بخلاف الحديث الدبلوماسي الإنشائي المعتاد.. هل للزيارة أهمية عملية؟
يكفي أن نشير إلى علامتين هنا:
– واحدة من الصين: هي أول زيارة خارجية للرئيس الصيني بعد عامين من العزلة الدبلوماسية الشخصية التي فرضها على نفسه منذ يناير 2020 فلم يغادر بكين بعدها أبدًا.
– والأخرى من السعودية: تأتي بعد شهر من استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن “المتوتر” في جدة، والتي لم يستقبله خلالها ولي العهد محمد بن سلمان في المطار، مكتفيًا باستقباله في القصر الذي استضاف الاجتماع بـ “قبضة يد محرجة”.
أولًا: المظاهر هنا مهمة؛ لأن المتوقع أن يقابل الرئيس الصيني في السعودية باحتفاء فوق العادة، معاكس تمامًا لاستقبال بايدن.
بهذا المعنى، سيكون الانتصار الدبلوماسي مزدوجًا؛
للرئيس الصيني الذي سيقدم تأكيدًا رفيع المستوى للعلاقات الحميمة مع مورد رئيسي للطاقة، ويسمح له بإبراز القوة الصينية، دون أي مخاطرة بإحراج احتجاجي فيما يخص ملف الأويغور في شينجيانغ، أو التحركات في هونغ كونغ، أو المخاوف حول تايوان،
وللسعودية التي ستري الولايات المتحدة أنها تملك منافسًا جادًا على العلاقات مع الرياض، وأنه لا قوة دولية تملك منح السعودية ظهرها.
ثانيًا: بانتظار ما ستنتج عنه الزيارة من اتفاقات تشير الدلائل إلى أهميتها، فالتبادل التجاري بين السعودية والصين في 2021 وصل 87 مليار دولار، والسعودية أكبر مصدري النفط للصين (أكثر من روسيا نفسها) والصين نفذت مشاريع بنية تحتية في السعودية بقيمة 40 مليار دولار بين 2014-2019،
وفوق كل ذلك، فالسعودية مرشح للانضمام لتكتل البريكس عند توسيعه، ما يعني أن الزيارة على الأغلب قد تتضمن خطوة تقلص سيطرة الدولار على السوق العالمية، بخلاف ملفات أخرى مثل التسليح أو البرنامج النووي مثلًا.
بينما يقول خبراء محليون إن بيع النفط باليوان “غير منطقي”، تقول بولتيكيو إن الزيارة قد تشهد اتفاقًا على استبدال الدولار الأمريكي باليوان في “بعض مبيعات النفط”.
لكنها تشكك في مدى تأثير الخطوة على هيمنة الدولار الأمريكي في سوق النفط العالمية وموثوقيته في تقديم عائدات يمكن التنبؤ بها للرياض.