دعا للبحث عن صحة حديث صحة حديث نزول المطر في غير وقته، وهو متداول عن رسول الله، وسوف نوضح كل هذا لكم من خلال سطور مقالنا.
دعاء المطر والرعد | دعاء نزول المطر اللهم سقيا رحمة .. دعاء المطر للرزق
تكرر على غير العادة نزول المطر وسماع صوت الرعد في هذا الوقت من العام، وهو في غير موعده فمن المعتاد أن يسقط المطر في فصل الشتاء أو الخريف، ولهذا بحث العديد متسائلين هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة حيث تناقل العديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أقوال تشير إلى هذا.
جميعنا يعرف أن علامات الساعة كثيرة ومنها الصغرى والكبرى، وقد أكد علماء الدين على ظهور الكثير من العلامات الدالة على اقتراب الساعة، وكان من بين هذه العلامات ذكر المطر وقد جاء عن البعض كثرة المطر، قلة المطر أو نزول المطر في غير أوانه.
واستند عدد من الناس في كلامهم إلى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يربط بين سقوط المطر في غير أوانه واقتراب قيام الساعة، ولكن من خلال أراء العلماء وأهل الدين والفقه، تكون الإجابة لا يعتبر نزول المطر في الصيف من علامات الساعة، إذًا ما صحة هذا الحديث نوضح هذا فيما يلي من مقالنا.
ارتبط البحث عن صحة حديث نزول المطر في غير وقته بالإجابة عن سؤال هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة، حيث أن هذا الحديث يشير إلى ذلك أيضًا.
وجاء نص الحديث قائلاً “يأتي زمان على أمتي لا يُعرف من الاسلام الا اسمهُ، ولا من القرآن الا رسمه، همهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا فعلوا ذلك ابتلاهم الله بالسنين، قالوا: وما السنون يا رسول الله؟ قال: جور الحكام، وغلو المؤونة، ويحبسُ اللهُ المطرَ في أوانه، ويُنزله في غير أوانه”.
أجمع الكثير من العلماء على ضعف هذا الحديث بشدة، وقد جاء ذلك من قبل البيهقي في شعب الإيمان، بالإضافة إلى ابن عدي في الكامل ضمن الحديث الضعيف، كما كان هذا أيضًا راي الشيخ الألباني.
وقد نسبت بعض الأراء هذا الأمر واشارته لاقتراب الساعة بأنه أحد أشكال تغير الأمور الحياتية والأحداث الغريبة الغير مألوفة، وذلك فعلاً أحد علامات اقتراب الساعة، كما أكدوا أنه لا يجب أن تنسب الأحاديث الضعيفة لقول رسول الله، ولا يصح تداولها ونشرها بين الناس.
الأمطار الصيفية وصلت | هل دخلت مصر والخليج حزام المطر الاستوائي؟ | س/ج في دقائق
في سياق الإجابة عن تساؤل الجميع هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة يجب أن نتعرف على سبب نزول المطر في الصيف، وهل يرجع لظواهر طبيعية أم أنه مرتبط بتفسير ديني.
ولكن وجد أن الشمس تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بشدة والهواء أيضًا، ويخف وزن الهواء عندما ترتفع حرارته ويصعد للأعلى.
كما أن الماء يحتاج لمدة أطول لكي يسخن، وذلك لأن الحرارة النوعية للماء تزيد عن حرارة الأرض، بينما تسخن الأرض بشكل أسرع، وينتج عن هذا ارتفاع الهواء.
وبهذا يحدث للسطح ما يسمى بضغط منخفض شديد، وأثناء ارتفاع الهواء فهو يتمدد وتقل حرارته إلى أن تختفي، وعند وصوله لمرحلة التبريد يصل هذا الهواء لنقطة مستوى التكثيف.
حيث يتكثف بخار الماء الناتج عن الهواء الدافئ، متحولاً إلى سائل، ومنها ينتج تكون سحب بالغلاف الجوي، مع كثرة هذه السحب والغيوم وعدم قدرتها على حمل قطرات المياه المتعلقة بها، يحدث سقوط الأمطار.
يحدث كل هذا خلال عملية تسمى الحمل الحراري وهي عملية ارتفاع الهواء لأعلى، ولهذا يسمى المطر الذي يسقط خلال فصل الصيف بالمطر الحراري، كما تتكون أثناء هذه العملية سحب تسمى سحب ركامية، ينتج عنها أمطار غزيرة مع وجود عواصف رعدية لمدة قصيرة.
ارتبط الحديث الشريف السابق بذكر نزول المطر في غير أوانه، وكان تناقل الحديث سببًا في السؤال هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة وذلك لأن الصيف ليس أوان لنزول المطر، وقد فسر الباحثين ظاهرة نزول المطر في غير أوانه بطريقة علمية وأرجعوها لظواهر علمية، وعمليات طبيعية.
الجهود الدولية لحل مشكلة التغير المناخي | تغير المناخ والاحتباس الحراري
في مقابل تساءل الكثيرين هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة هناك من يرددون أن نزول المطر في الصيف هو غضب من الله على أفعال عباده السيئة وكثرة الذنوب والمعاصي، وأرجع الكثير هذا الكلام إلى مقولة “إن الله إذا غضب على قوم أمطرهم صيفًا”.
وقد رد الشيخ المصري” خالد الجندي” على هذا قائلاً أن كل هذا ما هو إلا أقاويل وتأليف غير صحيح، وأن هذه المقولة ليست من كلام الله ولا حديثًا عن الرسول.
كما أن المطر خير يأتي به الله سبحانه وتعالى لعباده وللحيوانات وحتى النبات، ولهذا نجد الكثيرين يرددون الدعاء عند نزول المطر، ولهذا فأن المطر رزق سواء في الصيف أو الشتاء.
على نقيض ما سبق نجد أن أسباب منع نزول المطر هي التي تتعلق أكثر بكثرة الذنوب والمعاصي والأخطاء التي تصدر عن العباد، ولهذا فان السؤال المطروح في هذه الأيام هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة أو من علامات غضب الله.
أما السؤال الأنسب هل منع نزول المطر غضب من الله، حيث أن أسباب منع نزول المطر تتمثل فيما يلي:
كثرة ذنوب ومعاصي البشر، البعد عن إخراج الزكاة والصدقات، إهمال الواجبات والقيام بالمحرمات، ظلم البشر لبعضهم، الغش في البيع وغيره وخاصة المكيال والميزان، القسم بالكذب ونقض العهد مع الله سبحانه وتعالى.
كثرة التباهي بالأموال والمناصب، تبرج النساء في الشوارع وكثرة الزنا، انتشار الحسد، الغيبة والنميمة بين الناس، أكل حقوق الغير والسرقة، قول الزور والشهادة به أمام أولي الأمر، كثرة التبذير وهدر المال، الشذوذ بين الرجال والنساء.
ابتعاد الناس عن الأمر بالمعروف ونهي بعضهم عن فعل المنكر، إفشاء الباطل ونشر الفساد، ونجد بالفعل أن كل هذه أخطاء يقترفها العباد دون أن يشعروا.
بحث عن التغيرات المناخية وكيفية الحد من آثارها السلبية | خاتمة عن تغير المناخ وتأثيره على البيئة
فيما سبق أجبنا عن سؤال وهو هل نزول المطر في الصيف من علامات الساعة وكان الجواب لا، أما الأن نوضح هل عدم نزول المطر غضب من الله عز وجل، ربما نعم والتفسير لهذه الاجابة كالتالي:
الإجابة الأكثر مناسبة لهذا أنه ليس غضبًا من الله ولكن الله يذكر عباده بالتقوى والبعد عن المعاصي ويحزرهم، فإن منع المطر بلاء والبلاء يكون ناتج عن ذنب ويرفع بالتوبة عن هذا الذنب.
وهناك آيات ربطت بين المعاصي وعواقب ارتكابها وبين نزول المطر، وهي قول الله تعالى “وَيا قومِ استَغْفِروا رَبكُم ثُم تُوبُوا إِلَيهِ يُرسِلِ السمَاءَ عَليْكمْ مِدْراراً وَيَزدْكمْ قُوةً إِلَى قُوَتِكمْ وَلا تَتوَلوْا مُجْرمِينَ”
“وَهُو الذِي ينَزل الْغيْثَ منْ بَعْد مَا قَنطُوا وَيَنشر رَحمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِي الْحَمِيد” كذلك قال تعالى “وَهُوَ الَّذِي يُنَزلُ الْغَيَث مِنْ بَعْدِ مَا قنطُوا وَيَنشرُ رَحْمتَهُ وَهُوَ الْولِي الْحمِيدُ”
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
