ناشونال إنترست: ولاية تركيا قريبًا؟ داعش يمهد “أرض الخلافة” قبل سقوط أردوغان | ترجمة في دقائق

ناشونال إنترست: ولاية تركيا قريبًا؟ داعش يمهد “أرض الخلافة” قبل سقوط أردوغان | ترجمة في دقائق

15 Feb 2022
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن تحليل سام مولينز، الأستاذ في مركز دانيال إينوي، وكونيت جورر، الأستاذ في مركز جورج مارشال، المنشور في ناشيونال انترست.


أكثر من خمس سنوات مرت على إطلاق مسلح من داعش النار على ملهى ليلي في إسطنبول، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا من أكثر من 12 دولة أثناء احتفالهم بالعام الجديد.

لم يشن داعش هجوما كبيرًا في تركيا منذ ذلك الحين. بالتالي خفت الاهتمام بخطورة داعش هناك، بما سمح للتنظيم بالكمون والبقاء في هدوء.

لكن، بالنظر إلى حجم انتشار داعش في تركيا المضروبة بكثير من المشكلات أصلًا، يبقى السؤال الذي لا بد أن يطرح الآن: إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا الوضع؟

تركيا.. مركز داعش الإستراتيجي

منذ البداية، كانت تركيا ذات أهمية بالغة لداعش، ففي ذروة مشروع الخلافة، كان المقاتلون الأجانب يتدفقون على سوريا والعراق بأعداد كبيرة، معظمهم عبر تركيا.

لكن تركيا كانت دائمًا أكثر من مجرد نقطة عبور. فبخلاف انضمام أكثر من 6500 مواطن تركي لداعش، كانت البلاد نقطة الفحص والتدريب أحيانًا لـ “المجاهدين الجدد”، كما برزت الدولة بسرعة كمركز مالي ولوجستي مهم للتنظيم، مما منح داعش فرصة نقل كميات هائلة من الأموال ومكونات الأسلحة والمواد المتفجرة الأولية ومجموعة متنوعة من الخدمات والإمدادات الأخرى عبرها.

Erdoğanistan | IT

ممر الفئران.. كيف نقلت تركيا المتشددين والسلاح إلى سوريا | س/ج في دقائق

دار هجرة القيادة

ليس من المفاجئ إذن، عندما بدأت الخلافة في الانهيار في سوريا، أن خطة الهروب للكثيرين – بما في ذلك عدد من القادة رفيعي المستوى – كانت إلى تركيا.

فمع اقتراب سقوط الرقة في صيف 2017، أمر قادة داعش أتباعهم بالتماس اللجوء وانتظار الأوامر عبر حدود تركيا.

وبحسب ما ورد، سُمح للمئات من مقاتلي داعش وأسرهم بمغادرة الرقة بموجب شروط صفقة أبرمت مع الأكراد، ثم هرب آلاف آخرون من سوريا في الأشهر التي تلت ذلك. ومن شبه المؤكد أن معظمهم انتقلوا إلى تركيا حيث انضموا إلى الآلاف من المقاتلين الأتراك الذين عادوا إلى ديارهم، دون محاكمات غالبًا، بما ينذر أن تركيا بات لديها مشكلة خطيرة.

وبينما تقول تركيا إنها اعتقلت الذراع اليمني لزعيم داعش المغتال أبي بكر البغدادي، وإحدى زوجات البغدادي، وعدد من أقاربه، تبقى حقيقة أن هؤلاء كانوا يعيشون في تركيا لأربع سنوات قبل القبض عليهم،

بالإضافة إلى أن زعيم داعش المغتال قريبًا أبو إبراهيم القرشي – تمامًا مثل سلفه – كان قادرًا على العيش في مخبأ على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود التركية، مؤشرًا على السهولة التي اخترق بها التنظيم تركيا وأهمية الدولة بالنسبة لقيادة التنظيم.

Top 30 Isil Alben GIFs | Find the best GIF on Gfycat

البنتاجون: تركيا وعناصرها المحلية الداعمة ليسوا أمناء على حرب داعش | س/ج في دقائق

الدولة متساهلة مع داعش رغم العقوبات

أثناء عمليات تجفيف منابع داعش المالية، اكتشفت مجموعة من شركات الصرافة والتحويلات، وأكبرها شركة الخالدي للصرافة، والتي كانت تنقل مئات الآلاف من الدولارات كل يوم من تركيا إلى داعش بما أدى لإضافة أنقرة إلى القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF)، الرقابية العالمية

القائمة تضم الدول التي تعاني قصورًا في مجالات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وضم تركيا إليها فاقم الأزمة الاقتصادية الضخمة أصلًا في تركيا.

لكن سلطات البلاد لا تزال متساهلة مع داعش؛ فرغم المداهمات المتكررة التي تعلن عنها أنقرة، يبدو عدد المقبوض عليهم محدودًا، وعدد من وجهت إليهم تهم أقل، إذ يفرج عن العديدين منهم بعد الاستجواب.

وحتى عندما ترفع القضايا إلى المحاكم، يبدو القضاة الأتراك متساهلين مع الدواعش.

وخير مثال على ذلك حالة رجل الدين السوري جمال عبد الرحمن علوي، الذي على الرغم من اتهامه بإصدار أمر بإحراق طيارين تركيين على قيد الحياة في 2016، أفرج عنه في انتظار المحاكمة، ولم يُعتقل إلا لاحقًا بعد احتجاج شعبي.

كما استفاد العديد من قادة داعش، من قانون الندم التركي، والذي يمكن أن يؤدي إلى تخفيف الأحكام إلى حد كبير أو حتى تعليقها.

غسيل أموال داعش إيذانا بعودته.. ما دور باكستان وتركيا؟| س/ج في دقائق

الخطر المقبل

مع انخفاض شعبية الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، واقتراب موعد الانتخابات، من المرجح أن تغيب مواجهة داعش عن أجندة أولويات الدولة التركية، أكثر مما هي عليه بالفعل، وبالتالي قد ينشط التنظيم أكثر.

لقد ألقى تهديد الإرهاب بظلاله بالفعل على الانتخابات المقبلة بعد العثور على عبوة ناسفة بدائية الصنع في سيارة مملوكة لضابط شرطة تم تكليفه بتأمين موكب أردوغان.

على الرغم من إلقاء اللوم في ذلك على حزب العمال الكردستاني، إلا أنه هذا يوضح سهولة الاختراق.

كما أن داعش كان نشيطًا بشكل خاص في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في 2015، ومن غير المرجح أن يترك فرصة مماثلة هذه المرة.

كما أن الحدود مع سوريا لا تزال قابلة للاختراق، وبإمكان التنظيم الوصول للأسلحة والمتفجرات في تركيا، ولذلك من غير المرجح أن تظل تركيا مسيطرة على وضع داعش الحالي.

تركيا كونها وجهة سياحية رئيسية ومركزا للسفر الدولي، وخصوصًا مع انتشار جوازات السفر المزيفة بها، ستكون هدفًا جذابًا للإرهابيين ومنصة إطلاق محتملة للهجمات العابرة للحدود.

كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، أثار ضجة في أواخر العام الماضي عندما قال أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: إن داعش في أفغانستان يمكن أن يطور القدرة على شن هجمات خارجية في غضون ستة أشهر إلى اثني عشر شهرًا.

لذلك من المحتمل أيضًا أن يكون له نفس هذه القدرة في تركيا، وقريبًا قد نسمع عن ظهور “ولاية تركيا”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك