جيمس بوند وشركاه | أفضل 7 مخرجين لأفلام 007 القادمة | حاتم منصور

جيمس بوند وشركاه | أفضل 7 مخرجين لأفلام 007 القادمة | حاتم منصور

11 Oct 2021
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

لا وقت للموت No Time to Die طبقًا لعنوان آخر أفلام الممثل دانيال كريج في سلسلة جيمس بوند. لكن حان الوقت بالتأكيد لأسئلة مهمة بخصوص الأفلام المقبلة، وعلى رأسها: مَن المخرجون الأنسب؟

احتفظت سلسلة بوند منذ بداياتها وعبر 3 عقود، بمخرجين محددين. أول 17 فيلم منذ أوائل الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات أخرجهم 5 فقط.

No Time to Die | كل الوقت لبوند دانيال كريج | حاتم منصور

خلال هذه الفترة، وحده بيتر هنت مخرج فيلم في خدمة صاحبة الجلالة إنتاج 1969 نال الفرصة في فيلم واحد. البقية نالوا فرصة لإخراج 3-5 أفلام.

ابتداء من فيلم العين الذهبية 1995 وعلى مدار 9 أفلام حتى 2021، تنوعت الاختيارات أكثر، ونال مخرجان فقط الفرصة لإخراج فيلمين بدلًا من واحد (مارتن كامبل – سام منديز).

قبل أن نبدأ قائمة ترشيحاتنا هنا، التي سنستبعد فيها أسماء مستحيلة مثل تارنتينو حتى لو كان تنفيذ فيلم لبوند ضمن طموحاته سابقًا، وهو ما يمكن قراءة تفاصيله عبر الرابط، نحتاج لتذكر الشروط المطلوب توفرها في مخرجي أفلام بوند:

1- مخرج كلاسيكي الرؤية على صعيد الصوت والصورة، يستطيع الحفاظ على ثوابت وهوية السلسلة.

2- خبرة معقولة في تنفيذ الأكشن، حتى لو كان فريق الوحدة الثانية هو من سيصور أغلب المشاهد.

Nobody | ما أجمل سيمفونيات الذكورية السامة من أوركسترا جون ويك | حاتم منصور

3- عين ذهبية في التعامل مع مواقع التصوير المتنوعة عبر العالم، وقدرة على بلورة ذلك في إطار فخم بصريًا.

4- حس درامي يميل لتعظيم الشخصيات، وقدرة على صياغة بوند في إطار بطولي ملحمي.

5- طابع نفسي مرن فنيًا، يقبل الخضوع لشروط وقرارات منتجي السلسلة، في حالة اختلاف الرأي.

من الأنسب إذن في عالمنا اليوم للمهمة؟ ولماذا؟ مع ملاحظة أن الترتيب هنا من الأقل للأنسب.

1- كاثرين بيجلو

لماذا هنا؟

منذ بدايتها كمخرجة، قدمت بيجلو حسًا دراميًا قويًا في مشاهد الأكشن، بحيث تنعكس طباع ودوافع الشخصيات على كل تفصيلة وفعل وثانية في المشاهد. وهي نقطة مهمة لبوند، خاصة إذا أراد المنتجون مواصلة نفس النهج الثقيل دراميًا من حقبة دانيال كريج.

عيوب وسلبيات تعيق اختيارها:

مؤخرًا ومنذ فيلمها The Hurt Locker تجنح بيجلو بصريًا إلى الإيقاع القريب من المشاهد التسجيلية والكاميرا المحمولة، وهي مدرسة لا تناسب بوند. بالإضافة لكونها أصبحت مهتمة أكثر بالأفلام ذات المضمون السياسي أو النقد الاجتماعي.

2- دينيس فيلنوف

لماذا هنا؟

رغم أنه أحبط كثيرين بفيلمه الأخير Dune، لكنه يظل اسمًا واعدًا على المستوى الدرامي والبصري.

Dune | صحراء “فرانك هربرت” تواصل افتراس أباطرة هوليوود | حاتم منصور

في فيلمه Sicario، وبالأخص مشهد مواجهة الأسلحة النارية على الحدود، ما يثبت قدرته على صياغة أجواء إثارة وشد عصبي ممتازة، تناسب بوند.

وفي Blade Runner 2049 كجزء ثان من الفيلم الشهير للمخرج ريدلي سكوت، ما يثبت قدرته على التعامل مع ميراث بصري لغيره، بطريقة تحافظ على سحر الأصل، وتضيف جديدًا في نفس الوقت، وهي نقطة ضرورية أيضًا لبوند.

Blade Runner 2049

عيوب وسلبيات تعيق اختياره:

فيلنوف لا يميل عادة إلى التكثيف الزمني في مشاهد الأكشن، بل التركيز في التمهيد والشحن لها، وهي نقطة لا تناسب جمهور بوند المتعطش للأكشن.

نجاحاته الأخيرة أيضًا جعلته مهووسًا بالسيطرة فنيًا على مشاريع أفلامه، وهي نقطة لن تتوافق مع منتجي بوند.

3- ماثيو فون

لماذا هنا؟

وضع فون بصمته بالفعل مرتين على سلسلة بوند. الأولى عندما اختار دانيال كريج عام 2004 لبطولة فيلم الأكشن Layer Cake وهو الدور الذي أصبح لاحقًا تذكرة فوز كريج بدور بوند، في فيلم كازينو رويال عام 2006.

والثانية عندما أخرج سلسلة كينجزمان Kingsman التي بدأت عام 2015 عن منظمة جاسوسية بريطانية سرية، بنفس تركيبة بوند، وبالأخص الأفلام القديمة ذات الطابع المرح، التي قام ببطولتها شون كونري وروجر مور.

شون كونري.. لا تقل أبدًا مجرد بوند.. جيمس بوند | حاتم منصور

إذا أراد منتجو بوند العودة لهذا الطابع، مع نجم جديد مرح أقرب لبوند القديم، منه إلى بوند دانيال كريج، قد يكون ماثيو فون الإصبع الذهبي المطلوب لوضع بصمته.

وبالتأكيد يمكن ذكر فيلم X-Men: First Class كعمل مهم، زار فيه فون سلسلة سينمائية لم يبتكرها، ونجح خلاله في الحفاظ على روح الأصل، وإضافة جديد ومميز عن كل الأفلام السابقة.

X-Men: First Class 

عيوب وسلبيات تعيق اختياره:

يرى كثيرون أنه قدم كل ما عنده بالفعل بخصوص بوند في سلسلة كينجزمان، ولن يضيف جديدًا حال توليه المهمة. وهو رأي لا أميل اليه، لكنه لا يخلو من وجاهة.

ويظل بتفضيلاته المرحة غير لائق نسبيًا، اذا أراد المنتجون الحفاظ على نفس الإيقاع الجدي، الذي ميز حقبة دانيال كريج.

4- كريستوف ماكويري

لماذا هنا؟

السلسلة الأبرز لمنافسة بوند حاليًا هي المهمة مستحيلة التي يقوم ببطولتها توم كروز. وماكويري وضع بصمته عليها بنجاح في الجزئين (5-6)، وسنعرف خلال السنوات المقبلة ما يمكن أن يضيفه، بعد عرض الجزئين (7-8).

4 أفلام دفعة واحدة أمر مثير للانتباه، ومن المهم هنا أن نذكر أن تجربته الثانية في السلسلة تعكس تطورًا ملحوظًا كمخرج عن أول تجربة، وتُعشم بالكثير بخصوص الأفلام المقبلة.

كيف حقق توم كروز المستحيل في Mission: Impossible – Fallout؟

يواكب ماكويري الطباع الكلاسيكية المطلوبة لبوند، من حيث الصورة واعتماد المدرسة القديمة في الأكشن، التي تميل إلى تصوير المخاطرات والمجازفات، أكثر من الجرافيك. وبعد 4 أفلام في سلسلة المهمة مستحيلة، يصعب التشكيك في خبراته.

الأهم والمميز فيه أنه قادر على إمساك العصا من المنتصف، وتقديم فيلم يرث جدية حقبة دانيال كريج وطباعها الدرامية، ويحمل أيضًا لمسات مرحة من الأفلام الأقدم.

من كواليس تصوير Mission Impossible Fallout

عيوب وسلبيات تعيق اختياره:

بعد 4 أفلام في سلسلة المهمة مستحيلة، وما يقرب من 10 سنوات متواصلة من عمره الفني، قد لا يميل ماكويري للاستمرار في عالم الجاسوسية والأكشن، ويفضل تجربة نوعيات أخرى.

وبالنسبة لمنتجي بوند سيصبح استدعاؤه للمهمة، أقرب لاعتراف رسمي أن سلسلة المهمة مستحيلة تفوقت على بوند وسبقته، وهي نقطة غير مفيدة تسويقيًا ودعائيًا لبوند، وجارحة إلى حد ما.

5- ريان جونسون

لماذا هنا؟

منذ فيلمه Looper عام 2012 لفت جونسون الأنظار، كسيناريست ومخرج يستطيع خلط أفكار روائية وسينمائية قديمة مثل (السفر عبر الزمن – الإنسان الخارق – المنظمات السرية)، وتقديمها في عمل منعش، يميل للطباع الكلاسيكية على المستوى البصري.

Looper

وفي فيلمه التالي Star Wars: The Last Jedi زار جونسون سلسلة حرب الكواكب الشهيرة، بفيلم يرث الكثير من شخصيات وطباع أفلام المخرج جورج لوكاس الأولى، ويضيف أفكارًا منعشة ومختلفة في نفس الوقت.

وفي Knives Out استنسخ جونسون كسيناريست من مدرسة “من الجاني” البوليسية، التي برعت فيها الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، وقدم فيلمًا من علامات هذه النوعية، وفي الطريق جزءان آخران.

Knives Out.. كيف طعننا ريان جونسون بأخطر سكاكين أجاثا كريستي؟ | ريفيو | حاتم منصور

كلها علامات تنبىء بمؤلف ومخرج قادر على زيارة عالم بوند بفيلم يحافظ على ثوابت السلسلة وبالأخص طابعها البصري، ويضيف لمسات منعشة في نفس الوقت.

عيوب وسلبيات تعيق اختياره:

مع نجاح Knives Out ووصول جونسون لمرحلة الفنان القادر على فرض شروطه على المنتجين، يصعب تخيل عودته لمرحلة يقبل فيها العمل بطريقة عكسية.

6- جيمس ماجنولد

لماذا هنا؟

عالم الذكور هو الخيط الدرامي الذي يجمع أفلام جيمس مانجولد. أغلبها قصص عن صراعات الرجال مع بعضهم، وصراعاتهم الداخلية بين ما يرغبون في عمله، وما يمليه عليهم المجتمع أو الواجب المهني أو الأسري. وبالطبع صراعهم الخاسر دومًا ضد الزمن وكبر السن.

يمكنك أن تلمح هذا الجانب في:

فيلم مغامرات خفيف مثل Knight and Day.

أو في دراما جادة مثل Ford v Ferrari.

أو في تطويع شخصية سوبرهيرو مثل ولفرين، لتقديم هذه الأبعاد في Logan.

Ford v Ferrari.. كريستان بيل ومات ديمون يتسابقان إلى الأوسكار | ريفيو | حاتم منصور

هذا الخيط الدرامي منسجم جدًا مع بوند اذا أراد المنتجون الحفاظ على نفس الإيقاع الجدي الذي ميز أفلام دانيال كريج.

ويزداد الانسجام عندما نذكر ميل مانجولد للطابع الكلاسيكي بصريًا، وللمدرسة القديمة بخصوص الأكشن والمطاردات.

3:10 to Yuma

حاليًا يواجه مانجولد اختبارًا حاسمًا لإثبات جدارته ببوند، ويضع لمساته الأخيرة على الجزء الخامس من سلسلة إندينا جونز الشهيرة، بعد 4 أفلام سابقة أخرجها سبيلبرج.

إذا نجح في الحفاظ على ما أحببناه في إنديانا جونز، ستصبح هذه هي الشهادة النهائية المطلوبة لقبول أوراقه في عالم بوند.

عيوب وسلبيات تعيق اختياره:

مانجولد أقرب إالى الثقافة والشخصيات والروح الأمريكية، وهي نقطة لا تناسب بوند البريطاني.

7- كريستوفر نولان

لماذا هنا؟

التواجد منطقي جدًا. المخرج البريطاني ذو الطباع اليمينية المحافظة، المهتم جدًا بالأكشن والخيال البصري وفئة الأفلام الضخمة إنتاجيًا، ينضم إلى سلسلة الأكشن السينمائية البريطانية الكلاسيكية الجماهيرية، التي تدور أحداثها في عالم الجاسوسية، وتحمل صفة الثراء الإنتاجي.

ريفيو Tenet | رصاصة في اتجاهين بين عقيدة بوند وتعقيد نولان | حاتم منصور

والطريف هنا مبدئيًا أن نولان وضع بصمته سابقًا بالفعل على سلسلة بوند عندما نجح فيلمه Batman Begins في إعادة ميلاد باتمان سينمائيًا عام 2005 بشكل أكثر جدية عن الأفلام السابقة، ونال إشادة الجمهور والنقاد. كان هذا النجاح سببًا في تغيير بوصلة فيلم بوند التالي، وتوجهه لنفس المسار والتغييرات.

النتيجة كانت فيلم كازينو رويال عام 2006 وبداية حقبة دانيال كريج الناجحة في دور بوند.

Casino Royale

رغم هذا لايزال 007 في حاجة لبصمة ثانية من نولان، والحقيقة أن العامين المقبلين هما الفرصة الأمثل، لحدوث هذا.

نحن الأن على مشارف إعادة ميلاد بوند مع نجم آخر بعد دانيال كريج، في فيلم سيضع حجر الأساس لـ 4 أو 5 أفلام تالية على الأقل. وهو ما يجعل التوقيت مثاليًا جدًا لنولان، لاختيار نجم جديد للدور ووضع بصمته على السلسلة بمساحة حرية أكبر، والتوصل إلى صيغة تفاهم مع منتجيها سواء ماديًا أو إبداعيًا من أجل عيون بوند.

Skyfall

عيوب وسلبيات تعسق اختياره:

يعمل نولان بشروط وضوابط مادية عالية، وهو ما تقبله شركات الإنتاج لأنه لا يعتمد حاليًا على اسم سلسلة شهيرة أو شخصية كومكس، أو أي من العناصر التجارية المعروفة.

بصياغة أخرى: نولان يصنع الكعكة من الألف للياء في أفلام مثل Inception – Dunkirk وبالتالي يحق له المطالبة بنصيب الأسد.

لكل مخرج عرّابه ومريدوه.. خمس”رومانسيات” بين عظماء الإخراج | أمجد جمال

لا يملك منتجو بوند في المقابل نفس الاحتياج. السلسلة تحقق الكثير في شباك التذاكر، ولا داعي للتخلي عن نصيب كبير من الكعكة لنولان (نتحدث عن عشرات الملايين).

ومؤخرًا، أعلن نولان عن فيلمه القادم أوبنهايمر Oppenheimer المنتظر عرضه في صيف 2023 وبالتالي أمامه جدول مشحون، ومشروع آخر مقرر تنفيذه خلال العامين المقبلين بالفعل.

الجانب التسلسلي بخصوص سلسلة بوند عائق قوي آخر أمام نولان، يمكن قراءة المزيد عنه تفصيليًا على هذا الرابط:

حدث ذات مرة في عقل كريستوفر نولان.. لكن لم يحدث على الشاشات | حاتم منصور

وصلنا للنهاية، لكن في جميع الحالات وأيًا كانت قائمة المخرجين المختارين مستقبلًا، غدًا لن يموت أبدًا بالنسبة لبوند، وسيعود بالتأكيد بتصريح للقتل، ليرسل تحياته من روسيا أو غيرها، وهو يطلب مشروب المارتيني مخفوقًا وليس مخلوطًا.. إلخ من هذا الهراء البوندي المسلي!

لنأمل أن تكون عودته في خدمة صاحبة الجلالة (السينما)، أفضل وأفضل من كل أفلامه السابقة، وأن يعش ويدع الآخرين يموتون من شدة الغيظ، من نجاحاته المتواصلة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك